تتعاون منظمة الصحة العالمية مع علماء يعملون على تطوير نحو 20 لقاحًا جديدًا لفيروس كوفيد-19 بعد نحو 60 يومًا من تحديد تسلسل الحمض النووي للفيروس، وبدأت فعلًا التجارب السريرية لبعضٍ من هذه اللقاحات.
وقالت د. ماريا فان كيركيهوف، المديرة الفنية لبرنامج الطوارئ التابع لمنظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر المنظمة في جينيف يوم الجمعة 20 مارس/آذار 2020 «يحقق العلماء تقدمًا ملحوظًا في تطوير اللقاح الجديد من خلال الاعتماد على الدراسات التي أجريت على فيروسي سارس وميرس سابقًا.» لكن مسؤولي المنظمة ذكروا أن تطوير العقار وطرحه للاستخدام يحتاج إلى فترةٍ أطول، تصل إلى 18 شهرًا، حتى ينتهي العلماء من جميع التجارب السريرية واختبارات السلامة.
وقال د. مايك ريان، الرئيس التنفيذي لبرنامج الطوارئ التابع لمنظمة الصحة العالمية، إن التجارب السريرية واختبارات السلامة مهمة جدًا لأن استخدام لقاح غير آمن أخطر من الفيروس ذاته. وأضاف «علينا أن نتعامل بحذر شديد مع تطوير لقاح جديد، لأننا سنحقنه في أجسام جميع البشر تقريبًا.» ووصف السرعة التي وصل بها اللقاح الجديد في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مرحلة التجارب السريرية بأنها غير مسبوقة. ولم يكن ذلك ليتحقق لولا نجاح الصين وغيرها من الدول في تحديد تسلسل الحمض النووي للفيروس وتقديم هذه المعلومات لباقي دول العالم.
وتتعاون معاهد الصحة الوطنية الأمريكية مع شركة مودرنا للتقنيات الحيوية لتطوير اللقاح الحديد استنادًا إلى المعرفة المتوفرة لتسلسل الحمض النووي للفيروس. وبدأت التجارب البشرية للفيروس الجديد في معهد كايسير بيرمانينتي للأبحاث الصحية في مدينة سياتل في ولاية واشنطن يوم الإثنين 16 مارس/آذار 2020. وشملت المرحلة الأولى من التجارب اختبار اللقاح على 45 متطوعًا من الرجال والنساء غير الحوامل، وتراوحت أعمار المتطوعين من 18 عامًا إلى 55 عامًا، وفقًا لتفاصيل التجربة التي نشرت على الموقع الإلكتروني لموقع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية.
ولن تنتهي التحديات بعد تطوير اللقاح الجديد، إذ حذر مسؤولو منظمة الصحة العالمية من وجود مزيدٍ من التحديات اللوجستية والمادية والأخلاقية الأخرى التي سيواجهها العالم.
وقال ريان «عندما ننجح في تطوير لقاح فعال للفيروس الجديد، علينا ضمان توفيره لجميع البشر. فالعالم لن يكون في مأمن حتى يحصل جميع سكانه على اللقاح.»
وأضاف ريان أن تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، يتشاور حاليًا مع قادة دول العالم بشأن هذه القضية
وقال تيدروس «علينا ضمان عدم اقتصار استخدام اللقاح على الأغنياء فحسب، وأن يتمكن الفقراء من الحصول عليه أيضًا.»
