شريك حياه من الطراز الاول في صوره روبوت

  •  

    لو قيل لك أن شريك العمر يتمتع بأعلى مستويات الذكاء العاطفي، وقادر أو قادرة على اختزال النصوص والتعرف سريعا على المشاعر والمشاركة بالمناظرة والحوار في قضايا معقدة، بل يخوض غمار الابتكار مثل الرسم التشكيلي وكتابة الشعر وتأليف الموسيقى فهل تتردد بقبوله؟

     

    وماذا لو عرفت بأنه روبوت الأمر جيد على كل حال، لأن المرشحين والمرشحات من البشر سيرفعون من مستوياتهم مع المنافس الجديد!

     

    حقق الذكاء الاصطناعي قفزات واختراقات تقنية هامة هذا العام، وتكاد لا تتوقف أخبار الاختراقات التي يجري تحقيقها فيه أمام كل من يتابع هذه التقنية الواعدة، فمن يحاول مواكبة أحدث التطورات في هذا القطاع ستربكه أيضا مزاعم بعض الشركات في تقديم حلول الذكاء الاصطناعي فيما قد لا تتعدى هذه مجرد تحسينات في برامج الإحصاء والتحليل.

    تمثل حلول الذكاء الاصطناعي الحالية فرصة هامة لاستثمارات الشركات التي تسعى لمواكبة الإمكانيات الكبيرة لهذه التقنية بهدف الوصول لمستوى يضمن تفوقها على المنافسين.

     

     

    بالطبع هناك معايير قياس معروفة جيدا مثل مقياس قديم لتحديد مستوى ذكاء الآلة مقارنة مع ذكاء البشر ويسمى اختبار تورينغ Turing Test، وهو مجموعة اسئلة لقياس نضوج الذكاء الاصطناعي، وتطرح الأسئلة على مجموعة لا يراها من يطرح السؤال بل يرى الإجابات، وحين يعجز من يطرح الأسئلة على تمييز إجابات الكمبيوتر عن إجابات البشر، يكون وقتها الكمبيوتر قد وصل إلى مستوى الذكاء البشري.

     

    وبضوء ذلك نجد أن بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي قد وصلت فعلا لمراحل متطورة فهناك حاليا أنظمة تحاكي بعض الحواس مثل الشم والسمع والقراءة بل والاختزال SummarizeBot والكتابة (كما يتوفر لدى أدوات غوغل مثل  سمارت كومبوز  Smart Compose التي يمكن استخدامها في طقم غوغل أو حتى جي ميل بالإنكليزية)والقراءة بل حتى قراءة الأفكار وفهم المشاعر بالاعتماد على ما يسمى الذكاء العاطفي الاصطناعي والذي تستخدمه حاليا بعض الشركات للتسويق وفهم سلوكيات المتسوقين كما هو الحال مع woke robot.

     

    وبدأت بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي تقتحم غمار المجال الإبداعي الذي يتسم بالتعقيد، فهناك أنظمة للمناظرة والحوار في قضايا معقدة، بل هناك أبعد من ذلك في أنظمة تدخل في حيز الابتكار مثل الرسم التشكيلي وكتابة الشعر وتأليف الموسيقى. وتتوقع غارتنر أن 25% من الموظفين في المجالات الرقمية سيتعاملون مع المساعدات الافتراضية التي يديرها الذكاء الاصطناعي.

     

     

     

    لعل ما يتصدر مقدمة الاختراقات التقنية الهامة التي تم تحقيقها في أنظمة الذكاء الاصطناعي شرائح الذكاء الاصطناعي التي ساعدت شابا مصاب بالشلل في القدرة على المسير بعد أن قامت الشريحة بتفسير الإشارات الكهربائية الصادرة من دماغه لتوصيل أمر المشي إلى قدميه مما يبشر بشريحة قادرة على قراءة الأفكار ستتيح زراعتها بالدماغ لمعالجة الأشخاص المصابين بشلل الأطراف السفلية بحسب مجلة نيتشر. يولد الذكاء الاصطناعي الكلام هنا من خلال تفسير إشارات الدماغ، بل يمكنه تقديم تسجيل صوتي لسماع ذلك الكلام أو الأوامر الصوتية لتحريك الأطراف. أي أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرا على ترجمة الإشارات العصبية في مرحلة تكون عادة قبل النطق بها.

     

    ماذا عن التحيز في أنظمة الذكاء الاصطناعي؟

     

    تتوسع الثغرة بين الجنسين في الذكاء الاصطناعي والحل يستدعي أكثر من تصويب الخوارزميات، بافل نستروف كبير علماء البيانات في رياكتورReaktor الشرق الأوسط وأفريقيا، ورياكتور هي شركة استراتيجية رقمية عالمية تأسست في فنلندا ولديها فروع في نيويورك وامستردام وطوكيو ودبي وتوركو

     

     

    يقول بافل:" هناك مشكلة حقيقية مع التحيز الجندري في الذكاء الاصطناعي، قد يمكننا أن نتخيل أن التقنية حيادية إزاء الذكور والإناث، لكن الذكاء الاصطناعي يضخم الخلل وانعدام التوازن بين الجنسين. وسواء كان الذكاء الاصطناعي يستخدم لتقييم المرشحين لوظيفة أو حتى بحث الصور في غوغل، فالتقنية تفضل الذكور، ويتعمق التحيز إلى صلب طريقة عمل الذكاء الاصطناعي ولذلك ليس من السهل تصويب هذه المشكلة.

    لعل أوضح تجسيد للمشكلة هو في محاولة أمازون تطوير نظام توظيف مؤتمت، وهو مشروع فشل علانية وأحدث ضجة واسعة. وكانت الفكرة منح تقييم للمرشحين من 1 إلى 5 بحسب مطابقة المرشح للوظيفة، وفي النهاية تبين لهم أن النظام كان يمنح الإناث نقاطا أقل بغض النظر عن مؤهلاتهن. ولدى التحري عن سبب ذلك وجدوا أن مجموعة البيانات التاريخية التي استخدمت لدريب النموذج كانت تستند على أشخاص غالبيتهم من الذكور.

    إذا، مشكلة التمييز أو التحيز لا تكمن لدى مطوري النظام، فأغلب المطورين هم أشخاص من ذوي التعليم الجيد ولا يجب أن ننسى النزاهة الاكاديمية وهي الالتزام بالسلوك الأخلاقي النزيه وممارسته عمليا. فالمشكلة إذا في البيانات. ولا يوجد حل بسيط لهذه المشكلة.

     

     

    استخدمت كيت كروفورد مديرة معهد إي آي ناو AI Now Institute في جامعة نيويورك، خدم غوغل للبحث بالصور عن الرؤساء التنفيذيين لإظهار تعقيدات هذه المشكلة. وقدمت نتائج البحث في غوغل إناث بنسبة 11% عند البحث عن الرؤساء التنفيذيين فيما تبلغ نسبة النساء في هذا المنصب 27% في الواقع.

    كيف يمكننا إذا تحديد النسبة المنصفة للنساء التي يجب أن تقدمها الخوارميات؟ وهل هي نسبة الإناث بين الرؤساء التنفيذيين الحاليين اليوم؟ وهل الرقم المنصف يجب أن يكون 50% حتى لو لم يكن هذا الهدف قد تحقق في عالم الواقع؟ وهل يمكننا تصويب كل عمليات البحث الممكنة لتقديم نسبة حقيقية؟

     

    إذا قبلنا أن المشكلة تكمن في البيانات ، فالحل يبدو بسيطًا، يكفي إصلاح مجموعات البيانات. فجودة أنظمة الذكاء الاصطناعي تكون بقدر جودة البيانات التي ندخلها فيها، ويمكن أن تحتوي البيانات الرديئة على تحيزات عنصرية أو جنسانية أو أيديولوجية ضمنية. سيستمر تدريب العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي باستخدام بيانات رديئة ، مما يجعل هذه مشكلة مستمرة. لسوء الحظ، لا يوجد الآن مقياس موضوعي لتحديد التحيز في مجموعة البيانات. وهذا هو المكان الذي يتعين علينا بذل الجهد حوله الآن. نحن بحاجة إلى جعل معشر الباحثين يقبلون على دراسة المشكلة. لكن الباحثين يحتاجون للبيانات لإجراء أبحاثهم - وهنا تكمن المشكلة الكبيرة.

     

    ما يثير قلقي أساسا هو تتشجع الشركات كفاية لمشاركة البيانات لحل المسألة لما فيه مصلحة اجتماعية كبيرة، ونظرا لأن هدف الشركات الأساسي هو زيادة الربح لكن هدف الحكومات والعلم هو جعل حياة الناس أفضل، ويجب على الأطراف الثلاثة العمل معا في هذا الصدد.

     

     

    وإذا كانت الشركات جادة فعلا في مساعيها لتحقيق المساواة بين الجنسين بين الموظفين، فيجب عليها تبادل البيانات حول أشياء مثل التوظيف والأجر والترقيات مع الجهات البحثية،  ثم يتعين عليهم أيضًا أن يكونوا على استعداد لمشاركة هذه النتائج مع الحكومة حتى يتمكنوا من رؤية المشاكل والتشريع لمنع حدوثها.

    ومع تنامي استخدام الذكاء الاصطناعي فالقلق الحقيقي أن مشكلة التحيز ضد الإناث في الأنظمة ستستفحل أكثر. وفي النهاية فالذكاء الاصطناعي هو حصيلة جهد بشري وبالتالي يعكس ما هو موجود بيننا وإذا لم يعجبنا ما نراه في المرآة فعلينا بتغيير أنفسنا.

     

    الذكاء الاصطناعي يتولى الإخصاب والإنجاب!

    أعلنت الشركة الفرنسية موجو دياجونستيك مؤخرا أنها تهدف من استخدام الذكاء الاصطناعي إلى زيادة فرص الحمل وجعل عملية الإخصاب تتم تلقائيا بالأنظمة التقنية، أي أتمتة الإخصاب والإنجاب.

    وجذبت موجو mojo diagnostics تمويلاً بنحو 1.8 مليون دولار للعمل على تحسين الإخصاب بالذكاء الاصطناعي، بعدما تقدم عدد من المستثمرين تصدرتهم شركة نورديك وصندوق انفتشر مع دبرمان وبريفليج فنتشر مع عدد من المستثمرين الآخرين. المدير التنفيذي للشركة وأحد مؤسّسيها محمد طه، يلفت إلى أن مهمة الشركة تتركز على تأمين كلفة منخفضة وعملية إخصاب تتسم بالسرعة والدقّة، فيما يعتمد حاليا على أساليب يدوية وعشوائية سواء كان ذلك في عملية العد أو الاختيار في عينات السائل المنوي دون القدرة على تحديدة سويتها أو جودتها.

    وطورت الشركة جهاز اسمه موجو برو  لمساعدة  الأطباء على تعداد الحيوانات المنوية وتحديد شكلها وجودتها، وبناءً على تلك البيانات سيتم وضع معايير يحتذى بها في ما بعد للتأكد من خصوبة ذكرٍ ما أو من عدمه.

    واستناداً إلى الاختبارات الداخلية لـ Mojo Pro، حقق النظام نسبة 97 في المئة دقة في تعداد الحيوانات المنوية مقارنة مع التعداد اليدوي الذي يقوم به الأطباء حتى الآن، وفي هذا السياق تقارن الشركة نتائجها مع نتائج أفضل المؤسسات الطبية في هذا المجال، إلا أن الشركة تخطط لمزيد من التحسين.

    يقول محمد إن دراسة  الدكتوراه في علم النانو وتطويره لذراع روبوتي لالتقاط الجزئيات الصغيرة لدمجها مع مكونات أخرى جعلته يفكر في تطبيقات له مثل التلقيح الاصطناعي التي لا تزال يدوية. وبانتظار حصول جهاز موجو برو على ترخيص من الاتحاد الأوروبي، سيكون على الشركة بيع وحدات من هذا الجهاز الذي يجمع بين برامج الذكاء الاصطناعي وأدوات روبوتية لعيادات الإخصاب بأسلوب الاشتراك، ليقدم خدمات تحليل تقدم نتائج عد الحيوانات المنوية وجودتها، لتقديمها للأزواج للتحقق من عدم وجود مشكلة خصوبة لدى الزوج. يعتمد الذكاء الاصطناعي في هذا النظام على الرؤية الاصطناعية لعد الحيوانات المنوية وتمييز الأفضل بينها من حركتها وهيئتها ثم تقوم أذرعة الروبوت الصغيرة بتحديد العينة المطلوبة لنقلها لإنبوب الاختبار في عملية التلقيح الاصطناعي.

     

    تستهدف الشركة جعل عملية الإخصاب في متناول الكثيرين نظرا لأنها تتطلب حاليا دفع كلفة عالية لعمليات التجارب على الإخصاب ونجاحها بعد عدة محاولات أحيانا، وذلك بسبب عدم دقة اختيار البويضة أو الحيوانات المنوية التي تجعل من كلفتها تتراوح بي 40 ألف و100 ألف يورو بمعدل نجاح يصل إلى 25% فقط. وطورت الشركة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي أداةmojo pro لتقييم السائل المنوي وانتقاء عينات مناسبة منه لعملية الإخصاب أي أن الأداة أصبحت أكثر ذكاء من خلال جعل العملية تتم آليا بفحص جودة الحيوانات المنوية قبل محاولة التلقيح، وذلك لاختيار الأفضل منها، أي أن الشركة ستستعين بالذكاء الاصطناعي ضمن عمليات التلقيح الصناعي لاختيار «أفضل» حيوانات منوية وبويضات بعد الفحص والتدقيق في قاعدة بيانات كبيرة.

     

    وفي السياق عينه، تطمئن «موجو»، إلى أنه، بمجرّد بدء العمل بجهازها، سيتم جمع البيانات «بإذن المرضى»، ما سيوفر قاعدة بيانات ضخمة لديها وتحديداً لدى الذكاء الاصطناعي، هذا الأمر سيدعم إجراء المزيد من البحوث للنظر في عملية الإنجاب بأكملها، بدءاً من التلقيح، وصولاً إلى الجنين والطفل ، وتستعد الشركة للانتقال إلى المملكة المتحدة، تزامناً مع إطلاقها جهازها الجديد بحسب صحيفة الأخبار.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن