بقلم : حسن فواز
رئيس مجلس الإدارة ومؤسس شركة Givtrade
رغم تسجيل العقود الآجلة للنفط الخام ارتفاعًا طفيفًا مع بداية جلسة تداول اليوم، إلا أنها لا تزال تتحرك بالقرب من أدنى مستوياتها في عدة سنوات. حيث تواصل الضغوط الاقتصادية التأثير على توقعات الطلب، مما قد يسهم بشكل كبير في استمرار الضغوط الهبوطية على الأسعار. أيضا، لعبت المخاوف من ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة دورًا كبيرًا في زيادة حالة عدم اليقين في الأسواق، إلى جانب تراجع أداء أسواق الأسهم الأمريكية والمخاوف المرتبطة بالرسوم الجمركية التي تؤثر على أهم المشاركين في سوق النفط، مثل الصين. ومن المتوقع أن تواصل هذه العوامل تعزيز المشاعر السلبية، مما قد يسهم بشكل كبير في الحد من ارتفاع أسعار النفط، خاصة أن أي تباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي قد يدفع أسعار النفط الخام إلى التراجع، لا سيما مع تراجع الطلب من قبل الاقتصادات الكبرى.
لا يزال سوق النفط رهن موجات التقلبات، لا سيما في ظل استمرار تأثير المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية على معنويات المستثمرين. وتعد تطورات محادثات السلام في أوروبا الشرقية عاملًا حاسمًا في رسم ملامح الاتجاه المستقبلي للأسواق، خاصة أن أي تراجع في حدة التوترات وتخفيف العقوبات قد يسهم في زيادة المعروض النفطي، مما قد يؤدي بشكل كبير إلى تصاعد الضغوط الهبوطية على الأسعار.
وعلى صعيد المعروض، يُتوقع أن يسجل إنتاج النفط الخام الأمريكي مستويات قياسية جديدة هذا العام، مما قد يشكل عامل ضغط إضافي على الأسعار، خاصة في ظل خطط أوبك+ لزيادة الإنتاج في أبريل. وقد يشكل ارتفاع المعروض النفطي ضغطًا إضافيًا على الأسعار، ما لم ينجح الطلب في استيعاب الكميات الإضافية.