بعد التحديث الامني ل "كراود سترايك ": 500 مليار دولار خسائر العالم والتحدى كيف يمكن تجنب انقطاع الخدمات فى المستقبل

  • كتب : باسل خالد

     

    تسبب تحديث برمجي من شركة الأمن السيبراني العالمية “كراود سترايك”، في إحداث مشكلات في الأنظمة أدت إلى تعطل رحلات جوية واضطرار هيئات إعلامية إلى قطع البث حيث قدرت بعض التقارير ان اجمالى الخسائر المالية تجاوزت 500 مليار دولار على مستوى العالم .

     

    عادت الخدمات المقدمة في مختلف المجالات، من شركات الطيران إلى قطاعات الرعاية الصحية والشحن والشؤون المالية، إلى العمل بعدما أوقف عطل رقمي عالمي أنظمة الكمبيوتر لساعات، كاشفاً الثغرات الناشئة عن تحول العالم إلى التكنولوجيا المترابطة عقب جائحة “كوفيد-19”.

     

    وبعد حل مشكلة العطل، تتعامل الشركات الآن مع تراكم الرحلات الجوية المؤجلة والملغاة وكذلك المواعيد الطبية والطلبيات التي لم تصل إلى وجهتها ومشكلات أخرى قد تستغرق أياما لحلها. وتواجه الشركات أيضاً تساؤلات عن كيفية تفادي انقطاع الخدمات مستقبلا بسبب التكنولوجيا التي يُفترض أن تحمي أنظمتها.

     

    وتسبب تحديث برمجي من شركة الأمن السيبراني العالمية “كراود سترايك”، وهي إحدى كبرى الشركات في القطاع، في إحداث مشكلات في الأنظمة أدت إلى تعطل رحلات جوية واضطرار هيئات إعلامية إلى قطع البث ومنع المستخدمين من الوصول إلى خدمات مثل الرعاية الصحية أو الخدمات المصرفية.

     

    وتمتلك “كراود سترايك” واحدة من أكبر الأسهم في سوق الأمن السيبراني شديد التنافسية، مما دفع بعض محللي الصناعة إلى التساؤل عما إذا كان ينبغي أن تظل السيطرة على مثل هذه البرامج المهمة من الناحية التشغيلية في أيدي عدد قليل من الشركات فقط.

     

    كما أثار الانقطاع مخاوف من أن العديد من المؤسسات ليست مستعدة جيداً لتنفيذ خطط الطوارئ عند تعطل نقطة فشل واحدة مثل نظام تكنولوجيا المعلومات، أو جزء من البرنامج بداخله. لكن الخبراء يقولون إن هذه الانقطاعات ستحدث مرة أخرى، حتى يتم دمج المزيد من حالات الطوارئ في الشبكات وتقوم المنظمات بتقديم نسخ احتياطية أفضل.

     

    وأغلقت أسهم “كراود سترايك” منخفضة بنسبة 11%، فيما أغلقت مايكروسوفت منخفضة بنسبة 0.7%.

     

    وأعلنت شركة فيدكس العالمية لخدمات الشحن أنها واجهت اضطرابات كبيرة في خدماتها. كما تضرر بعض المشرفين المسؤولين عن مراقبة المحتوى على موقع فيسبوك.

     

    ومنذ تفشي جائحة كوفيد-19 في 2020، ازداد اعتماد الحكومات والشركات على مجموعة من شركات التكنولوجيا المترابطة، وهو ما يفسر سبب انقلاب العالم رأساً على عقب بسبب مشكلة في برنامج واحد.

     

    وسلط العطل الضوء على شركة كراود سترايك، وهي شركة قيمتها 83 مليار دولار وغير ذائعة الصيت، لكن لديها أكثر من 20 ألف مشترك حول العالم، منهم شركة أمازون دوت كوم وشركة مايكروسوفت.

     

    وقال جورج كيرتز الرئيس التنفيذي للشركة على منصة إكس للتواصل الاجتماعي إن خللا رُصد “في تحديث محتوى فردي لخوادم استضافة نظام ويندوز” أثر في عملاء مايكروسوفت.

     

    وأضاف كيرتز لشبكة (إن.بي.سي نيوز) “إننا آسفون جدا على الأثر الذي سببناه لدى العملاء والمسافرين وأي شخص تأثر بهذا، بما في ذلك شركتنا”. وتابع “يعيد كثير من العملاء تشغيل النظام ويُفتح النظام ويعود إلى العمل”.

     

    وكان السفر الجوي الأسرع تضررا من العطل إذ تعتمد شركات الطيران تعتمد على جدولة سلسة، والتي عند انقطاعها يمكن أن تؤدي إلى تأخيرات طويلة. ومن بين أكثر من 110.000 رحلة تجارية مجدولة أمس الجمعة، تم إلغاء خمسة آلاف رحلة على مستوى العالم، مع توقع المزيد، وفقا لشركة سيريوم لتحليلات الطيران.

     

    وقالت المطارات من لوس انجليس إلى سنغافورة وأمستردام وبرلين إن شركات الطيران كانت تقوم بتسجيل الركاب ببطاقات صعود مكتوبة بخط اليد، مما تسبب في تأخيرات.

     

    وحذرت البنوك وشركات الخدمات المالية العملاء من الاضطرابات وتحدث المتداولون في الأسواق عن مشاكل في تنفيذ المعاملات. وقد تواجه شركات التأمين مجموعة كبيرة من المطالبات الناتجة عن اضطراب الخدمات.

     

    ومع مرور اليوم، أبلغت المزيد من الشركات عن العودة إلى الخدمة الطبيعية.

     

    وقال وزير النقل الأميركي بيت بوتيغيغ إن مشاكل النظام تم حلها على ما يبدو، ومن المأمول أن تعود وسائل النقل إلى طبيعتها بحلول اليوم السبت.

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن