كتب : باسل خالد
وافقت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يوم الخميس معاهدة دولية جديدة لمكافحة الجرائم السيبرانية، لتصبح أول نص من نوعه يتم اعتماده من قبل المنظمة.
يأتي ذلك على الرغم من اعتراضات شديدة من قبل نشطاء حقوق الإنسان الذين حذروا من أن المعاهدة قد تفتح الباب أمام رقابة حكومية موسعة.
وقالت فوزية بومعيزة مباركي، الدبلوماسية الجزائرية ورئيسة لجنة صياغة المعاهدة، خلال الجلسة النهائية “أعتبر الوثائق معتمدة. شكراً جزيلاً لكم، هنيئاً للجميع”، وسط تصفيق من الحاضرين.
تم إنشاء لجنة صياغة المعاهدة بعد مبادرة أولية قدمتها روسيا عام 2017، على الرغم من معارضة قوية من الولايات المتحدة وأوروبا. من المتوقع أن تدخل المعاهدة حيز التنفيذ بعد مصادقة 40 دولة عضو عليها، وتهدف إلى “منع ومكافحة الجرائم السيبرانية بشكل أكثر كفاءة وفعالية”، مع التركيز بشكل خاص على جرائم مثل الاعتداء الجنسي على الأطفال وغسل الأموال.
ورغم الموافقة على المعاهدة، أبدى منتقدوها – وهم تحالف من نشطاء حقوق الإنسان وشركات التكنولوجيا الكبرى – قلقهم من أن النص الواسع للمعاهدة قد يستخدم كأداة للرقابة والقمع.
وينص الاتفاق على أنه يجوز لأي دولة عضو، عند التحقيق في أي جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة لا تقل عن أربع سنوات، أن تطلب من سلطات دولة أخرى تقديم أي دليل إلكتروني مرتبط بالجريمة، بما في ذلك بيانات من مزودي خدمة الإنترنت.
وصفت ديبورا براون، ممثلة منظمة “هيومن رايتس ووتش”، الاتفاق بأنه “كارثة بالنسبة إلى حقوق الإنسان ولحظة قاتمة للأمم المتحدة”.
أضافت المعاهدة تشكل “أداة مراقبة متعددة الأطراف غير مسبوقة”، معبرة عن مخاوفها من تأثيرها السلبي على الحريات المدنية.