كتب : نهلة مقلد – محمد الخولي
أكد جايمس مانييكا ـ رئيس مركز " ماكنزي " العالمي للأبحاث أن استخدام الذكاء الاصطناعي والتحليل المنطقي في مختلف المجالات عالميًا بإمكانه توليد قيمة تبلغ 3.5 ترليون إلى 5.8 تريليون دولار سنويًا، ويعني ذلك إضافة ما يصل إلى 13 تريليون دولار إلى الناتج الكلي العالمي بحلول العام 2030، مما يؤدي إلى رفع المعدل السنوي لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي أكثر من نقطة مئوية. ويقدر جاك بوغين، مدير مركز ماكنزي العالمي للأبحاث أن إسهام الذكاء الاصطناعي في تسريع وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي سيزيد من حجم الرعاية الاجتماعية، بمعدل 0.5 إلى 1% سنويًا من الآن وحتى العام 2030. ويحاكي ذلك الأثر الاجتماعي الذي أحدثته الموجات السابقة لتبني التقنية، مثل ثورة المعلومات وتقنية الاتصالات.
اضاف تمثل انعكاسات استخدام الذكاء الاصطناعي على الصحة والبيئة جانبًا من أهم إسهاماته الإيجابية، فاكتشاف الأدوية الجديدة يصبح باستخدامه أسرع بكثير من الأساليب التقليدية، ويؤدي الاعتماد على نظم مدعّمة بالذكاء الاصطناعي للتحكم بالاختناقات المروية إلى خفض التأثير السلبي لتلوث الهواء على الصحة بنسبة تتراوح بين 3% و15% وفق أبحاث شركة ماكنزي. ويرى بوجين أن الذكاء الاصطناعي قادر على مساعدة العالم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي حددتها الأمم المتحدة، لكن للاستفادة منه علينا معالجة التحديات الجوهرية التي يطرحها، مثل ضرورة التقدم نحو مراحل ناضجة أكثر من هذه التقنية قبل أن نستطيع الاعتماد عليها تمامًا، وضرورة تحسين جودة نماذجها والتخلص من انحيازها بتوفير بيانات تدريب أعلى جودة.
أشار لا بد أيضًا من الأخذ في الحسبان أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي وفق توقعات شركة الأبحاث ماكنزي إلى تغيير 375 مليون عامل في مختلف أنحاء العالم فئاتهم المهنية بحلول العام 2030. ويتوقع أيضًا أن تتغير طبيعة جميع الوظائف تقريبًا نتيجة التعاون مع الآلات الذكية في مكان العمل، مما يتطلب مهارات جديدة وإعادة تدريب القوة العاملة.