بقلم : محمد النواوى
بعمق حوالي سبعة أميال تحت سطح البحر يقع أقصي عمق للمحيط في الأرض ويسمي Challenger Deep ويقع في خندق Mariana في غرب المحيط الهادي شرق الفلبين حيث يغطي هذا العمق طول جبل ايفرست بزيادة أكثر من ميل. تمكن ثلاثة أشخاص من زيارة هذا المكان. عام ١٩٦٠ حملت الغواصة Trieste وهي غواصة بحثية تتبع البحرية الأمريكية، صممها السويسري Auguste Piccard، والد Jacques Piccard، وهو ضمن طاقم الغواصة الذي يضم شخص آخر هو Don Walsh ملازم بالبحرية الأمريكية وبذلك كانت أول مركبة تحمل أشخاص تصل الي هذا العمق. كانت Trieste تمتلك محركين كهربائيين كل منهما يعمل بقوة اثنان حصان ومزود بمروحة مما يمكن المركبة بالتحرك للأمام وللخلف والدوران بشكل أفقي. استغرقت الرحلة الي قاع المحيط أربعة ساعات وسبعة وأربعون دقيقة بسرعة نزول اثنان ميل في الساعة حيث أمضي طاقم المركبة بالكاد عشرون دقيقة علي أرض المحيط ثم استغرقت رحلة الصعود ثلاثة ساعات وخمسة عشرة دقيقة. وفي ٢٥ مارس عام ٢٠١٢ تمكن صانع الأفلام الكندي والمستكشف في National Geographic، James Cameron، من النزول الي هذا العمق في غواصته المجهزة بأجهزة علمية وكاميرات ثلاثية الأبعاد، the Deep Sea Challenger، بعد رحلة استغرقت ساعتان ونصف ساعة. بعكس سابقيه، تمكن Cameron من المكوث في هذا المكان لمدة تزيد عن ثلاثة ساعات حيث وثق هذه الرحلة في فيلم بعنوان “Deepsea Challenge 3D” عام ٢٠١٤. منذ عام ٢٠١٢ وحتى الآن يتم تطوير مركبات لرحلات مماثلة منها على سبيل المثال Triton36000/3 وDeepFlight Challenger وDeepsearch. هذه الرغبة في البحث والاستكشاف هي أيضاً أحد دوافع الإنسان لاستخدام وتطوير التكنولوجيا.
