بقلم : خالد حسن
لا شك أن زيادة قاعدة الكوادر البشرية المحلية المؤهلة فى مجال تكنولوجيا المعلومات تمثل عنصر حافز قوى لتنمية هذه الصناعة وتثبيت أقدمها على ارض الواقع وفتح قنوات وروافد جديدة لدعمها لعل أهمهما جذب استثمارات مالية " محلية وأجنبية " .
ويعد تأهيل و إعداد طلبة المدارس "فى مراحل التعليم قبل الجامعى " لاستخدام تكنولوجيا المعلومات بمثابة لبنة أساسية لبناء مجتمع المعلومات بوصف هؤلاء الطلبة سيمثلون الايدى العاملة التى ستخرج بعد سنوات إلى سوق العمل الحقيقى خاصة واننا نتحدث عن وظائف المسقبل والتى ستعتمد بصوة اساسية على مدى امتلاك شبابنا للمهارات الرقمية المطلوية ومنها علوم البرمجة وتقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوت وعلوم البيانات وأمن المعلومات علوم الفنون الرقمية .
ولعل ما تقوم به وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى من جهود لتطوير منظزمة التعليم وادخال أدوات التكنولوجيا الحديثة فى المرحلة التعليمية للثانوية العامة ومنح الطلبة أجهزة كبيوتر لوحية للتعامل معها فى عملية التعليم وأداء الامتحانات خطوى ايجابية تحفيز الطلبه على استخدام الكمبيوتر وتعظيم الاستفادة منه فى تطوير نمط استذكارهم للدروس علاوة على تحسين عملية التحصيل لدى هؤلاء الطلبه مع زيادة مفهوم التعليم الالكترونى للمواد الدراسية وهو ما يمكن ان نطلق عليه كسر الحاجز النفسى وتخوف الطلاب من التعامل مع جهاز الكمبيوتر باعتباره أحد أسس العالم الرقمي.
و الأسبوع الماضى كشفت الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن مبادرة جديدة بإسم " أشبال مصر الرقمية " بهدف تدريب وإعداد جيل جديد متميز من طلبة المدارس المتفوقين فى أحدث مجالات تكنولوجيا المعلومىات و يكونوا قادرا على استشراف المستقبل واستخدام التقنيات الحديثة فى مجالات وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات المختلفة ليصبحوا شباب ومواطنين فاعلين فى بناء مجتمع رقمى يتواكب مع مستحدثات العصر ومتطلبات المستقبل محليًا وعالميًا.
تعد مبادرة "أشبال مصر الرقمية " منحة مجانية مقدمة من وزارة الاتصالات للطلاب المتفوقين المقيدين فى الصف الأول الإعدادى للصف الثانى الثانوى فى جميع المدارس المصرية فى العام الدراسى 2022/2023، ولمُددٍ تتراوح بين سنة إلى خمس سنوات وفقًا للمرحلة العمرية والمستوى الدراسى للمتقدمين؛ على أن يستوفى الطلبة الراغبون فى الالتحاق بالمبادرة شروط التقديم ومعايير القبول الخاصة بكل عام دراسى.
وتسعي مبادرة "أشبال مصر الرقمية" لتحقيق هدف استراتيجى للدولة وهو "الاستثمار فى البشر"؛ من خلال تخصيص استثمارات بقيمة 25 مليون دولار على مدار خمسة أعوام لتدريب 3 آلاف طالب كل عام؛ حيث سيتم انتقاء نخبة من طلبة المدارس المتفوقين ، من الحاصبين على مجموع 90 % على الاقل ، وإعدادهم ليصنعوا نقلة نوعية فى صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمصر، واستشراف آفاق جديدة فى هذا المجال بما يتواكب مع متطلبات المستقبل وليصبح مؤهلاً لقيادة المسيرة التكنولوجية ومشروعات مصر الرقمية.
وتوفر المبادرة فرصًا للنشء لتنمية مهاراتهم التكنولوجية واكتشاف قدراتهم الإبداعية فى سن مبكرة؛ حيث أن منهجية تنفيذ استراتيجية بناء القدرات التى تنفذها الوزارة ترتكز على عدة مرتكزات منها الشمول لتغطية كافة شرائح المجتمع فى مختلف المراحل العمرية، وتنوع التخصصات ومواكبتها لسوق العمل، واستخدام آليات التعليم الهجين من خلال الدمج بين نموذج التعليم التقليدى والتعليم الرقمى عن بُعد لإتاحة التدريب فى كافة أنحاء الجمهورية.
وتنتهج المبادرة منهاج تنمية مهارات طلبة المدارس وفقا لأحدث التطورات العالمية فى مختلف المجالات التكنولوجية مثل: تطوير البرمجيات والفنون الرقمية، والشبكات وأمن المعلومات، وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعى، والروبوتات والأنظمة المدمجة، بالإضافة لبناء المهارات الشخصية والحياتية والقيادية، كذلك تنفيذ أنشطة علمية وثقافية واجتماعية لبناء الشخصية المصرية القيادية القادرة على التفاعل مع علوم المستقبل.
وتستهدف المبادرة الطلاب بداية من الصف الأول الإعدادي إلى الصف الثاني الثانوي بكافة المدارس المصرية على مستوى الجمهورية حيث يتم تدريب الطلاب منذ دخولهم الى الصف الأول الإعدادي وحتى الثاني الثانوي، وتتم المبادرة بالتنسيق بين وزارتي التعليم العالي والتعليم الفني وهذا العام الاول سيتم اختيار طلاب الصف الثانى الابتدائى .
وتسعي مبادرة «أشبال مصر الرقمية» لإعداد جيل متميز من النشء قادر على استشراف آفاق جديدة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتحقيق الرؤية الرقمية لمصر في مواكبة علوم ومتطلبات سوق العمل المستقبلية حيث سيتدرب الطلاب على التكنولوجيا الرقمية الحديثة والمستقبلية، مما يؤهلهم بشكل كبير لبناء مستقبل مشرق ..
وللالتخاق بالمبادة لابد ان يكونوا المتقدمين من المتفوقين في الرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم مع استيفاء بعض الشروط منها أن يكون الطالب مصري الجنسية ، ألا يقل السن عن 12 عام ولا يزيد عن 17 عام ، أن يكون في فترات السنوات الدراسية بداية من الصف الأول الإعدادي وحتى الثاني الثانوي ، أن يكون الطالب مقيدًا في إحدى المدارس داخل مصر ، أن يمتلك الطالب القدرة على التعامل مع أجهزة الحاسب الآلي ، أن تكون لدى الطالب القدرة على التعامل مع الانترنت بالاضافة اى لابد أن يحصل الطالب على موافقة ولي الأمر على التحاقه والالتزام بشروط المبادرة موضحا أنه ليس هناك أى وساطة لاختبار الطلاب الا التفوق العلمي .
وشملت المبادرة توقيع 10 مذكرات تفاهم مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات ضمت كل من: "مؤسسة فودافون مصر"، و"أمازون ويب سرفيسيز"، و"هواوى"، و"مايكروسوفت"، و"فى إم وير"، و"ديل تكنولوجيز"، و"جوجل"، و" IBM"، و"فاليو"، و"سيسكو" وتهدف مذكرات التفاهم لإعداد مسارات تدريبية وإتاحة منصات ومعامل افتراضية فى التخصصات التكنولوجية ذات الصلة، والتوعية التكنولوجية وتنظيم ندوات عبر الإنترنت لطلاب مبادرة أشبال مصر الرقمية، بالإضافة لإتاحة الفرصة للطلبة المتميزين للمشاركة فى مسابقات وزيارات ميدانية لمقار هذه الشركات، وكذلك التعاون فى تدريب المدربين المسئولين عن تنفيذ المبادرة ومنحهم شهادة مدرب فى التخصصات ذات الصلة، فضلا عن تنظيم أنشطة لطلبة المبادرة المتفوقين سواء ثقافية، أو تعليمية، أو تنموية .
فى النهاية نؤكد أن توافر قاعدة اكبر من الخريجين المؤهلين على احدث التخصصات التكنولوجية سيكون له تأثيره الإيجابى على زيادة المزايا التنافسية لصناعة البرمجيات المحلية من خلال اتاحة عدد كبير من الكوادر البشرية المتخصصة سواء للعمل بالشركات المحلية او العالمية للتكنولوجيا او من خلال مفهوم العمل الحر " FREELANCR " أو حتى لتصدير هذه الكوادر للخارج وبناء براند نيم قوى لصناعة البرمجيات المصرية ، على غرار مع حدث مع المبرمجين الهنود ، والذين نجهوا فى التواجد بقوة فى الاسواق العالمية للتكنولوجيا كما نتطلع ان تكون هذه المبادرة هى نواة صلبه لبناء جيل جديد من الكوادر التكنولوحية المصرية المتمزة بما يساهم بوضع مصر على الخريطى العالمية للدولة المنتجة للتكنولوجيا ونشر ثقافة الابتكار وريادة الاعمال والتوسع فى إنشاء الشركات التكنولوجيا الناشئه القائمة على الافكار والحلول الإبداعية .