بقلم :ا. م . د . مي رمضـان إبراهيم
أستاذ مساعد ورئيس قسم تكنولوجيا المعلومات
بكلية الحاسبات والمعلومات,
مدير مركز التعلم اإللكتروني - جامعة كفرالشيخ
يشهد العالم نموًا غير مسبوق في عدد تطبيقات الذكاء الاصطناعي وانتشارها في مختلف المجالات. يعود هذا التوسع إلى التطورات التكنولوجية السريعة والطلب المتزايد على الحلول الذكية. شهدت تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي AI Chatbot ارتفاعًا بنسبة 1480% في الربع الأول من عام 2024 مقارنة بالفترات السابقة، وزادت تحميلات هذه التطبيقات بنسبة 1506% خلال فترة قصيرة. كما شهدت عمليات الشراء داخل التطبيقات زيادة هائلة بنسبة 4184%، مما يعكس الاعتماد الكبير من قبل المستخدمين. حاليًا، هناك أكثر من 180 مليون مستخدم نشط لتطبيقات الدردشة "ChatGPT" خلال أقل من عام. من بين أفضل 10 تطبيقات، تعود 9652 من إجمالي التنزيلات لأفضلها، مما يبرز التركيز على التطبيقات الأكثر فعالية وانتشارًا. خلال شهرين فقط من إطلاق "ChatGPT" في 2022، وصل عدد المستخدمين إلى 100 مليون، في حين أن التطبيقات الأكثر انتشارًا مثل Facebook استغرقت حوالي 4 سنوات لتصل إلى 100 مليون مستخدم. تُظهر هذه الإحصائيات أن الذكاء الاصطناعي لم يعد تقنية مستقبلية فقط، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مما يعكس الحاجة الملحة للتطوير المستمر وتقديم حلول ذكية تلبي احتياجات المستخدمين في مختلف المجالات مثل الرعاية الصحية، الزراعة، التعليم، الحكومات الذكية، ودعم المؤسسات. مع تزايد استخدام النظم اللغوية الكبيرة (LLMs) من قبل طلاب الجامعات في تسليم المهام المطلوبة، يواجه النظام التعليمي تحديات جديدة تتعلق بالعدالة في التقييم وتحقيق الهدف الحقيقي من التعليم، وهو تحقيق نواتج التعلم واكتساب المهارات العلمية الحقيقية. الاعتماد المفرط على هذه النظم يشكل تهديدًا للابتكار والإبداع والتفكير النقدي لدى الطلاب. يقدم هذا المقترح أفكارًا لميكنة التعليم يمكن أن تساعد في مواجهة هذه التحديات بفعالية، مثل التحول من التقييم التحصيلي (Summative Assessment) و التقييم التكويني (Formative Assessment) إلى التقييم الواقعـي (Authentic Assessment) الذي يعكس ويقيس إنجازات الطلاب في مشاكل حقيقية. تتضمن المقترحات لتعزيز التعليم التفاعلي:
الاختبارات التكيفية: تقديم اختبارات تتكيف مع مستويات الطلاب استنادًا إلى تحليلات تفصيلية تشمل الاختبارات القبلية والبعدية، وتقييمات مخصصة لتحقيق أهداف التعلم المرجوة بشكل فعال.
الاختبارات الشفوية: استخدام الامتحانات الشفوية لضمان تفاعل مباشر بين الطلاب والممتحنين، مما يصعب استخدام النظم اللغوية للمساعدة، ويؤكد على التحقق من المهارات العلمية المكتسبة.
الاختبارات العملية: استخدام الاختبارات العملية التي تتطلب تنفيذ مهام محددة، للتأكد من تحقيق الأهداف التعليمية الحقيقية واكتساب المهارات اللازمة.
هل يمكن رقمنة الاختبارات الشفوية والعملية؟
الإجابة نعم، حيث تم بالفعل تطوير أفكار وتطبيقها ضمن مشاريع تخرج قسم تكنولوجيا المعلومات بكلية الحاسبات والمعلومات- جامعة كفرالشيخ.
رقمنة الاختبارات الشفوية: يمكن تنفيذ أسئلة التقييم الشفوي عبر نظام مشابه لامتحانات TOEFL، حيث يتم عرض الأسئلة أمام الطلاب في معمل مخصص وتسجيل إجاباتهم صوتيًا. تُحفظ هذه التسجيلات على النظام لضمان حقوق الطلاب، وتوزع على لجنة الممتحنين والمصححين للاستماع إلى الاستجابات وتقديم التقييمات المناسبة. يساعد هذا النظام في تحقيق العدالة وضمان حفظ حقوق الطلاب من خلال تخزين الإجابات.
رقمنة الاختبارات العملية: تم استخدام تقنيات الواقع الافتراضي لإنشاء محاكاة افتراضية شاملة للتجارب العملية. تضمنت هذه المحاكاة مرحلتين: الأولى لتوجيه الطلاب خلال خطوات التجربة، والثانية لاختبار معرفتهم بتنفيذ التجربة بشكل مستقل، بما في ذلك خطوات التنفيذ ونسب المواد المستخدمة. وبهذا، تم تحقيق محاكاة افتراضية كاملة للتجارب والاختبارات العملية. تم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون بين قسم تكنولوجيا المعلومات وكلية الصيدلة.
ا. م . د . مي رمضـان إبراهيم
أستاذ مساعد ورئيس قسم تكنولوجيا المعلومات
بكلية الحاسبات والمعلومات,
مدير مركز التعلم الإلكتروني - جامعة كفرالشيخ
مدرب معتمد من المعهد القومي للحوكمة بوزارة التخطيط - مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس، ومدرب معتمد من المجلس الأعلى للجامعات للتحول الرقمي. هي أيضا مراجع بالمجلة الدولية Scientific Reports Springer Nature، وساهمت كمراجع في المؤتمر الدولي ICICCT 2023 في الهند، وأيضًا كمراجع في المؤتمر الدولي للاتصالات بكلية الدفاع الجوي المدرج بدار نشر IEEE Explore.
لها العديد من الأبحاث المنشورة في مجلات ومؤتمرات دولية في مجال تشخيص الامراض بإستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي ورؤية الألة. تضمنت الأبحاث تشخيص أمراض عديدة مثل :العين, أورام الكبد, سرطان الجلد, الزهايمر, تصلب مفاصل الركبة. وأيضا حل مشاكل توجيه البيانات عبر شبكات الانترنت بإستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي . إلي جانب بحث أخير في الحوسبة الخضراء