نظاره الواقع الافتراضي تغير حياه شخص

  • انتشرت مطلع هذا العام صورة هزلية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر شابًا مرتديًا عدة واقع افتراضي وحقيبة ظهر متصلة بعمود مثبت عليه كاميرا صغيرة.

    وكتب على الصورة «خسر الشاب رهانًا، فاضطر لعيش حياته من منظور الشخص الثالث ليوم كامل.»

    تبدو الصورة معبرة وتحتمل تفاسير عدة. فمع أن قامة الرجل منتصبة، فقبضته على السكة تشير إلى انعدام اتزانه المادي، ما يثير تساؤلات عن شعور من يشاهد ذاته من أعلى كتفيه، وهو منظور مألوف لدى لاعبي جراند ثفت أوتو أو لعبة النينتندو الشهيرة سوبر ماريو 64.

    لم نستطع تتبع الشاب صاحب الصورة، لكن خلال الأعوام الأخيرة، استخدم الكثير من الهواة نظارات الواقع الافتراضي والكاميرات لاختبار الحياة من منظور الشخص الثالث.

    وتظهر التجارب السابقة أن مراقبة الذات من الخلف صعبة ومربكة على أرض الواقع، لكنها في الوقت ذاته حدسية على نحو مفاجئ.

    ففي يوليو/تموز، نشر أوستن إيفان على يوتيوب فيديو وهو يجمع حاسوبًا مكتبيًا من منظور الشخص الثالث، فشاهد ذاته وهو يركب الجهاز من زواية كاميرا جو برو التي ركبها على ظهره، ما منحه مشهدًا شبيهًا بالألعاب خلال مهمته.

    وصرح أوستن إيفانز لمرصد المستقبل «كانت التجربة طبيعية تقريبًا، لكن المشكلات التي واجهتني كانت في فترات الاستجابة المتأخرة، أو في إدراك العمق أو عندما أحاول العثور على شيء على الأرض.»

    وصرح إيفانز أن الفيديو يتضمن تأخيرًا يكاد يكون غير ملحوظ، لكنه أصابه بموجات من الغثيان.

    وقال إيفانز «يراودك شعور غريب بعد أن تمسك يدك جسمًا، ثم تشاهد الحدث ذاته متأخرًا عشر ثانية. وتحمل التجربة شيئًا من الغرابة، وتحتاج إلى بعض الوقت حتى تعتاد على رؤية رأسك بهذه الطريقة. فعليك أن تنظر حولك ليس برأسك ولا بعينيك، بل بكتفيك. حقًا كانت تجربة مربكة جدًا.»

    صارع إيفان مع الرعب الوجودي لإدارة جسم بشري كلعبة فيديو من منظور خارجي، لكن التحدي الأكبر كان لوجستيًا بالنسبة له، إذ قال إن العقبة الكبرى برزت عندما حجب رأسه رؤية المهمة الذي ينجزها، مع أنها كانت مهمات بسيطة لا تستدعي ضغط أكثر من زر أو إدارة عصا التحكم في ألعاب الفيديو.

    وأضاف أن التأقلم مع هذه التحديات استغرق وقتًا طويلًا، ما اضطره إلى ارتداء نظارة الواقع الافتراضي زمنًا أطول من اللازم.

    وصرح أيضًا «عندما أخذنا استراحات من التصوير، لم أرغب بنزع العدة كي لا أفقد الاتزان. وأصبت بالإرهاق، فمع أن أدائي كان جيدًا، شعرت أن دماغي يعمل فوق طاقته لتصحيح موقع يدي. وفكرت في جميع التفاصيل الصغيرة لساعات.»

    وحمّل جيمس آورجيل مؤسس قناة اليوتيوب ذا آكشن لاب مقطعًا شبيهًا في أبريل/نيسان، حيث قاد سيارة من منظور الشخص الثالث باستخدام نظارة واقع افتراضي. وقال إنه احتاج إلى بعض الوقت للاعتياد على المنظور.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن