بقلم : رانيا جول
محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
ارتفع مؤشر داو جونز(US30) إلى أعلى مستوى جديد له على الإطلاق ليبدأ تعاملات ، يوم الخميس الماضى، عند 39984.5 دولار، حيث ارتفع بما يقرب من 0.09% بعد تراجع تضخم مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي(CPI)، وعليه تجددت آمال السوق في تخفيض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في الربع الثالث من عام 2024 مع استمرار انخفاض التضخم وتراجع النشاط الاقتصادي. فقد انخفض التضخم في مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي في أبريل إلى 0.3% على أساس شهري مقارنة بالتوقعات عند 0.4%. كما انخفض مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي الأساسي أيضًا، مطابقًا للتوقعات البالغة 3.6% على أساس سنوي مقابل 3.8% في الفترة السابقة.
لكن لا يزال التضخم أعلى بكثير من هدف الفيدرالي البالغ 2٪، لكن الانخفاض المطرد يدفع رهانات السوق إلى أن الفيدرالي سوف يقوم بتخفيض الفائدة ربع نقطة في سبتمبر. كما أنهى أكثر من ثلثي الأسهم المكونة لمؤشر داو جونز أمس على ارتفاع. وقادت شركة Salesforce Inc. (CRM)الانتعاش، حيث ارتفعت بنسبة 3.88٪، ويتوقع المحللون أن يتفوق أداء السهم على توقعات الأداء المرتفعة بالفعل والتي تبلغ 12٪ على أساس سنوي. فيما انخفضت أسهم شركة والت ديزني (DIS) ) بنسبة -2.45٪ بعد أن كشفت الشركة عن أرباح الربع الثاني التي جاءت أقل من المتوقع.
وكان ارتفاع مؤشر داو جونز بنحو 350 نقطة أمس ليغلق عند 39908، بزيادة قدرها 0.9%. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 1.2% وناسداك 1.4%. بعد أن أعلنت وزارة العمل عن انخفاض التضخم إلى معدل سنوي 3.4% في أبريل بعد زيادة شهرية بنسبة 0.3% في الأسعار، وفقا لمؤشر أسعار المستهلكين.
ومن وجهة نظري يعد التباطؤ في أرقام التضخم بمثابة أخبار مرحب بها في وول ستريت بعد عدة أشهر من التضخم الأعلى من المتوقع. حيث كان مسؤولوا الاحتياطي الفيدرالي يتوقعون خفض أسعار الفائدة في وقت أقرب من ربيع عام 2024 لكنهم استبعدوا ذلك تماماً مع ارتفاع معدلات الوظائف والتضخم.
وأعتقد أنه إذا استمر التضخم في الانخفاض، فقد يميل بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة وتخفيف السياسة النقدية. حيث تميل أسعار الفائدة المنخفضة إلى تحفيز سوق الأوراق المالية لأن الشركات تنفق أموالاً أقل على تكاليف الديون ويكون لدى المستهلكين المزيد من الأموال لإنفاقها.
أيضاً أرى أن الفضل في استمرار ارتفاع سوق الأسهم الأمريكي يعود لآفاق الذكاء الاصطناعي والمؤشرات الاقتصادية القوية، خاصة مع تجاهل المستثمرين للمخاوف السابقة بشأن الارتفاع المستمر في الأسعار والتضخم، وهو ما يتضح في الأداء الأخير للسوق في المدى القريب.
وفي الحقيقة، لا تزال التوقعات العامة لسوق الأسهم إيجابية، خاصة مع توقعات السياسة النقدية الداعمة والنمو المستمر للشركات، لا سيما في قطاعي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. لكن أنصح المتداولين هنا وفي هذه المرحلة خصوصاً بالبقاء حذرين من التقلبات، خاصة في الأسهم التي أظهرت تقلبات كبيرة في الأسعار متأثرة بوسائل التواصل الاجتماعي ومعنويات متداولي التجزئة. إلا أنني أرى إن الظروف الاقتصادية السائدة وتوقعات السياسة تشير إلى أن الاتجاه الصعودي في مؤشرات الأسهم الرئيسية من المرجح أن يستمر في المدى القريب والمتوسط.