قال إيبيساوا يو، ممثل هيئة التعاون الدولى اليابانية (جايكا) في مصر، إنه سيتم إطلاق مشروع مصري ياباني في ديسمبر المقبل يهدف إلى تحويل المتحف المصري الكبير إلى مركز إقليمي وعالمي للأبحاث العلمية المتخصصة في الآثار والتراث، مما يرسخ مكانته كمنارة علمية.
وأكد أن افتتاح هذا الصرح العالمي سيعزز العلاقات الثنائية ويفتح صفحة جديدة في تاريخ التبادل الثقافي والسياحي بين القاهرة وطوكيو، حيث يقدم للعالم أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة، ويعرض تراث مصر، الذي هو كنز للإنسانية جمعاء، بأسلوب يليق بعظمته.
وأوضح إيبيساوا أن المساهمة اليابانية في هذا المشروع الضخم شاملة وذات شقين متكاملين، على الصعيد المالي، قدمت اليابان عبر “جايكا” تمويلاً ضخماً غطى ما يزيد عن نصف التكلفة الإجمالية لبناء وتجهيز مرافق المتحف، فضلا عن الشق الفني والمعرفي، لافتًا إلى إن المتحف يعكس الصداقة العميقة والثقة المتبادلة بين الشعبين المصري والياباني، ويعد تجسيدا واقعيا لحلم مشترك طال انتظاره.
وأشار إلى أنه منذ عام 2008، انخرطت اليابان في عملية نقل خبرات واسعة، حيث شارك نحو 50 خبيرًا يابانيًا في تقديم الدعم والتدريب، وفي المقابل تم تأهيل ما يقرب من 5 آلاف متدرب مصري على أحدث التقنيات في مجالات الترميم الدقيق، والحفظ الوقائي، والنقل الآمن للقطع الأثرية.
وأكد إيبيساوا أن هذا التعاون الفني يتجلى في أبهى صوره في مشروع الترميم المشترك الذي يعد مفخرة للجانبين، والذي ركز على 72 قطعة أثرية بالغة الدقة من مقتنيات الملك توت عنخ آمون، حيث عمل الخبراء المصريون واليابانيون جنبًا إلى جنب في هذا المشروع، مما يعكس مستوى الثقة والانسجام الذي وصلت إليه الفرق الفنية، ويُنتظر أن يرى العالم نتائج هذا الجهد العلمي الفريد عند الافتتاح الكبير.
وقال إيبيساوا إن التعاون بين الجانبين لا يتوقف عند لحظة الافتتاح، بل يمتد إلى المستقبل برؤية واضحة وطموحة، فقد بدأت “جايكا” بالفعل مرحلة جديدة من الدعم تركز على الإدارة والتشغيل، حيث سيتم تقديم الخبرات اليابانية لمساندة إدارة المتحف في تحقيق الاستدامة التشغيلية وتقديم تجربة عالمية المستوى للزوار.
وِشدد على أن الشعب الياباني يكن شغفاً كبيراً للتاريخ والثقافة المصرية، خاصة الأهرامات والأقصر وكنوز الملك الذهبي.
وأضاف أنه يقوم بالترويج بقوة لافتتاح المتحف في اليابان، ونحن على ثقة بأن السياح اليابانيين سيتدفقون بأعداد كبيرة، حيث سيصبح المتحف وجهة أساسية لا يمكن تفويتها على قائمة زياراتهم”.
وأضاف أن هذا المشروع، بكل أبعاده، هو تجسيد حي لعبارة “حلم مصري ياباني قد تحقق”.