صناديق " VCs " .. والشركات الناشئة

  •      بقلم: خالد حسن

     

    نتفق جميعا أن " الإبداع " هو الدافع الرئيسي لتوجيه الدولة نحو التنوع الاقتصادي وذلك عبر جمع الأفكار الإبداعية وإيجاد حلول ابتكارية لمعوقات وتحديات عدد من القطاعات الرئيسية ومنها " التعليم الذكي " و"الطاقة المستدامة" و"المدن الذكية" و"الرعاية الصحيّة" و"النقل" و"الذكاء الاصطناعي " و" إنترنت الأشياء " وفي نفس الوقت علينا بحث سبل إزالة العوائق التي تحول دون نجاح الشركات الناشئة والصغيرة ، ومساعدتهم على تبني الحلول التكنولوجية الابتكارية ، مع تحديد أهم التحديات والفرص المتاحة أمام روّاد الأعمال خلال المراحل الأولى من مشاريعهم الناشئة.

    ويعتمد الإبداع على جناحين أساسيين أولهما هو توافر الأفكار الابتكارية الجديدة القادرة على تقديم حلول إبداعية لمشاكلنا المجتمعية والجناح الثاني هو توفير التمويل الميسر لخروج هذه الأفكار للنور، بدلا من أن تظل حبيسة الأدراج، لتصبح منتجات ملموسة  موضحا أن الأفكار الجديدة القادرة على تقديم حلول ابتكارية للمشاكل والتحديات المجتمعية التي نواجهها باتت تشكل المحفز والنواة الأساسية لما بات يعرف بالاقتصاد الرقمي والقائم على توظيف المعلومات والبيانات بصورة مثالية بما يحسن مستوى للخدمات المقدمة للمستخدم النهائي .

    وفي تصوري فإن عنصر التمويل الميسر والمناسب يشكل بالفعل أحد أكبر التحديات التي يمكن أن تواجه الأغلبية العظمى من الشركات الناشئة في مجال تكنولوحيا المعلومات خاصة أنها شركات تعتمد على تقديم حلول ابتكارية جديدة تحتاج الوقت حتى يمكن أن يتفاعل معها المجتمع والكثير من المستخدمين وهنا تأتي أهمية البحث عن دور مصادر للتمويل للشركات الناشئه تكون لديها الرؤية المستقبلية والإمكانيات المالية والفنية ليس فقط لتقديم التمويل الميسر ولكن أيضا تقديم خبراتها بما يتيح للشركات الناشئة الاستفادة منها في تطوير أعمالها ومنتجاتها والتوسع في الأسواق الإقليمية والعالمية .

    وفي تصوري تعتبر صناديق رأس المال المخاطر " Venture Capital " أحد الجهات لدعم الأفكار الابتكارية والمنتجات الإبداعية والتي تستطيع تقديم خدمات جديدة للمستخدم النهائي ، وتم إنشاؤها منذ نحو عقدين من الزمان ، ومن خلالها نجحت الآلاف من الأفكار للشركات الناشئة ، والمتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات،  في جمع مئات الملايين من الدولارات لتتمكن من التحول إلى منتجات ملموسة وشركات يشار إليها بالبنان  .

    وفي هذا الإطار نجحت هيئة تنمية صناعة تكنولوحيا المعلومات " ايتيدا " في تنظيم فعاليات مؤتمر "  Hangout with VCs " لتشبيك الشركات المصرية الناشئة الواعدة في مجال التكنولوجيا مع مجموعة من المستثمرين وصناديق رأس المال المخاطر " VCs " ، وذلك عبر الإنترنت بالتعاون مع شركة "The Next Web"،  ، حيث أقيم للمرة الأولى في مصر والمنطقة ، بمشاركة 25 شركة تكنولوجية مصرية ناشئة، تم اختيارها بعناية من قبل هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا"، لإتاحة الفرصة لهم لطرح أفكارهم ومشروعاتهم واستعراض حلولهم المبتكرة أمام 10 من المستثمرين وصناديق رأس المال المخاطر منها شركة "Draper B1 " الإسبانية، و" STV " السعودية، وشركة " Piton Capital " من لندن، وشركة" SOSV "الصينية، وشركة" Prosus Ventures "و"World Startup Factory  " من هولندا، وشركة " Silicon Badia "و " Dash Ventures " من الأردن، وشركة " Global Ventures  " وAccess Bridge Ventures من دبي.   

    وفى الحقيقة منذ عدة سنوات أصبجت مصر محط أنظار الكثير من الجهات العالمية المعنية بدعم رواد الأعمال حيث احتلت مصر المرتبة الثانية على مستوى منطقة الشرق الأوسط  بعد استقطابها نحو  200 مليون دولار خلال عام 2018 بنسبة  22 % من إجمالي الاستثمارات الموجهة للشركات العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات بمنطقة الشرق الأوسط والتي تجاوزت نحو 900 مليون دولار وفي عام 2019 احتلت المركز الأول على مستوى أفريقيا من حيث إجمالي عدد صفقات الاستحواذ على الشركات المصرية الناشئة والمتخصصة في مجال تكنولوحيا المعلومات .

     وبالطبع هدفنا تسريع وتيرة تأسيس الشركات الصغيرة والناشئة التي تركز على تطبيقات إنترنت الأشياء والحلول الذكية ومساعدة طلبة الجامعات في مشروعات تخرجهم التي تعتمد على تطبيقات إنترنت الأشياء حيث يقدم التحدي جوائز مالية وتمويل لتأسيس الشركات وبرامج احتضان ودعم لمشروعات التخرج وخدمات استشارية وتدريب بما يزيد على 5 ملايين جنيه بهدف دعم وتشجيع الشركات الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا خاصة تكنولوجيا إنترنت الأشياء.

    ولا شك أن الجناح الثاني للإبداع يتمثل في تطوير الأفكار وهو بالتأكيد مما يعد محط اهتمام هيئة تنمية صنتاعة تكنولوجيا المعلومات " ايتيدا " ، من طريق ذراعها الإبداع " مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال "، بإنشاء عدد من مراكز إبداع مصر الرقمية  حيث تم إنشاء 6 مراكز في 6 محافظات وستتم إقامة 6 أخرى جديدة في 6 محافظات بهدف توطين ثقافة الابتكار ، إذ تتميز هذه المراكز بقربها أو أنها داخل الجامعات ، بحيث تتولى " ايتيدا "  تجهيزها بأحدث البنى التكنولوجية من أجهزة وبرامج ويتاح لطلاب الجامعة الاستفادة من هذه البنية التكنولوجية وكذلك الحصول على تدريب عملي في مجال تنمية الإبداع وتشجيعهم على تنفيذ أفكارهم الابتكارية من خلال الاعتماد على إدارة متخصصة من جانب أحد صناديق رأس المال المخاطر في مجال التكنولوجيا يشكل خطوة مهمة لتشجيع وتأهيل هؤلاء الشباب في مجال الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال واحتضان الأفكار الجيدة وتحويلها لمشروعات قادرة على الخروج للسوق والمنافسة .

    وفي نفس هذا الإطار التقي ، مؤخرا ،  الدكتور عمرو طلعت ـ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع خريجي الدورة الأولى من مبادرة منصة إطلاق الشركات الناشئة".  Startup Launchpad " الذي يهدف إلى الإسهام في تحفيز بيئة الابتكار التكنولوجي في مصر من خلال بناء قدرات الشباب في مجال ريادة الأعمال لتأسيس مشروعات ترتكز على حلول تكنولوجية مبتكرة؛ حيث يتم تقديم المبادرة من خلال هيئة "ايتيدا" بالتعاون مع حاضنة أعمال الجامعة الأمريكية بالقاهرة AUC Venture Lab   بصفتها عضو في شراكة بابسون كولبروتيف التابع لكلية بابسون الأمريكية وهى المؤسسة التعليمية الأولى عالميّاً في مجال الإدارة وريادة الأعمال.

    في النهاية أملي أن نرى قريبا " مراكز إبداع مصر الرقمية " منتشرة في جميع محافظات مصر وأن تكون نواة لتوطين ثقافة الإبداع وتشجيع الشباب على اقتحام ريادة الأعمال ، كشركات ناشئه ، لاسيما أن لدينا الآلاف من المشاكل المجتمعية التي تمثل فرصا للمبدعين وتحتاج إلى أفكار تكنولوجية وابتكارية وبسيطة لتسهيل حياة المواطن إذ تستطيع هذه المراكز أن تحتضن وتقدم لنا عشرات من شركات التكنولوجيا الناشئة والتي تمتلك أفكارا ابتكارية جديدة تحتاج إلى التمويل الميسر من جانب صناديق رأس المال المخاطر " VCs " وهو بالتأكيد ما يحتاج إلى عقد فعاليات مؤتمر "  Hangout with VCs " بصورة دورية سنويا على الأقل مرتين أو 3 مرات سنويا لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من شركات التكنولوجيا المصرية  الناشئه للحصول على فرص التمويل الميسر .

     

    إختارنا لك

    القاهرة تشهد الإطلاق الرسمي لمنصة 2MD Opinion ومشروعات Heal’n وNOTA لتعزيز التعاون الكندي المصري في الرعاية الصحية القاهرة: سبتمبر 2025 شهدت القاهرة إطلاقاً رسمياً لثلاثة مشروعات مبتكرة في مجال الرعاية الصحية وذلك خلال مؤتمر دولي استضافه فندق رويال ماكسيم بالاس كمبنسكي بحضور أكثر من 150 من قادة القطاع الصحي من مصر وكندا إلى جانب شخصيات بارزة في مقدمتهم السفير الكندي لدى مصر أولريك شانون. جاء الحدث ثمرة شراكة إستراتيجية بين شركتي NTG Clarity و TCE Group الكنديتين بهدف تعزيز التعاون بين مصر وكندا في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية وتيسير خدماتها عبر حلول مبتكرة وقد سلطت الفعالية الضوء على مشروعات رائدة في مقدمتها منصة 2MD Opinion التي توفر للمرضى استشارات طبية ثانية عبر الحدود بما يسهم في تقليل احتمالات التشخيص الخاطئ ويعزز ثقة المرضى في قراراتهم الصحية في اللحظات الحرجة. كما جرى استعراض مشروع Heal’n الذي يقدم نموذجاً شاملاً للسياحة العلاجية يحول رحلة العلاج إلى تجربة متكاملة تشمل الإستقبال بالمطار التنقلات الإقامة المرافقة الطبية البرامج السياحية والتغطية التأمينية بما يعزز مكانة مصر كوجهة إقليمية ودولية موثوقة للرعاية الصحية المتكاملة. أما أداة NOTA فقد طرحت كحلول ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتبسيط عمليات التوثيق الطبي وتخفيف الأعباء الإدارية عن الأطباء بما يمنحهم وقتاً أكبر للتركيز على المرضى ويقلل من فترات الإنتظار. وقد أكد المتحدثون أن المبادرة تأتي ثمرة خبرة طويلة للشركتين الكنديتين إذ تعمل NTG Clarity منذ أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً في تقديم الحلول التقنية والتحول الرقمي في مجالات متنوعة كالصحة والبنوك والإتصالات ويعمل ضمن فريقها نحو ألف وأربعمائة متخصص في إحدى عشرة دولة فيما تأسست TCE Group عام 1992 لتطوير حلول الرعاية الصحية والتطبيب عن بعد. وتميزت الفعالية بحضور شخصيات بارزة أدلت بتصريحاتها حيث قال السفير الكندي أولريك شانون الإبتكار الكندي والخبرة المصرية يفتحان معاً أبواباً جديدة للمرضى حيث تلتقي التكنولوجيا بالثقة ويستطيع كل مريض أينما كان الوصول إلى الرعاية التي يستحقها . وأكد المهندس جمال متولي نائب الرئيس التنفيذي لشركة NTG Clarity ما نطلقه اليوم ليس مجرد منصات بل هو وعد بأن تكون الرعاية الصحية أوضح وأكثر إنسانية وأن تتجاوز الحدود لتصل إلى كل مريض في أي مكان. وأشار الدكتور كريم بنيّس مؤسس منصة 2MD Opinion رؤيتنا هي توفير الوضوح في اللحظات التي يحتاج فيها المرضى إلى الثقة والاطمئنان 2MD Opinion تضمن وصول المريض إلى خبرات عالمية بلا قيود. كما قال الدكتور محمد عجاج رئيس شبكة مصر للسرطان بكندا إطلاق هذه المنصات يبرهن على أن التعاون الدولي قادر على سد الفجوات الحقيقية في الرعاية الصحية سواء من حيث الوصول إلى الخبرات أو تحسين تجربة المريض مصر تمتلك أطباء على مستوى عالمي وعبر هذه الشراكات يمكن إيصال خبرتهم إلى مرضى في أي مكان. وأضافت الدكتورة رانيا علواني عضو اللجنة الطبية باللجنة الأولمبية الدولية الرعاية الصحية الناجحة لا تقاس فقط بالتكنولوجيا بل بقدرتها على وضع المريض في قلب المنظومة ما شهدناه اليوم يؤكد أن الابتكار عندما يوجه بالتعاطف يمكن أن يغير حياة الناس ويمنحهم فرصاً جديدة للتعافي . وإختتم المؤتمر فعالياته بتأكيد دور كندا كدولة رائدة في الابتكار ومكانة مصر كمركز عالمي للرعاية الطبية المتقدمة مع فتح آفاق جديدة أمام التعاون الثنائي من أجل مستقبل أكثر استدامة للقطاع الصحي .

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن