مهارات"الذكاء الاصطناعي" المطلوبة لسوق العمل

  • بقلم : خالد حسن

     

    بهدوء أصبح الذكاء الاصطناعي " AI " جزءًا من حياتنا اليومية وأن هذه التقنيات تعمل على تغير هيكل القوي العاملة بسرعة أكبر مما نتوقعها جميعا فمؤخرا كشف واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا العالمية وأحد أهم اللاعبين فى مجال التكنولوجيا ، وهى شركة IBM " عن بدء تنفيذ خطتها للاستغناء عن 8 آلاف وظيفة بالشركة ليحل محلها الذكاء الاصطناعي ومن ثمة يمكن ان تكون هذه الخطو مؤشر لوجود اتجاه أكبر لدى شركات ودى السيلكون الامريكى نحو الميكنة وتدابير خفض التكاليف في صناعة التكنولوجيا .

    ورغم أنه من المتوقع أن يضيف الذكاء الاصطناعي 16 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030 الا اننا يمكن ان نلاحظ بقوة تزايد الاتجاه نحو الميكنة الجماعية باستخدام الذكاء الاصطناعي ، حيث كشف تقرير لمؤسسة "جولدمان ساكس"  أن ما يصل إلى 300 مليون وظيفة بدوام كامل في جميع أنحاء العالم يمكن أن تتأثر بأحدث موجة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ، بما في ذلك أمثال " شات جي بي تي "،  وأكد التقرير أنه من المحتمل أن يتم استبدال  18٪ من جميع الأعمال حول العالم بالآلات، مع تضرر الاقتصادات الأكثر تقدمًا بشكل أكبر بل يتوقع الخبراء أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل 80 % من الوظائف البشرية في السنوات القادمة .

    ولم يعد سرا أن تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الالة والتعليم العميق ستغير هيكل سوق العمل العالمى  وتلغى وتتيح مئات الملايين من فرص العمل حيث يتوقع متخصصون أن يشهد سوق العمل مستقبلًا، تغييرات جذرية مرتبطة بالقفزات التكنولوجية الكبيرة والتطور العلمي، لاسيما وانه سبق أن قدرت شركة "ماكينزي للاستشارات العالمية "  أن ما بين 400 إلى 800 مليون شخص حول العالم سيخسرون وظائفهم بحلول العام 2030 مع تزايد تغلل تقنيات الذكاء الاصطناعي فى مختلف مناحي الحياة ويبدوا أن هذه ما هى الا مجرد البداية .

    ويمكن ان نقول أن طرح تطبيق "شات جي بى تي " ،منذ مطلع العام الحالي ، وتقديمها لمفهوم الذكاء الاصطناعيى التوليدى كان بمثابة دق جرس الانذار فى مجال صناعة المحتوى ومثيلتها من الصناعات الاخري حتى ان مستخدمي التطبيق تجاوز 100 مليون فى أقل من شهرين حول العالم ، بصرف النظر عن التحديدات المالية التى تواجها الشركة المطورة للتطبيق ، الا انه اثر بالفعل فى الكثير من الوظائف التى يمكن الاستغناء عن موظفيها مع استخدام التطبيق  .

    ولعلنا يمكن ان نعترف أن أحد اهم مزايا تقنية الذكاء الاصطناعي التوليد تكمن فى أنها مختلفة عن جميع تقنيات الذكاء الاصطناعي  التي سبقتها، فلا يحتاج المستخدمون لشهادة في التعلم الآلي للتفاعل معها أو استخلاص قيمة منها؛ بل يمكن لأي شخص طرح الأسئلة تقريبا واستخدامه الا انه فى نفس الوقت على غالبية مستخدمي تطبيقات الدردشة وأهمها حاليا "شات جي بى تي" و "سناب شات " ،  التى تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي ، يجب أن ينسوا فعليا مفهوم " الخصوصية للمستخدمين " لهذه التطبيقات حتى إشعار أخر عندما يتفق البشر على قواعد موحدة وشاملة لتنظيم تغلل الذكاء الاصطناعي فى مختلف نواحى حياتنا .

    ومن ثمة فان تأهيل وتدريب مواردنا البشرية على هذه التقنيات الجديدة لم يعد خيارا متاحا وانما أصبح بمثابة " لغة المستقبل " وضرورة تقتضيها ما نعيشه حاليا من تطورات عالمية فى خضم ما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة والتي تقودها تقنيات الروبوتات والذكاء الذكاء الاصطناعي وانترنت الاشياء والحوسبة السحابية والطباعة ثلاثية الابعاد وباتت مهارات الذكاء الاصطناعي  هي الأكثر طلبًا في سوق العمل. وحتى أولئك الذين لا يعملون في مجال التكنولوجيا يمكنهم استخدامها للوصول إلى خيارات متعددة من فرص العمل التي لم تكن متوافرة من قبل. تتصدر الولايات المتحدة المجال في وظائف الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وفقًا لبيانات منصة البحث عن الوظائف العالمية "أدزونا".

    وكشفت المنصة أن العديد من الوظائف التي تتطلب مهارات الذكاء الاصطناعي تتركز بشكل أساسي في مجال التكنولوجيا، مثل مهندس البرمجيات ، ومصمم المنتجات، ومهندس تعلم الآلة العميق، و عالم البيانات ولكن هناك العديد من الوظائف غير التقنية التي يمكن أن يعطيك امتلاك مهارات الذكاء الاصطناعي ميزة تنافسية، موضحه ان إحدى الوظائف التي تشهد نموًا سريعًا وتجد «نقصًا ملحوظًا» في المتقدمين المؤهلين لها هي وظيفة " مستشار ضرائب " حيث  تبحث شركات المحاسبة والاستشارات عن مرشحين يمتلكون مزيجًا من المهارات المالية والذكاء الاصطناعي لجعل أعمالهم أكثر كفاءة اذ تعد هذه الخطوات مربحة جدًا، فمتوسط راتب وظيفة المستشار الضريبي الذي يتستخدم الذكاء الاصطناعي يتجاوز 100 ألف دولار سنويًا، ومتوسط الرواتب للوظائف التي تستخدم هذه المهارة بشكل عام هو 146 ألف دولار .

    تؤكد دراسة " أدزونا " أن هناك الكثير من الفرص لاستخدام الذكاء الاصطناعي فى خدمة العملاء فى بعض المجالات ،ومنها والكتابة وإدارة الموارد البشرية والتعليم والوظائف الصحية، وبالتالى فمن الذكاء أن يفكر العاملون غير التقنيين في اكتساب مهارات الذكاء الاصطناعي وتعلم كيفية تطبيقها في عملهم  وهو ما يزيد من خيرات التوظيف المتاحة لهم فى المستقبل القريب .

    ومن ثمة فان السؤال الأهم كيف يمكن للكثير من الموظفيين الحاليين تنمية مهارات فى التعامل واستخدام الذكاء الاصطناعي ؟

    فى البداية يجب ان نعرف ما هى المهارات والادوات المطلوبة ،والتى يحددها الخبراء،  فى انه يجب أولاً أن تتعرّف على أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر شهرة وهي تقريبا 10 برامج تعد الأشهر والاكثر استخدام على مستوى العالم .

    كذلك أبحث عن مصادر عبر الإنترنت لفهم كيف يمكن تطبيق مهارات الذكاء الاصطناعي في مجال عملك الخاص وهذا يمكن ان يتاح من خلال البحث عن مقاطع فيديو على يوتيوب ومقالات تقدم توضيحات حول كيفية استخدام " تشات جي بي تي"  أداة الذكاء الاصطناعي التوليدية الأكثر شهرة فعلى سبيل المثال، يمكنك البحث عن المزيد حول أفضل طريقة لاستخدام " تشات جي بي تي " في كتابة مدونة، أو إنشاء ردود آلية على رسائل العملاء، يقول نيف. يمكنك أيضًا البحث عن الشهادات ودورات التدريب عبر الإنترنت المقدمة من جامعة ميشيغان ومنصة Coursera وغيرها من منصات التعلم الإلكتروني.

    ثالثا ، يرى الخبراء ، بضروة قيامك بوضع معرفتك الجديدة بأدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في بعض المهام الروتينية بمجرد أن تشعر بثقتك في استخدامها، ابحث وابحث عن أي طريقة لاستخدامها في عملك اليومي من الجيد التحقق من سياسة شركتك فيما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في عملك قبل القيام بذلك. واحصل على دليل واضح لما يُسمح لك بإدخاله في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية وما لا يُسمح لك. على سبيل المثال، «هناك توصية عامة بعدم إدخال البيانات الحساسة والملكية الشركة إلى " ChatGPT " للحصول على إجابات .

    وفى تصورى أن استبدال الموظفين بالذكاء الاصطناعي هو " أمر حتمي " فى المستقبل وسيتضاعف اذا لم ينجح البشر فى الوصول الى نموذج عمل للتكامل بينهم وبين تقنيات الذكاء الاصطناعي والتى ما زالت تفتقد للثقة الكاملة فيها وهذا اهم ما يميز البشر حتى الان خاصة عند الحديث عن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليد ولكن على الجانب الاخر لا أحد يمكنه أن ينفي نجاح تقنية الذكاء الاصطناعي " AI "  في معظم المجالات الحياتية وأن وصوله وتكامل مع عالم تقنيات " البلوكشين " يمكن ان يتيح لنا "ويب 3 " أو شبكة أفضل يديرها الذكاء الاصطناعي ولا شك في أن رؤية هؤلاء مبنية كليًا على مستقبل آلي لامركزي بالكامل اذ يمكن أن يؤدي انفتاح  الذكاء الاصطناعي على البلوكتشين "وثباته إلى تحسين الثقة التي يضعها الأشخاص في المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي وتوفير الثقة في أنهم يتخذون القرارات الصحيحة  .

    فى النهاية نتساءل هل تعتقد ان " الذكاء الاصطناعي " بات يشكل تهديد للغالبية العظمى من الوظائف ام تعتقد أن مفيد للموظفين ؟ وأن التوسع فى استخدامه يمكن أن يفتح الباب أمام البشر أن يجدوا أشياء أفضل يفعلونها في حياتهم بدلاً من العمل من أجل كسب لقمة العيش إلى حد كبير، وانه يجب أن تكون كل وظيفة تنطوي على الأعمال الورقية قابلة للميكنة لتطوير حياتنا جميعا كبشر .

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن