كتب : ابراهيم احمد
كشفت شركة نيوم للهيدروجين الأخضر ، عن إتمام مرحلة الإغلاق المالي لمشروع إنشاء أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم باستثمار إجمالي قدره 8.4 مليار دولار أميركي، وذلك بعد توقيعها مستندات مالية مع 23 مصرفاً وشركة استثمار محلية وإقليمية ودولية.
ويجري بناء المصنع في مدينة "أوكساجون" ضمن منطقة "نيوم" وقد أبرمت الشركة كذلك اتفاقية تنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والبناء مع شركة "إير برودكتس"، بصفتها شركة المقاولات المسؤولة عن تنفيذ هذه الأعمال وضمان تكامل الأنظمة على مستوى المصنع بشكل عام.
كما أعلنت شركة نيوم للهيدروجين الأخضر كذلك عن اعتماد شركة "إس آند بي جلوبال" للتصنيفات الائتمانية، باعتبارها طرفاً ثانياً مستقلاً يقدّم رأياً موضوعياً، لهيكلية التمويل بدون حقّ الرجوع، تأكيداً على التزام هذا المشروع بشروط القروض الخضراء، علماً أنّ هذا التمويل هو الأكبر من نوعه في إطار التمويل الأخضر، وقامت شركة "إير برودكتس" بدورها بمنح عقود رئيسية لعدد من الشركاء في مجالي التكنولوجيا والبناء.
إضافة إلى ذلك، أبرمت شركة نيوم للهيدروجين الأخضر اتفاقية حصرية لمدة 30 عاماً مع شركة "إير برودكتس" التي ستقوم بشراء كامل الأمونيا الخضراء التي سينتجها المصنع، وذلك في خطوة تهدف إلى اغتنام الفرص الاقتصادية المرتبطة بالطاقة المتجددة ضمن مختلف مراحل سلسلة القيمة.
وسينتج مصنع الهيدروجين الضخم التابع لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر، والذي هو عبارة عن شراكة متكافئة لتنفيذ مشروع مشترك بين "أكوا باور" و"إير برودكتس" و"نيوم"، ما يصل إلى 4 جيجاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي ستُستخدم بدورها لإنتاج ما يصل إلى 600 طنٍ متري يومياً من الهيدروجين الخالي من الكربون مع نهاية عام 2026، وذلك على شكل أمونيا خضراء كحلّ فعّال من حيث التكلفة لقطاعي النقل والصناعة على المستوى العالمي.
من جهته قال المهندس نظمي النصر رئيس مجلس إدارة شركة نيوم للهيدروجين الأخضر الرئيس التنفيذي لنيوم يُظهر هذا الدعم المالي الكبير الذي تقدّمه شركات الاستثمار الإمكانات الهائلة الكامنة في مشروعنا الهادف إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر, ويُعدّ هذا المشروع الأول من نوعه في العالم لإنتاج الهيدروجين على نطاق واسع، في خطوة رائدة نحو قيادة المساعي العالمية الرامية إلى التحوّل نحو الهيدروجين كمصدر للطاقة المتجدّدة, ومع الإعلان اليوم عن بلوغنا مرحلة الإغلاق المالي لهذا المشروع، سوف تتسارع بشكل ملحوظ وتيرة الأعمال التي يجري تنفيذها على الأرض لترجمة طموحنا إلى واقع ملموس.
أضاف يستفيد مشروع شركة نيوم للهيدروجين الأخضر من الموارد الطبيعية الوفيرة التي تزخر بها "نيوم"، لدعم الجهود العالمية الرامية إلى إنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع، بما يسهم بالتالي في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية ضمن رؤية السعودية 2030.
من ناحيته قال ديفيد إدموندسون الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر: يسرّني أن أعلن عن نجاح شركة نيوم للهيدروجين الأخضر، بالتعاون مع شركائها الثلاثة "أكوا باور" و"إير برودكتس" و"نيوم"، في تحقيق إنجاز إضافي على مستوى مشروعنا، وذلك بعد بلوغنا مرحلة الإغلاق المالي لأكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم مع 23 مصرفاً وشركة استثمارية،.
أضاف ويُعدّ هذا إنجازاً بارزاً في مسيرتنا الطموحة للتوجّه نحو تبنيّ الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع كحلّ نظيف لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة حول العالم، وقد أتاح لنا ذلك إبرام اتفاقيات تنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والبناء مع شركة "إير برودكتس" بقيمة 6.7 مليارات دولار ، وإننا نعمل اليوم بوتيرة متسارعة لإنشاء أكبر مصنع في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع، علماً أنّه من المقرّر البدء بعمليات الإنتاج في نهاية عام 2026.
أوضح يسعدنا جداً أن نحصل على مثل هذا الدعم الملحوظ والالتزام الكبير من المسهمين في الشركة وجهات الاستثمار، للنجاح في تمويل مشروعنا على هذا النطاق. ونتطلّع قدماً إلى قيادة المساعي العالمية الرامية إلى التحوّل نحو مستقبل خالٍ من الكربون".
من جهته قال سيفي قاسمي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "إير برودكتس" نفخر بإسهامنا في رسم مستقبل قطاع الطاقة عبر تنفيذ مشاريع ريادية مثل هذا المشروع، لتوفير الهيدروجين النظيف على مستوى العالم بطرق مستدامة, وسوف تكون شركة "إير برودكتس" الجهة الحصرية التي ستقوم بشراء إجمالي كمية الهيدروجين الأخضر المنتجة على شكل أمونيا خضراء في مصنع شركة نيوم للهيدروجين الأخضر، لاستخدامه ضمن قطاعي النقل والصناعة حول العالم .
موضحاً أن إنتاج الأمونيا الخضراء وتصديرها يسهمان في إزالة الكربون من قطاعي النقل الثقيل والصناعة حيث ترتفع انبعاثات الكربون بشكل ملحوظ، بما يساعد بدوره على تفادي ما يقارب خمسة ملايين طنٍ متري من ثاني أكسيد الكربون سنوياً على مستوى العالم.
أضاف بصفتنا شركة المقاولات الرئيسية المسؤولة عن تنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والبناء وتكامل الأنظمة على مستوى المصنع، نفخر بالتقدّم الكبير الذي أحرزناه على صعيد أعمال الهندسة والعقود الرئيسية من الباطن التي نجحنا في إبرامها لتنفيذ هذا المشروع، وفي ظل جاهزية الموقع للعمل، فإننا نمضي قدماً في أعمال التشييد وأصبح فريق المشروع المشترك على كامل استعداده للبدء بالتنفيذ الفعلي، لتزويد العالم بطاقة خضراء في نهاية العام 2026.
وعلّق رئيس مجلس إدارة شركة "أكوا باور" محمد أبونيان قائلاً: بصفتنا شركة وطنية سعودية رائدة في مجال تحول الطاقة، نفخر بمساهمتنا في أكوا باور بدعم وتسهيل الوصول إلى مرحلة الإغلاق المالي لهذا المشروع النوعي والمميز للهيدروجين الأخضر، والذي يعكس التزام أكوا باور وشركائها المتواصل تجاه تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، خصوصا مع ما حققناه من خبرة نوعية وسجل حافل بالإنجازات في مجال الاستفادة من الحلول المبتكرة والتقنيات المتقدمة لتوفير حلول مستدامة للطاقة النظيفة وبتكلفة منخفضة.
أضاف إننا نمضي بثبات انطلاقا من خبرتنا التي حققناها في العديد من المشاريع النوعية والمبتكرة في مجال الطاقة المتجددة حول العالم بالتعاون مع نخبة من شركاء الابتكار، حيث حققنا خطوات فاعلة ونوعية في عملنا نحو تطوير واحدة من أكبر المحطات لصالح شركة نيوم للهيدروجين الأخضر، والتي تستهدف دمج ما يصل إلى 4 جيجاواط من الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتزويد الأسواق العالمية بالهيدروجين الأخضر على نطاق واسع، وهو إنجاز يعد خطوةً مهمة نحو تحقيق أهدافنا المشتركة لتسريع مسيرة التحول نحو الطاقة النظيفة ودعم أهداف المملكة في إزالة الكربون.
تجدر الإشارة إلى أنّ شركة نيوم للهيدروجين الأخضر قد نجحت في إبرام اتفاقيات تمويل مع مجموعة متنوّعة من المصارف وشركات الاستثمار المحلية والإقليمية والدولية، وذلك إلى جانب شريحة تمويل من شركة "يولر هيرمس"، علماً أنّه بادر ما لا يقلّ عن 23 جهة تمويل إلى الاستثمار في هذا المشروع القائم في مدينة "أوكساجون" ضمن منطقة "نيوم" في المملكة العربية السعودية.
والجدير بالذكر أيضاً أنّ وزارة الصناعة والثروة المعدنية في المملكة منحت في شهر يناير 2023 رخصة التشغيل الصناعي الأولى لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر، في خطوة تسهم في تمهيد الطريق أمام قيادة المملكة لمساعي إنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم، في ظلّ ترسيخ مكانتها كدولة رائدة في قطاع الطاقة العالمي.