 التعلم الإلكترونى (E-Learning)

  •        بقلم : د/ محمد عدلى

     

    كما أكدنا ونؤكد دائماً أن الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يوفران وسيلة للاتصال ونقل الأفكار بين البشر فى جميع أنحاء العالم وهو ما يمكن استغلاله لتقديم العديد من خدمات عن بعد، فمثلاً يمكن للطبيب أن يقوم بالعلاج عن بعد فى الحالات التى لا يحتاج فيها للكشف المباشر على المريض والاكتفاء بصور الأشعة والتحاليل، كذلك يمكن أن يتم التعليم عن بعد وباستخدام مختلف الوسائل الإلكترونية التى تساعد المتعلم على تحصيل اكبر قدر من المعلومات وبطريقة تفاعلية ربما فاقت فى كفاءتها والنتيجة المرجوة منها الوسائل التقليدية المعروفة من التعليم والتعلم، والتى لم يطرأ عليها الكثير من التغيير عبر العديد من القرون وهذا هو ما يعرف بالتعلم الإلكترونى (E-Learning).

    ولنلق نظرة سريعة على تاريخ التعليم والتعلم ووسائلهما سنجد أنها ظلت قاصرة لفترات طويلة من الزمن على حصر المتعلم فى دور المتلقى للعلم بشكل سلبى ودون دور تفاعلى تسمح له بالوصول إلى المعلومة بنفسه، الأمر الذى يساعده على حفظها وتثبيتها فى ذهنه بشكل أفضل. وهنا تبرز أهمية تقنيات التعلم الإلكترونى فهو يضع المتعلم فى إطار تفاعلى يكون هو مركزه بحيث تتفاعل من حوله العديد من الأدوات التكنولوجية كا يتفاعل معها بدوره ويتحول إلى باحث منقب عن المعلومة بنفسه بعكس ما كان الحال لسنوات طويلة من وجود معلم هو المصدر الوحيد للمعلومة وهو الذى يبدع ويبتكر وحده فى محاولة توصيلها للمتعلم الجالس أمامه فى الفصل الدراسى بشكل سلبى.

    ومن الأدوات التى يعتمد عليها التعلم الإلكترونى توفير المادة العلمية فى صيغة إلكترونية بحيث يسهل البحث فيها والوصول إلى الباب أو الجزء المراد تحصيله فى ثوان معدودة، كما تتيح تلك التقنيات التواصل المباشر مع عدد من المعلمين الخبراء فى الموضوع من خلال الاتصال المرئى التفاعلى بين المتعلم وبينهم، ومن بين هذه الأدوات كذلك استخدام الجرافيكس ثنائى وثلاثى الأبعاد فى تقريب المعلومة من الذهن وذلك لتبسيط ما يحتاج منها إلى ذلك وهو ما كان يصعب إتاحته عبر الوسائل التعليمية التقليدية، وأخيراً فإنه يمكن للتعلم الإلكترونى أن يجرى العديد من الختبارات للمتعلم بمختلف مستوياته بهدف قياس مستوى تحصيله للمادة العلمية وذلك بكفاءة ودقة اعلى بكثير مما يمكن للمعلم البشرى الواحد أن يقوم به مما يرفع وبشكل قاطع من كفاءة العملية التعليمية ككل.

    جدير بالذكر أن التعلم الإلكترونى يلقى إقبالاً كبيراً فى العديد من دول العالم المتقدم، فيمكننا من خلال عملية بحث بسيطة على شبكة الإنترنت أن نحصل على أسماء العديد من الجامعات العالمية التى تتيح خدمة التعلم الإلكترونى وتمنح على أساسها الدرجات العلمية فى عدد كبير من التخصصات وفى شتى المناحى الدراسية العلمية. كما يمكن لمصر كذلك أن تعتمد على هذه التقنية لحل بعض المشكلات المزمنة فى مجال التعليم لدينا وذلك فى سبيل الرقى به ورفع كفاءته والحد من التكدس الطلابى داخل الجامعات المصرية والذى كان له بالغ الأثر فى مستوى تحصيل الطالب الجامعى والعبئ الملقى على عاتق الأستاذ الجامعى بالتبعية. نعم يمكننا أن نستعين بهذا الحل التكنولوجى كما فعلت الهند والصين وغيرهما من الدول وأن نستفيد من تجاربهم الناجحة فى تقديم الخدمة التعليمية عبر تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لنصل إلى ما وصلوا إليه من نتائج مرضية أو إلى قريب منها.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن