كتب : باكينام خالد
تعتزم شركة "جيلي" الصينية تدبير مزيد من الأموال لشركة صناعة السيارات الكهربائية المتعثرة "بولستار" (Polestar) كوسيلة لتخفيف الضغط المالي عن شركة أخرى تمتلكها، هي "فولفو كار".
وبموجب هذه الصفقة المقترحة، تنقل "فولفو كار" جزءاً من حصتها البالغة 48% في "بولستار" إلى شركة "تشجيانغ جيلي هولدينغ غروب" (Zhejiang Geely Holding Group)، وفقاً لما أعلنته شركة صناعة السيارات السويدية الخميس.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب توسع "بولستار" بوتيرة أبطأ من المتوقعة، ما أدى، مع تباطؤ سوق السيارات الكهربائية، إلى تهاوي سهم الشركة إلى أدنى مستوى له على الإطلاق وتخوض "فولفو كار"، التي كانت تمتلك شركة "بولستار أوتوموتيف هولدينغ يو كيه" كعلامة تجارية رياضية فرعية، معاركها الخاصة، وقد بدأت العام الماضي في شطب نحو 1300 وظيفة، في إطار جهودها لخفض التكاليف.
تتكيف شركات صناعة السيارات مع تباطؤ حركة شراء السيارات الكهربائية التي بدأت تتخلف عن مستوى التوقعات.
تتعامل الشركة أيضاً من مشكلات في تطوير البرمجيات التي أدت إلى تأخر إطلاق سيارة "فولفو إي إكس 90" (EX90) الكهربائية الجديدة.
ومع ذلك، ما تزال شركة صناعة السيارات مستمرة في خططها الطموحة في أن تصبح نصف مبيعاتها سيارات كهربائية بالكامل بحلول 2025، مقارنة مع 16% من إجمالي المبيعات في العام الماضي.
وصرح جيم روان، الرئيس التنفيذي لشركة "فولفو كار" في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "ما زلت متفائلاً بشأن السيارات الكهربائية، وأيضاً بحقيقة أن لدينا تشكيلة قوية للغاية من السيارات الكهربائية الهجينة. ما نراه في الواقع هو أن الناس يدخلون عالم السيارات الكهربائية من خلال السيارات الهجينة الكهربائية ثم ينتقلون إلى السيارات الكهربائية بالكامل بمرور الوقت".
بعد أعوام من النمو القوي، بدأ تبني السيارات الكهربائية في التباطؤ، مع انسحاب المستهلكين ونفاد أرصدة الدعم. وعلى الرغم من حرب الأسعار التي شنتها شركة "تسلا"، تظل السيارات الكهربائية أعلى تكلفة بكثير من نظيرتها التي تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي.
ولأول مرة منذ عام 2016، من المتوقع أن تنخفض مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 14% هذا العام في ألمانيا، أكبر سوق للسيارات في أوروبا، بعد إلغاء الحكومة للحوافز، وفقاً لـ"الاتحاد الألماني لصناعة السيارات" (VDA)، .
بدأت شركات صناعة السيارات في تغيير خططها. فقد ألغت شركة "رينو" هذا الأسبوع خطة الطرح العام الأولي لشركة "أمبير" (Ampere EV) للسيارات الكهربائية التابعة لها، كما تراجعت "فولكس واجن" عن طرح عام أولي محتمل لوحدتها لإنتاج البطاريات "باوركو" (PowerCo).
كذلك، تحول ماري بارا، الرئيسة التنفيذية لشركة "جنرال موتورز"، مسارها إلى الوجهة العكسية، حيث ستعود إلى طرح طرازات كهربائية هجينة في أميركا الشمالية.
تأتي هذه التحركات في "بولستار" في أعقاب توسع سريع لشركة "جيلي" منذ استحواذها على "فولفو كار" من شركة "فورد موتور" في 2010، وأصبحت الشركة الخاصة عملاقاً في صناعة السيارات العالمية، وتمتلك حصصاً في "مرسيدس بنز" وشركة صناعة الشاحنات "فولفو" و"أستون مارتن". كذلك سعت "جيلي" أيضاً لتأسيس علامات تجارية جديدة في أوروبا، مثل شركة صناعة السيارات الكهربائية الفارهة "زيكر" (Zeekr).
قال روان إن "فولفو كار" تعتزم الاستمرار كإحدى المؤسسات المساهمة في "بولستار"، التي يمتلك فيها لي شوفو، مالك شركة "جيلي"، حالياً نحو 39% من خلال شركات تابعة. وقد واصلت "بولستار" اللجوء إلى داعميها الرئيسيين للحصول على تمويلات جديدة منذ إدراجها في الولايات المتحدة في 2022.
قفز سهم "فولفو كار" بنسبة 30% بعد تلك الأخبار، وعزز من هذه القفزة قلة عدد أسهم الشركة المتاحة للتداول العام، مع امتلاك "جيلي" 79% من أسهمها. ومع ذلك، لا يزال السهم متراجعاً بنسبة 38% على مدى العام الماضي، ما يحدد قيمة "فولفو كار" عند 99.3 مليار كرونة (9.5 مليار دولار).
قال روان إن تنفيذ طموحات "فولفو" "سيحتاج إلى استثمارات"، والخطوة التي أعلن عنها أمس الخميس "تتيح لـ(بولستار) الحصول على تمويل من مصادر أخرى".
قالت شركة "جيلي" إنها ستدعم استمرار "بولستار" باعتبارها علامة تجارية مستقلة دعماً كاملاً، وهذا لن يؤثر على حصتها البالغة 79% في "فولفو كار". وأعلنت الشركة السويدية لصناعة السيارات "فولفو" يوم الخميس أنها ستستمر في التعاون مع صانعة السيارات الكهربائية في مختلف مجالات النشاط، بما في ذلك التطوير والتصنيع.