كتب : أحمد سليمان
أكّد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن متحف المستقبل يمثل أيقونة معمارية وهندسية عالمية ستسخّر لبناء معجزات بشرية قادرة على استخدام المتحف لبناء مستقبل أفضل، مشيرًا إلى أن المتحف هو قطعة إماراتية من مستقبل هندسة البناء.
أضاف متحف المستقبل يتحدث اللغة العربية ويجمع بين أصالتنا العربية وطموحاتنا العالمية، وهو أيقونة هندسية عالمية ولكنه يتحدث اللغة العربية.
أوضح هدفنا ليس بناء معجزات هندسية.. هدفنا بناء معجزات بشرية تستطيع استخدام المتحف لبناء مستقبل أفضل. ودبي مستمرة في البناء. الإمارات مستمرة في الإنجاز.. العالم مستمر في الحركة والتقدم لمن يعرف ماذا يريد.»
جاء ذلك خلال حضور سموه وضع القطعة الأخيرة في واجهة «متحف المستقبل»، إيذانًا بالاستعداد للمرحلة النهائية من تشييد الصرح المستقبلي الذي يجسد مستوى الإبداع الهندسي والعلمي فيه ريادة دولة الإمارات في إبداع وتصميم وصناعة إنجازات هندسية ومعمارية فريدة، وبات معلمًا بارزًا يضاف إلى المعالم العمرانية المميزة لإمارة دبي.
أضاف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «متحف المستقبل مع أبراج الإمارات والمركز المالي العالمي والمركز التجاري ستكون المنطقة الأكثر ابتكارا وإبداعًا وتأثيرا في صناعة المستقبل ودفع مسيرة الاستدامة والتنمية.» مؤكدًا أن المتحف حصد شهرة عالمية قبل افتتاحه بفضل تصميمه الفريد من نوعه، وسيكون عنوانًا للامتياز العمراني عند افتتاحه.
وتفقد تطورات العمل في الواجهة الخارجية للمتحف في موقع المشروع في حي دبي للمستقبل، حيث استمع لشرح مفصل من فريق مؤسسة دبي للمستقبل التي تشرف على المشروع، عن أبرز الجوانب التصميمية والأساليب الهندسية والحلول التقنية المتقدمة التي تم توظيفها في إنجاز المَعلم العمراني الأكثر انسيابية على مستوى العالم.
يعد متحف المستقبل معجزة هندسية على مساحة 30 ألف متر مربع وبارتفاع 77 مترًا ويتألف من سبعة طوابق، ويمتاز بعدم وجود أعمدة داخله، فيبدو كأنه يطفو بدون أسس أو دعامات أو أعمدة، وذلك بفضل استخدام أحدث التقنيات التي عززت لقبه كأكثر المباني انسيابية على مستوى العالم، وهو يحاكي في انسيابيته فنون الخط العربي وبريق المعدن السائل، ما يجعل تصميمه الهندسي علامةً فارقةً في مجال الهندسة العمرانية.
واستخدمت في تصميم شكله الخارجي الحسابات الهندسية متناهية الدقة من خلال برمجيات متقدمة على حواسب عملاقة بمعالجات فائقة السرعة لاحتساب أفضل صيغ المنحنيات وأكثرها متانة واستجابة في تصميم أساساته وهيكله المعدني الصلب وواجهته الخارجية الفريدة.
وتتكون واجهة المتحف من 1024 قطعة فنية صنعتها الروبوتات إذ أنتجت ألواح الواجهة بأذرع آلية مؤتمتة، ويتألف كل لوح من 4 طبقات، وينتج اللوح الواحد عبر 16 خطوة تصنيعية، ثم يركب كل لوح على حدة. واستمرت مدة تركيب الواجهة الخارجية أكثر من 18 شهرًا.
وتبلغ مساحة الواجهة الإجمالية 17,600 متر مربع. وتتزين واجهة متحف المستقبل الممتدة على مساحة 17 ألف متر مربع والمضاءة بـ 14 ألف متر من خطوط الإضاءة باقتباسات ملهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بالخط العربي.
وصمم الخط العربي الفنان الإماراتي مطر بن لاحج. ومن مقولات سموه المحفورة على جدار المتحف الخارجي «لن تعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن تبدع شيئًا يستمر مئات السنين» و «المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا يُنتظر.. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم.»
وصمم المبنى المهندس شون كيلا ليقدم للزوار تجربة تفاعلية هي الأولى من نوعها. وطورت البنية الهندسية للمتحف بالتعاون بين «بي إيه إم إنترناشيونال» المقاول الرئيس و«بورو هابولد للاستشارات الهندسية» الجهة المصممة للهيكل الهندسي.
ويرتبط المتحف بجسرين، يمتد الأول إلى جميرا أبراج الإمارات بطول 69 مترًا، والثاني يربطه بمحطة مترو أبراج الإمارات بطول 212 مترًا.
وتحتضن الحديقة المحيطة بمتحف المستقبل 80 نوعا وفصيلة من النباتات، مزودة بنظام ري ذكي مؤتمت.
تجربة غامرة
ويضم المتحف سبعة طوابق توظف في فضائها الداخلي أحدث تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز وتحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والتفاعل الآلي البشري لتضع في متناول زوار المتحف تجارب غامرة تجيب على العديد من الأسئلة الملحة المتعلقة بمستقبل الإنسان والمدن والمجتمعات البشرية والحياة على كوكب الأرض وصولًا إلى الفضاء الخار
مبنى مستدام
ويعد تصميم المتحف نموذجًا للاستدامة في التصميم الإبداعي المستقبلي، إذ صممت واجهته الخارجية من زجاج متطور مصنّع بتقنيات جديدة خصيصًا لتحسين جودة الإضاءة الداخلية والعزل الحراري الخارجي. واستخدمت مصابيح الإضاءة الموفرة لاستهلاك الطاقة تمتد في الألواح الخارجية بطول 14كيلومترًا تمنح واجهة متحف المستقبل مظهرًا جذابًا خاصة في الليل.
ويغذى المتحف بـ4,000 ميجاواط من الكهرباء المنتجة بالطاقة الشمسية، من خلال محطة خاصة متصلة بالمتحف بنيت بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي، ما يجعله أول متحف في البلدان العربية يحصل على الاعتماد البلاتيني للريادة في تصميم أنظمة الطاقة وحماية البيئة «لييد»، وهو أعلى تصنيف للمباني الخضراء في العالم.
ويوفر المتحف بنية تحتية متكاملة لتزويد المركبات الكهربائية بالطاقة النظيفة. ويمكن التحكم بأنظمة الإضاءة بشكل كامل يضفي لمسة جمالية على تصميم الخط العربي ويعزز روعة التصميم الخارجي من مختلف الجهات.
وينفرد هيكل متحف المستقبل بانسيابية كاملة تندمج فيها الواجهات الزجاجية وأنظمة العزل الحراري والهوائي والمائي والهيكل المعدني ككتلة واحدة متجانسة مثل قطرة عملاقة لامعة كمعدن الزئبق.
حاضنة للأفكار والتقنيات والمشاريع المستقبلية
وخلافًا للمفهوم الاعتيادي للمتاحف التي تعرض خلف نوافذ مغلقة حقب الماضي وتحفه ولقاه، يتميز متحف المستقبل عن المتاحف التقليدية في مختلف أنحاء العالم بكونه الأول الذي يوفر حاضنة للأفكار المبتكرة والتقنيات والمشاريع المستقبلية ووجهة عالمية للمخترعين ورواد الأعمال، ويوفر المتحف لروّاده مجموعة من التجارب الغامرة تمكنهم من التعرف على التقنيات المستقبلية التي ستغير حياة الناس.
ويقع متحف المستقبل في موقع مميز في قلب مدينة دبي، عينًا على المستقبل وفرصه للمجتمع الإنساني، ضمن منطقة «حي دبي للمستقبل» التي تضم أبراج الإمارات ومنطقة 2071 التابعة لمؤسسة دبي للمستقبل ومركز دبي التجاري العالمي ومركز دبي المالي العالمي، في منطقة هي الأكبر إقليميًا لاستشراف وتصميم وصناعة اقتصاد المستقبل.