بقلم : د . حسام رفاعى
طلع البدر علينا من ثنية الوداع ..فما ما هى ثنية الوداع ؟ ولماذا سميت ثنية الوداع ؟
ولماذا أول من إستقبل الرسول صل الله عليه وسلم هن نساء أهل المدينة وليس الرجال
وفقا لما ذكره الباحث التاريخى الشريف / أحمد شقير فتن الثنية هو طريق ضيق بين جبل سلع واللابة الغربية (جبل فى المدينة) كما تعد ثنية الوداع هذا المكان كان وكر للفساد وتدبير المؤامرات من قبل اليهود وشرب الخمر وكان مكان لقطاع الطرق واللصوص وكان الذى يمر منه يودع الحياة ؟
وكان الأوس والخزرج يخافون الإقتراب من ثنية الوداع حيث أشاع اليهود أنه من يقترب هذا الطريق ﻻ يرجع .
وكان الصحابة ينتظرون الرسول فى الطرق الرئيسية ولم يخطر ببالهم أنه صل الله عليه وسلم يسلك طريق ثنية الوداع ولكن الله أمر الناقة القصواء بسلوك طريق ثنية الوداع .
حيث قال الرسول صل الله عليه وسلم لكل من يقترب من الناقة (دعوها فإنها مأمورة)
ليثبت كذب اليهود وإفتراءات المشركين ويبدد خوف الأوس والخزرج
وأنه صل الله عليه و سلم جاء بالدين الحق الذى يقضى على الخزعبلات والخرافات ويؤمن الناس وطرقاتهم ولذلك فوجئ النساء بخروجه صل الله عليه وسلم من ثنية الوداع
فإستقبلوه قائلين
(طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ...وجب الشكر علينا مادعى لله داع ..أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع ..جئت شرفت المدينة مرحبا ياخير داع)
صلوا على من بكى شوقاً لرؤيتنا...
ولعل من الاقوال الماثورة التى نود التذكير بها عندما سألوا الإمام أحمد بن حنبل ، رحمه الله ،
كم عدد المصلين ؟
فأجابهم واحد فقط ؟!
قالوا : هل أنت أعمى ؟فأجابهم
الأعمى = من يُغمض عينيه عن أرملة أوجع رأسها حِملٌ ثقيل .
الأعمى = من توجه للقبلة وأدار ظهره للأيتام والفقراء
الأعمى = من سجد لله وتكبر على عباده .
الأعمى = من كان في صف المصلين الأول ولكنه غاب عن صفوف الجياع وقول الحق .
الأعمى = مَن تصدق يوما وهو قادر أن يتصدق دوماً .
الأعمى = من صام عن الطعام ولم يَصُم عن الحرام .
الأعمى = من طاف البيت الحرام ونسي أن يطوف حول فقراء يموتون كل يوم من شدة الجوع .
الأعمى = من رفع الأذان ولم يرفع أبويه .
الأعمى = من صلى وصام ثم غش في بيعه وشرائه .
الأعمى = من قام بين يدي الله وقلبه يحمل حقداً وكرهاً وبغضاً واحتقارا لاخوانه المسلمين .
الأعمى = من كان هناك إنفصام بين عبادته وأخلاقه ومعاملاته .
الأعمى = من صلى وسجد وصام وهو يُناصر الظَلَمة .
الأعمى = من صلى وصام ويداه مُلطختان بدماء المسلمين .
الأعمى = من أخذ من الدين بعضه وترك بعضه .
الأعمى= من صلى ولم ينتفع بصلاته .
فمن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " .