الاستثمار في الابتكار والتصنيع الدفاعي لم يعد ترفًا، بل ضرورة لضمان اقتصاد قوي وأمن قومي مستدام
وزير الانتاج الحربي : تمكنا من توطين صناعة الذخائر بالشراكة مع القطاع الخاص لدعم وتشجيع الصناعات
كتب - محمد عصام
تخطو الدولة المصرية،خطى تكنولوجية متسارعة في كافة القطاعات الإنتاجية خاصة المجالات الصناعية، لدعم تغطية احتياجات الدولة، واستهداف التصدير لدول العالم، وكان لمجال الأسلحة الإلكترونية حظ وفير في هذا التقدم الكبير، حيث تعمل وزارة الإنتاج الحربي، على تطوير وإنتاج أسلحة ذات كفاءة عالمية، تتماشى مع التطورات في الدول المتقدمة، لتنتج وتطور أحدث الأسلحة مبالغ دولارية ضخمة، واستهداف التصدير للخارج.
وجاء معرض EDEX للصناعات الدفاعية والعسكرية، ليظهر كفاءة وزارة الإنتاج الحربي، وما تم إنجازه من عمليات تصنيع أسلحة إلكترونية بمواصفات عالمية، بالإضافة إلى إعادة تطوير بعض الأسلحة الأخرى، وتوفير النقد الأجنبي، في ظل خطط الدولة، لدعم وتشجيع التصنيع المحلي، واستمرار تحقيق معدلات النمو، ومنح فرصة أكبر للشباب المصري لإظهار براعته في الاختراع والإنتاج.
عقول وأيدى مصرية
وكشف المهندس محمد صلاح وزير الدولة للإنتاج الحربي، عن أحدث الأسلحة المصنعة والمعاد تطويرها في معرض EDEX للصناعات الدفاعية والعسكرية، مشيرا إلى دور الوزارة الفعال في التصنيع بأيادي مصرية، وتقديم منتجات تضاهي الأسلحة المقدمة في أقوى الأسواق العالمية.
وأكد وزير الدولة للإنتاج الحربي، في تصريح تليفزيوني على هامش معرض EDEX للصناعات الدفاعية والعسكرية، أن الوزارة تمكنت من تصنيع الكثير من الأجهزة التي تلقى اهتماما كبيرا على المستوى المحلي والعالمي، خاصة أسلحة راجمة الصواريخ، والمدفع المضادة للطائرات، وصناعة الذخائر، مشيرا إلى أن الدولة تمتلك الآن الصلب المدرع وهو ألواح من الصلب السبائكي عالي الإجهاد والمُعالج حراريًا والمستخدم في إنتاج الأسلحة.
أضاف الإنتاج الحربي تتعاون مع القطاع الخاص لتصنيع عدد من الأسلحة، وذلك لدعم التصنيع المحلي وفتح المجال أمام القطاع الخاص لزيادة الإنتاج والظهور على الساحة، مضيفا أن الوزارة تمكنت من توطين صناعة الذخائر، مع إتاحة المنتجات وتطويرها وتحريك العقول والأيادي وتوفير العملات الأجنبية.
أوضح صلاح، أن الوزارة تعمل بشكل متكامل ومنسق، وكل من يعمل بالوزارة يقوم بدوره على أكمل وجه، للوصول إلى مستهدفات الدولة المصرية، حيث أكد أن الوزارة تمكنت من تطوير مدفع مضاد للطائرات 23 ملي، من خلال تركيبه على سيارة ليكون بكفاءة أعلى، بالإضافة إلى تحسين الكثير من الأجهزة الأخرى.
توجيهات رئاسية
كما أكد على دعم الرئيس السيسي للوزارة، وتوجيهاته بتطوير راجمة الصواريخ ليصبح تشغيلها سواء كهرباء أو هيدروليك، منوها أن كل العاملين بالوزارة يتعاملون بما يرضي الله وبكل الإمكانيات والدعم الذي يأتي لهم.
وأوضح أن الرئيس السيسي ألغى فكرة الإسناد المباشر، حيث أن الأمر أصبح متروكا للمناقصات العامة، ومن يتقدم بطلب ويوفر أفضل العروض، هو من سيفوز، مع إلزام الجميع بدفع الضرائب، مؤكدا أن الوزارة تدفع بين 2 و3 مليارات جنيه سنويا ضرائب، بالإضافة إلى مصاريف الكهرباء والغاز والمياه والخدمات الأخرى.
وحول ملف الذخائر، ذكر وزير الدولة للإنتاج الحربي أن الوزارة تمكنت من توطين صناعة الذخائر، مع العمل على استمرار التوسع في الشراكات مع القطاع الخاص لدعم وتشجيع الصناعات، للتمكن من إنتاج أفضل الأجهزة العالمية.
وأكد أن مصر أصبحت في عصر توطين صناعة الأسلحة الإلكترونية، خاصة بعد الشركات التي تقوم بها الدولة على المستوى المحلي والعالمي، مثل الصين وعدد من الدول الأخرى، لتنفيذ أفضل الأسلحة العالمية من قلب مصر، واستهداف تغطية الاحتياجات المحلية، والتصدير لدول العالم.
نقل التكنولوحيا والخبرة العسكرية
من جهاها، أكدت الدكتورة حنان وجدي، عضو مجلس الشيوخ وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب الحرية المصري، أن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمعرض الصناعات الدفاعية EDEX 2025 يمثل «انطلاقة وطنية» نحو تعزيز القدرات الصناعية والاقتصادية للدولة، مشددة على أن المعرض يفتح الباب أمام توسيع قاعدة التصنيع المحلي ونقلالتكنولوجيا والخبرة العسكرية إلى طاقة إنتاجية حقيقية داخل مصر.
وأوضحت وجدي أن الدولة باتت تقدم نموذجًا واضحًا في توطين الصناعات الدفاعية وخلق فرص تصدير جديدة، بما يوفر وظائف متخصصة ويرفع الكفاءة التكنولوجية للصناعة الوطنية.
أضافت الاستثمار في الابتكار والتصنيع الدفاعي لم يعد ترفًا، بل ضرورة لضمان اقتصاد قوي وأمن قومي مستدام، مشيرة إلى أن نهضة الصناعة المصرية يجب أن تُترجم إلى مشاريع دائمة لا مجرد فعاليات احتفالية.
ودعت عضو مجلس الشيوخ مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والشباب إلى استثمار هذا الحدث وتحويله إلى مشروع صناعي واقتصادي ممتد، مؤكدة أن EDEX يحمل رسالة أمل بأن مستقبل مصر يُبنى بإرادة أبنائها وقدراتهم، بعيدًا عن الاعتماد على الاستيراد وحده.
مركزا اقليميا
ومن ناحيته قال الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، إن الافتتاح المهيب للمعرض تحت رعاية الرئيس السيسي يبعث برسالة واضحة بأن مصر أصبحت مركزًا إقليميًا للصناعات الدفاعية ومحورًا للتعاون العسكري بين الشرق والغرب، في ظل مشهد دولي مضطرب يتطلب جاهزية عسكرية متقدمة.
وأشار محسب إلى أن كلمة الفريق أول عبد المجيد صقر، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، جسدت بدقة التحولات الجيوسياسية في المنطقة، وأبرزت حاجة مصر إلى امتلاك أدوات ردع حديثة تواكب التهديدات غير التقليدية.
كما أشاد بدور مصر المحوري في دعم الاستقرار الإقليمي، مستشهدًا بتحذيرات الرئيس السيسي المبكرة من مخاطر توسع الصراعات، ودور القاهرة الفاعل في مؤتمر شرم الشيخ للسلام وجهودها المتواصلة لوقف الحرب في غزة.
ولفت عضو مجلس النواب إلى أن المعرض هذا العام شهد إطلاق مشروعات نوعية، أبرزها التصنيع المشترك للهاوتزر K9A1 EGY، والذي يمثل خطوة جديدة نحو تعميق التصنيع العسكري المحلي وتحويل مصر من دولة مستوردة للسلاح إلى دولة مشاركة في إنتاجه، مؤكدا أن هذا التطور يعزز الاكتفاء الذاتي ويفتح آفاقًا واسعة لنمو الصناعة الوطنية وقدرتها على المنافسة عالميًا.
وشدد محسب على أن تطوير منظومة دفاعية حديثة يمثل ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية، لافتًا إلى أن EDEX أصبح منظومة اقتصادية وصناعية متكاملة تعزز التعاون الدولي وتبادل الخبرات، وتُبرز قدرة مصر على تقديم نموذج يجمع بين قوة الردع العسكرية والدبلوماسية الرشيدة التي تحمي ولا تهدد.








