نبضات
بقلم : خالد حسن
بصرف النظر عن كونك عارضا أو مشاركا أو زائرا لفعاليات الدورة الحالية لمعرض كايروا أى سى تى 2022 " فإنه بات يشكل "عرس " حقيقيا لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذي يسعى من خلال القطاع إلى التجمل أمام باقي القطاع الاقتصادي والخدمي لتقديم ما لديه من حلول وتقنيات ابتكارية قادرة على حل الكثير من المشاكل والتحديات التي تواجهها عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
ستة وعشرون عاما مرت علي معرض ومؤتمر " Cairo ICT 2022" من تحد إلى آخر ومن نجاح إلى آخر حتى وصل المعرض إلى كونه النافذة الرئيسية للتعبير عن واقع وطموحات قطاع تكنولوجيا والاتصالات وبات جسرا للتفاعل والاحتكاك بين مجتمع المعلومات المحلى ونظيره الاقليمي بل والعالمي.
وتأتي الدورة الحالية ، السادسة والعشرون ، للمعرض فى توقيت غاية في الأهمية ، بعد عامين من انتشار فيروس كوفيد _19 خاصة مع تزايد وعي كل الجهات ومؤسسات الأعمال " الحكومية والخاصة بأهمية تبني الحلول التكنولوجية وأنها بمثابة نوع من الاستثمار من أجل تطوير وتنمية القدرات التنافسية لها وليست نوعا من الإنفاق إلا أن الظروف الاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد العالمي ، بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية ، ربما سيكون له تاثيرات اقتصادية غير متوقعة ويحتاج إلى حلول ابتكارية من جانب الشركات المنتجة للتكنولوجيا لمساعدة مؤسسات الأعمال في الحفاظ على نهج تبنى الرقمنة .
وفقاً لاستطلاع أجرته مؤخراً شركة " جارتنر " للأبحاث ، وشمل قادة ومديري تقنية معلومات لدى 134 مؤسسة متوسطة الحجم ، برزت قضايا الأمن وإدارة المخاطر، واستراتيجيات التطبيقات ودمجها، والعمليات والبنية التحتية كأهم ثلاث أولويات تقنية للمؤسسات متوسطة الحجم " MSE " خلال عام 2022 ، والتى تخصص نحو 5 % من إجمالى عائداتها السنوية للانفاق التكنولوجي ، كما تتجه المؤسسات متوسطة الحجم إلى تحويل استثماراتها، بل وزيادة ميزانياتها لتمويل أبرز أولوياتها التقنية ومع ذلك، فإن المعدّل المتسارع للتغيير في الأمن، والبنية التحتية، والتطبيقات، ومنظومات حوسبة السّحاب يزيد من تعقيد مهمة اختيار الأدوات الجديدة، مما يتطلب من قادة تقنية المعلومات في هذه المؤسسات المتوسطة الإسراع في تفعيل استثماراتهم ليتمكنوا من تحقيق القيمة المنشودة في أقرب وقت .
فمع تزامن توقيت معرض " Cairo ICT " مع نهاية العام وهو الوقت الذي يستعدّ فيه قادة تقنية المعلومات بالمؤسسات متوسطة الحجم لدخول موسم إعداد ميزانيات العام 2023، فإنهم يجدون أنفسهم في مواجهة قائمة تحديات تتضمن التأثيرات المعاكسة الناجمة عن التضخّم والركود الاقتصادي المُحتمل ونظراً لحجم ونطاق عملياتها، فإن المؤسسات متوسطة الحجم هي أول من يشعر عادة بتأثيرات التضخّم والأكثر عرضة للآثار السلبية طويلة الأجل ومن الضروري خلال الظروف الاقتصادية الغامضة أن تتوافق الاستثمارات الرقمية مع الأولويات التجارية للمؤسسة وأن تدعم الاستراتيجيات المالية لإدارة السيولة النقدية ومن ثمة فإذ كان بإمكان المؤسسات متوسطة الحجم أن تجتاز عقبات التضخّم بفاعلية من خلال ترشيد محافظ مقتنياتها التقنية، مع الاستثمار في حلول ابتكارية يمكن أن تحقق مزيداً من الفوائد المالية أو الإنتاجية لتقنية المعلومات، والموظفين، والعملاء وهذا ما نتوقع ان تقوم به شركات التكنولوجيا التى ستشارك فى المعرض .
ومع توقع 86% من الرؤساء التنفيذيين لدى المؤسسات المتوسطة أن الأسواق كانت تنتظر موجة من الارتفاع الكبير في معدّلات التضخم، فى ظل الظروف والأزمات الاقتصادية العالمية، ومن الممكن ان تستمر هذا الموج من الغلاء حتى 2024 فان هذه التحديات تتطلب تعزيز جهود مؤسسات الأعمال لتحسين كفاءة التكلفة.
نتطلع مع نجاج قطاع الاتصالات وتكنولوحيا في مصر فى تحقيق معدلات نمو تتجاوز 16 % سنويا ، كأعلي معدل نمو مقارنة بكافة القطاعات الاقتصادية ، كما انه نجح فى جذب نحو 2 مليار دولار ، لشراء مشغلي الاتصالات ال 4 على التردادا ت الجديدة بجانب بناء نحو 2400 برج للهواتف المحمول لتحسين كل خدمات الاتصالات والانترنت لصالح رضاء العميل ان تنجح الدورة المقبلة لـ " Cairo Ict 2022 " فى التاكيد والترويج لكل المقومات التي يمتلكها القطاع ومدى قدرته فى تحقق المزيد من الانجازات للتطوير الذاتى لشركات القطاع والكوادر العاملين به ، نحو 350 ألف فرصة عمل ، وكذلك قدرة قطاع التكنولوجيا والاتصالات على مساعدة كل القطاعات الأخرى ، الإنتاجية والخدمية ، على مواكبة التطور التكنولوجي وتسريع عملية التحول الرقمي .
في ظل نجاج المعرص في التغلب على كل المصاعب التي واجهها, على مدار تاريخه ، إلا انه كان يستطيع أن يرتقي سلم النجاح فمع كل النجاحات التي تحققت في السنوات السابقة للمعرض أصبح ذا صبغة ومصداقية ،ليكون بالفعل لسان حال صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر تعبر من خلاله عن تحديات هذه الصناعة وقضاياها وتتطلع إلى طموحات بل أصبح المنبر الرئيسي لإطلاق العديد من المبادرات الوطنية التي تهدف إلى نشر الوعى المعلومات وتنمية الصناعة وتحقق الروابط بين قطاع تكنولوجيا المعلومات وبين قطاعات الأعمال والخدمات الأخرى .
ولعل من أهم انجازات المعرض أنه أصبح الآن على أجندة الكثير من شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات – المحلية والإقليمية والعالمية – اذ تحرص هذا الشركات على المشاركة الدائم بالمعرض للتواصل مع عملائه وتقديم كل ما هو جديد في مجال التقنيات الحديثة والحلول والتطبيقات الالكترونية بالإضافة إلى الأجهزة والمعدات الالكترونية ، لاسيما في ظل التقسيمة الجديدة للمعرض الى نحو عدد من المعارض المتخصصة ، منها معرض للنقل الذكى ،بمشاركة أهم اللاعبين في هذا المجال ، ومعرض للمجتمعات الذكية ، بمشاركة مطورى العقارات ، ومعرض للدفاع والامن ، بمشاركة شركات وخبراء أمن المعلومات ، ومعرض للدفع الالكترونى ، بمشاركة البنوك والمؤسسات المالية ، وأخيرا معرص للحلول التكنولوجية والاتصالات بمشاركة جميع مشغلى شبكات الاتصالات والانترنت ومقدمى الخدمات التكنولوجية.
في تصوري من المهم أن نؤكد أنه حان الوقت لنلتف جميعا حول " 2022 Cairo ICT " كمعرض مصر الدولي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات خاصة في ظل الدعم السياسي القوي من جانب القيادة السياسية والتي وضعت المعرض تحت رعايته على السنوات الماضية ، والعمل على الترويج له بهذه الصفة الوطنية في جميع دول العالم فنحن لسنا أقل من دول كثيرة سبقتنا ،ومنها إمارة دبي ، في هذا المجال وأصبحت تمتلك بالإصرار والعمل الجماعى الجاد أكبر معرض عالمي متخصص للتكنولوجيا ، جايتكس جلوبال ، ينتظره العالم اجمع ويحرص الجميع على زيارتها .
نتطلع ونأمل مع الدورة الجديدة لمعرض " Cairo ICT 2022 " أن يفتح نوافذ السوق المصرية لكي يرى العالم ويراه العالم وأن يكون همزة الوصل المفقودة بين الشركات العالمية صاحبة الخبرات والإمكانيات وشركاتنا المحلية التي تحتاج إلى نموذج نجاح يحتذى وجذب المزيد من الاستثمارات التكنولوجية والاإلكترونية لتوطين هذه الصناعة وأن يكون منصة لإطلاق مزيد من المبادرات والشراكة التى تستهدف دعم مسيرة التنمية التكنولوجية وأن يكون منبرا وساحة للتحاور وللوقف على التحديات التى توجههنا فى بناء صناعة قوية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع التركيز على توطين ثقافة الابداع لدى شركات التكنولوجيا وطلابنا بالجامعات وكوادرنا البشرية .