بقلم : خالد حسن
على مدا 21 عاما نجح معرص ومؤتمر " كايروا اى سى تى " أن يكون بمثابة المرأة الحقيقة التى تعكس كل ما يجرى فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مدار عام كامل مضى والاتجاهات المستقبلية فى العام القادم ناهيك عن دوره فى تسليط الضوء على كافة الملفات والقضايا المتعلقة بتنمية وتطوير قدرات هذا القطاع .
وعلى مدار هذه السنوات بات المعرض يشكل احد اهم الفاعليات المعنية بالتنمية التكنولوجية والتوجه نحو العالم الرقمى ليس على المستوى المحلى فقط وانما على المستوى الاقليمى والافريقى ، فهو يعد ثانى اكبر حدث تكنولوجى فى منطقة الشرق الاوسط بعد جيتكس دبى وتضعه جميع شركات التكنولوجيا العالمية على أجندتها السنوية والاول على مستوى القارة الافريقية ، وذلك من واقع حجم المشاركة فى المعرض من الشركات المحلية والاقليمية والعالمية ناهيك عن مستوى زوار المعرض من منخذى القرار بمؤسسات الاعمال ، سواء مديرى التكنولوجيا أو الرؤوساء التنفيذين ، وبالتالى فانه من المهم بل ومن الضرورى أن تتكاتف الجهود لانجاح الدورة القادمة للمعرض فى استعرض و القاء الضوء على ما تم ويتم فى مجال التحول الرقمى .
ولعله من المهم ان نشير هنا انه خل زيارتى الاخيرة معرض " جيتكس دبى 2018 " يمكن ان تكتشف وجود دعم حكومى لا محدود للمعرض فى محاولة للتاكيد على الهوية الجديدة لدولة الامارات العربية للمتحدة من كونها دولة تركز على بقوة على الابداع بصورة عامة فى كافة المجالات الاقتصادية وانها تدعم عملية التحول الى اقنصاد المعرفة عن طريق تبنى ودعم الافكار الابتكارية سواء من داخل او خارج دولة الامارات وانها دولة جاذبة للعقول البشرية المتميزة التى تبحث عن حضانات اعمال للنجاح والتقدم .
ويمكن لزائر "جيتكس دبى" ان يلاحظ كم التواجد الكبير والمتوع الذى تحرص عليه سنويا كافة الجهات والاجهزة الحكومية سواء لعرض خدماتها التى تم بالفعل تطويرها باستخدام حلول تكنولوجيا المعلومات او من خلال اطلاق مبادراتها ومشروعاتها الجديدة التى تعكس رؤيتها المستقبلية ليس لمجرد مواكبة موجة التحول الى "حكومة ذكبة " ولكن للتاكيد ان الامارات فى 2030 تريد ان تكون على قمة المؤشر العالمى للتحول للاقتصاد الرقمى وليس رقم اثنين او ثالثة عالميا ومن ثمة نريد ان نرى صورة مشابه لذلك وتواجد مكثف للجهات الحكومية لعرض خدماتها فى اطار التحول نحو الحكومة الالكترونية وتعريف زوار المعرض بها وفى نفس الوقت عرض خططها المستقبلية لتعزيز استخدام التقنيات الحديثة لتطوير خدماتها .
كذلك من اللافت للنظر خلال الدورة الثامنة والثلاثون ل" جيتكس دبى " ان الاماراتين لا يتحدوثون مع انفسهم بل هناك اكثر من 140 الف زائر للمعرض ، من نحو 100 دولة ، يحرصون على حضور المعرض ما بين عارض او متخصص او باحث عن فرصة شراكة او باحث عن حل تقنى جديد وهو ما يعطى المعرض زخما غير عاديا ويجعل الجميع يشعر بالقيمة المضافة للمعرض حيث ظلت ادارة المعرض " مركز المعارض والمؤتمرات بدبى " على مدار ال 25 دورة الاولى من المعرض تحرض على توجيه دعوة " شاملة للطيران والاقامة " لعدد كبير من الصحفيين والمحلليين ومتخصصى التكنولوجيا والشركات للمشاركة فى المعرض وبعد بناء براند نيم عالمى للمعرض تولت الشركات المشاركة فى المعرض توجيه هذه الدعوات وهذا ما نتطلع تكراره فى فاعليات الدورة الثانية والعشرون "كايرو أى سى تى 2018 " بالتنسيق مع الجهات المعنية بالتنمية التكنولوجية وعلى رأسها هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات " ايتيدا " والكيانات المجتمعية العاملة فى مجال تكنولوجيا المعلومات .
فى اعتقادى ايضا من اهم الفاعليات التى اعطت رونقا جديدة لمعرض " جيتكس دبى " هو التركيز الكبير على دعم الافكار الابتكارية والشركات الناشئه من خلال الدورة الثالثة ل " جيتكس نجوم المستقبل " بمشاركة 250 شركة ناشيه ونحو 850 من وراد اللاعمال من دول المنطقة وما تتضمنه من نحو 50 ورسة عمل وفاعلية سلطات الضوئ على مفهوم الابتكار وكيف يمكن تنميته وما هى التحديات التى يجب تجاوزها وهنا ياتى السؤال هل لمركز " الابداع التكنولوجى وريادة الاعمال " التابع لوزارة الاتصالات بالتنسيق مع "اكاديمية البحث العملى " التابعة لوزارة التعليم العالى قادرة على المشاركة فى تنظيم عمل مماثل خلال " Cairo ICT 2018 " بنفس المستوى فماذا كان يمنع من التنسيق لاقامة معرض "القاهرة الدولى للابتكار " فى نفس الوقت ، بدلا من اقامته قبلها باسوعين فقط !!، خاصة وان الرئيس السيسى يرعى الحدثين ايضا .
فى تصورى ايضا من اهم ما شهده معرض " جيتكس دبى " هو تنظيم زيارات لطلاب المدراس والجامعات وحتى طلاب الكليات العسكرية والشرطية كذلك للموظفين العاملين فى بعض الجهات الحكومية بهدف التعريف بالحلول التكنولوجية ودورها فى تحسين القدرات الشخصية وتنمية الخدمات الحكومية ناهيك عن غرس ثقافة الابداع والابتكار فى عقول الطلاب بمختلف مراحل التعليم وبالتالى نتطلع الى ان نرى مزيد من هذه الصور الجميلة فى فاعليات الدورة القادمة معرض "كايروا اى سى تى" خاصة ونحن نسعى الى تطوير منظومة التعليم باستخدام احدث الادوات التكنولوجية .
فى النهاية نؤكد نجاج الدورة القادمة لمعرض " Cairo ICT 2018 " فى وضع مصر على الخريطة العالمية للدولة المنتجة للتكنولوجية وجذب استثمارات جديدة والترويج للفرص المتاحة بالسوق المصرى بل وجذب السائحين من مختلف دول المنطقة يجب ان يعتمد على تكاتف والتنسيق بين كافة الكيانات المعنية بالتنمية التكنولوجية ووجود دعم حكومى واضح ومشاركة ، وليس تمثيل ، من جانب الجهات المدنية المعنية بالتنمية التكنولوجية وكذلك تقديم التسهيلات فيما يتعلق بالسماح بادخال الاجهزة والحلول التى تخص الشركات العارضة بالمعرض مع تظيم وزارة السياحة لعرض متكامل بالتنسيق مع الشركة المنظمة للمعرض " تريد فيرز " لمن يريد ان يزور معرض مصر للتكنولوحيا من خارج مصر والترويج لذلك باستخدام التسويق الالكترونى .
