سلطت الأبحاث الضوء على الدور المهم الذي تلعبه التربة الصقيعية الذائبة في المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، وتسلط دراسة شارك في تأليفها علماء من وكالة ناسا الضوء على إطلاق غازات الدفيئة من منطقة القطب الشمالي، حيث تم تخزين كميات هائلة من الكربون لآلاف السنين.
وتعد التربة الصقيعية هي أرض تظل مجمدة لفترات طويلة تستمر لفترة طويلة حتى لقرون، وتحتوي على طبقات من المواد العضوية، بما في ذلك النباتات والحيوانات الميتة، ومع ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي، تبدأ التربة الصقيعية في الذوبان.
وعندما يحدث ذلك، تقوم الميكروبات بتفتيت المواد العضوية، وإطلاق غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وهذه العملية عبارة عن حلقة تغذية مرتدة مثيرة للقلق يمكن أن تؤدي إلى تفاقم تغير المناخ.
نتائج البحث
تتبعت الدراسة، التي قادتها جامعة ستوكهولم، انبعاثات الغازات الدفيئة عبر القطب الشمالي من عام 2000 إلى عام 2020، ووجدت أن المنطقة، وخاصة غاباتها، امتصت في البداية المزيد من ثاني أكسيد الكربون مما أطلقته.
ولكن هذا التوازن تحول مع تعويض الانبعاثات من البحيرات والأنهار وحرائق الغابات عن الامتصاص، ونتيجة لذلك، تحولت منطقة التربة الصقيعية من كونها مصدرًا للكربون إلى أن تصبح مساهمًا صافيًا في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.
معضلة الغازات المسببة احتباس الحراري العالمي
من بين الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي المنبعثة، يعد غاز الميثان ملحوظًا بشكل خاص، فهو أكثر فعالية في حبس الحرارة من ثاني أكسيد الكربون، على الرغم من أن عمره الجوي أقصر، وكشفت الدراسة أن الأراضي الرطبة والبحيرات هي مصادر مهمة للميثان، مما يساهم في إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي في المنطقة.
المنهجية
استخدم الباحثون كل من الطرق "من الأسفل إلى الأعلى" و"من الأعلى إلى الأسفل" لحساب الانبعاثات، واعتمد النهج من الأسفل إلى الأعلى على القياسات والنماذج المباشرة، في حين استخدمت الطريقة من الأعلى إلى الأسفل بيانات الأقمار الصناعية لتقييم تركيزات الغازات في الغلاف الجوي، وقدمت كلتا الطريقتين رؤى قيمة ولكنها أشارت إلى أحجام مختلفة من الانبعاثات.