بقلم : د . حسام رفاعى
نحن الأمة الوحيدة - أمة الإسلام - التى اختصها الله بالطهارة الحسية بعد الجنابة وبعد البول والغائط, وللنساء بعد الحيض والنفاس ,وجعل الله ذلك أمرا مهما بالنسبة للمسلم لقبول عبادته وقال فى سورة البقرة (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )222 -- وقال فى سورة التوبة (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين )108--- ورسولنا الكريم (صلى الله عليه ؤسلم) علمنا كيف نتطهر حتى تقبل عبادتنا وننال محبة الله ورضاه , وهذا أغلى وأعظم ما يسعى إليه المسلم والمسلمة وهى أسمى الغايات عندهم -- وهناك لكل عبادة شروط وجوب وشروط صحة وشروط قبول يتعلمها المسلم والمسلمة من قرآنهم ومن هدى نبيهم (صلى الله عليه ؤسلم) ومن صحابته الأطهار (رضي الله عنهم) الذين هم بالنسبة لنا - كقول مجازى - هم وسائل الإيضاح العملية للتطبيق الصحيح لهذا الدين كما علمهم وارشدهم نبينا الكريم (صلى الله عليه ؤسلم) فالصلاة لها شروط وجوب - اى على من تجب - وشروط صحة - أى بدون تحققها لا تصح - وشروط قبول - أى لابد من تحققها بقدر المستطاع حتى يتقبلها الله تعالى , وأهمها الخشوع , كما ورد فى الآية الثانية من سورة المؤمنون ( قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون ...) ثم تأتى بعدها بقية شروط القبول --وكذلك الزكاة وكذلك الحج --- بل فى الحج تجد كل الحجيج وفى وقت واحد فى المزدلفة مثلا الجميع منكب يبحث فى الأرض لينتقى الحصوات التى سيرجم بها الجمرات طبقا للمقياس الذى حدده النبى (صلى الله عليه ؤسلم) من حيث الحجم والنوع والعدد ---حرصا على أن تكون عبادته صحيحة ومتقبلة عند الله --- والصيام - الركن الرابع من أركان الإسلام والذى لا يكون إلا فى شهر واحد من العام الهجرى هو شهر رمضان الذى كتب الله علينا فى القرآن صيامه وشرفنا فيه بليلة هى عند الله خير من ألف شهر يسعى كل مسلم بالاجتهاد فى العبادة أن يكون من شهودها ويجتهد أيضا فى أن لا يفسد صومه أى شئ ولوكان فى نظر بعض التافهين والسطحيين تافها -- لكنه عند الله وعند المسلم عظيم لأنه قد يفسد صيامه وعبادته. وعلماء الأمة - جزاهم الله عنا خيرا – جمعوا أحكام الصيام مما ورد صحيحا عن نبينا الكريم (صلى الله عليه ؤسلم) فى تعريف جامع مانع ومعجز فى دقته لفرائض الصوم بعد النية طبعا فقالوا :"الإمساك عن الطعام والشراب وما فى معناهما وإن قل من طلوع الفجر حتى غروب الشمس بكل عين وصلت من الظاهر إلى الباطن فى منفذ مفتوح عن قصد مع ذكر الصوم - والإمساك عن شهوة الفرج (جماع أو استمناء ) والإمساك عن تعمد القيء " وعليه فقد لخصوا مبطلات الصيام فى كلام محدد- هو أيضا من وصايا وتوجيهات نبينا الكريم (صلى الله عليه ؤسلم) فقالوا :" تغيير النية - إدخال عين من الظاهر إلى الباطن عمدا , سواء كان مطعوما أو غير مطعوم( وشرط الباطن أن يكون جوفا )--لقول ابن عباس : إنما الفطر مما دخل وليس مما خرج -- من غير السابق ذكره- فمن بالغ أثناء الوضوء فى المضمضة أو الاستنثار حتى وصل شئ من الماء إلى جوفه بطل صومه -- وعلى ذلك فإن حقن شئ فى أحد السبيلين (القبل أو الدبر )--كالحقنة الشرجية مثلا -- فإنه يبطل الصوم -- ومثل ذلك إذا اندفع ماء الشطاف بقوة حتى دخل إلى الجوف فهو فى حكم الحقنة الشرجية -- وعليه فعلى المسلم أن يكون حريصا ويحترز عند استعمال الشطاف حتى لا يبطل صومه -- وليكن كلام الله ورسوله وحرصه على سلامة صومه أهم عنده من تفاهة التافهين وسفسطة السفهاء من الناس --- وللحديث بقية ان شاء الله تعالى .. تقبل الله منا ومنكم.