بقلم : خالد حسن
تفخر دائما جريد "عالم رقمى " بانها اول جريدة أمتلكت رؤية ضرورة التواجد فى الجامعات المصرية لتوطين مفهوم الابتكا والابداع لدي شبابنا بالجمعات ولاسيما فى الكليات المتخصصة ، حاسبات ومعلومات وهندسة وعلوم ، حيث ازدادت قناعتنا من خلال الاحتكاك المباشر مع طلاب الجامعات على مدار 15 عاما أن غرس روح الشغف والتصميم على النجاج وريادة الاعمال لابد أن تبدأ من مرحلة التعليم الجامعى على الأقل ، الا لم تكن فى المرحلة الاعدادية والثانوية قبل التعليم الجامعى ، نظرا لاحتياجاتها الى تعملية اعداد واعادة تأهيل لتنظيم طرية تفكير طلابنا وتوجيهم الى التفكيربطريقة ابداعية لايجاد حلول جديدة ابتكارية للعديد من المشاكل المجتمعية او حتى نطوير حلول حاليا واعادة تقديمها بما يتماسب مع عالم التحول الرقمي الذى نعيشه حاليا .
وبالطبع فان كل إنسان لديه قدرات إبداعية ولكن القليل من الأشخاص هم الذين يسعون لتوظيف هذه القدرات ويسعون لتطوير أنفسهم ونشر إبداعهم ، فالإبداع لا يقتصر على أشخاص دون غيرهم فهذه نظرة خاطئة للأمور الا انه فى نفس الوقت فان التفكير الابداعى لا ياتى من فراغ وانما ياتى نتيجة الادراك الجيد للمشكلة والرغبة فى حلها لذا فأن غالبية الأفكار البناءة والمبتكرة تأتي من العلماء المحترفين ، العاملين فى مؤسسات بحثية متخصصة ، الا أن طبيعة قطاع تكنولوجيا المعلومات تعطى لحماس الشباب وأفكارهم المبتكرة فرصة كبيرة للنجاح ،وذلك رغم الظروف الصعبة و الأجواء الغير مواتيه ، ولكن لا يجب ان نغفل عن حاجة هؤلاء الشباب للاحتكاك بالتجارب الدولية وإعطاءهم الفرصة لمواصلة نشاظهم وحماسهم وأن ندفع بالأفكار الجديدة ونترك جانباً ما يجذبنا للخلف.
وبالطبع لا اخفى سعادتى بنجاح فريق "عالم رقمى " باطلاق الدورة الخامسة عشر لمبادرة الابداع ..طريقك للنجاح 2021 " CWS 2021 " حيث كانت المحطة الاولى فى كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة كفر الشيخ بالتعاون مع عدد من شركائنا من الشركات والهيئات المعنية بتوطين ثقافة الابداع التكنولوجي وريادة الاعمال ولهم مني جيمعا كل الشكر والتقدير على مشاركتنا نفس القناعات والحلم بصورة جديدة لشبابنا من طلال الجامعات القادر على التطوير وانتاج خدمات تكنولوجية تساهم فى تنفيذ رؤية الدولة مصر 2030 وان ندخل الى صفوف الدول المنتجة بل والمصدرة للتكنولوجيا .
وفى الحقيقة يمكن ان نؤكد انه على مدار السنوات ال 15 الماضية شهدنا ولمسنا تغيرات ايجابية كثيرة ومتنوعة ، من حيث الكم والكيف ، فى توطين ثقافة الابتكار لدي شباب الجامعات بداية من تكثيف اوجه التعاون والتنسيق بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتعليم العالى والبحث العلمى لتوفير البنية التحتية التكنولوجية لما بات يعرف الان بالجيل الرابع من الجامعات الذكية ، وان كان الوقع يؤكد اننا فى حادة لمضاعفة هذه البنية التحتية فى الجامعات لمواجهة الطلب المتزايد علي عمليات الرقمنة لكافة اليات العمل الادارى والتعليمى بالجامعات وهنا تاتى اهمية ما وحه به الرئيس عبد الفتاح السيسيى مؤخرا ، خلال اجتماعه مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، بما يتيح لطلاب الجامعات درجة اعلى من الاستفادة بالادوات التكنولوجيا والانترنت لتنمية مهاراتهم الرقمية اللازمة لتطوير حلول ابتكارية جديدة .
وفيما يمكن وصفه بالطفرة النوعية التى شهدتها السنوات الاخيرة فى مجال توطين الابداع بالجامعات فان يجب أن نتوقف عند منظومة برامج التدريب التكنولوجي وبرامج تحفيز الإبداع وتنمية مفهوم ريادة الأعمال بين الشباب عبر ما يعرف بمراكز " مصر للابداع الرقمي " والتى تتضمن ، وفقا لمخططات وزاة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، اقامة نحو 17 مركز داخل الجامعات المصرية موزعة على كافة المحافظات باستثمارات تتجاوز 1.5 مليار جنيه حيث تم الانتهاء من تأسيس 7 مراكز فى المرحلة الاولى على حين تتضمن المرحلة الثانية أقامة 9 مراكز للابداع الرقمي حيث تعد هذه المراكز بمثالة النواة الاستراتيجية لاكتشاف وتأهيل وتدريب الطلاب المبتكرين وبناء قاعدة استراتيجية من الطاقات البشرية والكفاءات المتميزة للعمل والإبداع في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بجميع المحافظات .
وتعد هذه المراكز بمثابة استنساخ لدور مركز الابداع التكنولوجى وريادة الاعمال " TIEC " ، التابع لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ، والذى نجح فى أن يساهم في تأسيس نحو 200 شركة ناشئة فى مجال تكنولوجيا المعلوات ، وتكوين شبكات مجتمعية متخصصة مع التركير على تنمية الابتكار وتوطين الابداع التكنولوجى وريادة الاعمال كصنتاعة للمستقبل كما يتولى تنفيذ برامج تدريبية داخل كافة الجامعات الحكومية والخاصة وهناك اعداد كبيرة من المدربين قاموا وسيقومون بتدريب طلاب الجامعات على مستوى الكليات الهندسة والحاسبات والمعلومات لتدريب احترافى فى مجال التكنولوجيا لنحو 100 الف متدرب " من بينهم رائد أعمال، متخصص في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتدريب الالاف من الخريجين " بجانب التوعية والتدريب بالإضافة إلى توفير 7500 فرصة عمل .
وبالطبع نتفق جميعا على ضرورة التركيز على توطين ثقافة الابتكار والإبداع لدى الشباب بالجامعات بما يسمح بإيجاد حلول جديدة ومبتكرة للمشاكل الحالية لاسيما فى المحافظات كونهم يمثلون وقود أى أمة تبحث عن التقدم والتطور والمصدر الرئيسى للافكار المبتكرة ، خارج الصندوق ، وطرح حلول ابداعية للتحديات التى تواجه عملية التنمية علاوة على كونهم الأقدر على الحركة والمرونة وفقا للمشاكل التى نبحث لها عن حلول .
وفى تصورى أن الحديث عن مبادرة " ريادة الاعمال وتنمية الإبداع " التى تتبناها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، منذ سنوات ، بجب أن يكون للشباب ، كأفراد أو مؤسسات صغيرة ، دور كبير فى تفعيل هذه المبادرة من خلال وضع آليات محددة وخطوط واضحة لمخاطبتهم والتحاور معهم بصورة مباشرة والاستفادة من قدرات الشباب وتوجيهم نحو الابداع والذى باتت نمط من التفكير يمكن لأي شخص أن يتعلمه ويتدرب عليه، وهذا ما نجحت في القيام به مبادر جريدة عالم رقمى " CWS 2021 " على مدار 15 عاما لتكون همزة الوصل بين ثالوث عملية التنمية التكنولوجية " الجامعات – شركات التكنولوجيا – وزارة الاتصالات والجهات التابعة بها " .
فى اعتقادى أنه من الخطأ أن ننظر للإبداع بوصفه موهوبة شخصية فقط يولد بها الانسان وهذا فى الحقيقة ضد كل نعرفه من قصص المبدعين فليس المبدع هو من يستطيع تخزين اكبر كم من المعلومات فى ذهنه وإنما من يستطيع الربط بين الأشياء وترتيب طريقة التفكير ولديه الرغبة والإرادة والتصميم على التغير ومن ثمة فانه كما يتم تعليم الأطفال والشباب ممارسة كرة القدم او أى رياضة او اعمال فنية يجب أن يتم التعامل مع مواردنا البشرية ، سواء أفراد أو مؤسسات ، من خلال تعليمهم وتدريبهم على التفكير بصورة دائمة بطريق ابتكارية ، وليس حادثا عارضا ، وتقبل أفكارهم الجديدة والتفاعل معها .
نعلم مدى اهتمام ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ودعمها للتفوق وكل من يتميز فى مجالات الإبداع والابتكار لوضع الشباب المصرى على طريق طويل للتنافسية ودعم الابتكار والإبداع إلا إننا نؤكد أن أمامنا فرصة ذهبية خلال الخمس إلى العشر سنوات القادمة فى مجال المنافسة بقوة فيما أصبح يعرف باقتصاد المعرفة ولاغتنام هذه الفرصة هناك حاجة إلى جهد مختلف ومتكامل وعمل دءوب لتأهيل الشباب وثقل مهاراته فى مجال الإبداع التكنولوجى فالتنافسية تقوم فى الفترة القادمة على البحث والتطوير والإبداع وكل ما هو خلاق بالنسبة للشباب لكل تحصل بلادنا على مكانتها اللائقة فى هذا المجال ووضع بصمة تكنولوجية حقيقية على طريق الإبداع العالمى للمعلوماتى .
وفى الحقيقة كانت جريدة " عالم رقمى " مدركه تماما لأهمية نشر وتوطين ثقافة الإبداع لذا تبنت منذ مبادرة " الإبداع .. طريقك للنجاح " فى الجامعات المصرية والتى تعتمد على مفهوم الاحتكاك المباشر بين ممثلى شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العالمية والمحلية وشباب كليات الهندسة وعلوم الحاسبات على مستوى كافة المحافظات ،وباتت لدينا مصداقية كبيرة لدى الطلاب وينتظرون المبادرة سنويا وروابط وثيقة قائمة على الاحترام المتبادل مع اعضاء هيئة التدريس ، إذ تؤكد التجربة الواقعية أن لدينا بالفعل شباب مبدع فى مجال التكنولوجيا إلا أن غياب المعلومات لديهم ونقص الإمكانيات يشكل حجر العثرة لهؤلاء الشباب ونأمل أن تكون مبادراتنا "CWS " هى طوق النجاة لهؤلاء الشباب وبناء قاعدة كبيرة لشباب المبدعين المصريين فى مجال تكنولوجيا المعلومات .