كتب : محمد الخولى – محمد شوقي
أثبتت أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلة أهميتها في السنوات الأخيرة. كما أفادت الباحثين والأكاديميين بشكل كبير. وتعتبر هذه التقنيات الأساس الرئيسي لتصنيع وتطوير الروبوتات والآلات التفاعلية الذكية.
وقد استفاد الباحثون من تقنيات الذكاء الاصطناعي في أمور مثل تتبع العلامات الوراثية، وتطوير العلاجات والأدوية، وتسريع عمليات البحث والتطوير بشكل عام إلا أن تلك الأنظمة تستخدم بشكل أساسي في مساعدة الباحثين والعلماء في أمور مثل معالجة كم كبير من البيانات أو تولي العمليات الحسابية المعقدة، وما سبق ذكره، وليس في إدارة الأبحاث والإشراف عليها.
يخطط د. هيرواكي كيتانو ـ المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في شركة سوني، لتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي قادرة على محاكاة ذكاء وخبرة أبرز العلماء الحاليين. وذلك من خلال مشروع يعرف باسم Nobel Turing Challenge.
ويهدف هذا المشروع إلى تطوير ذكاء اصطناعي قادر على أن يربح جائزة نوبل لنفسه بحلول عام 2050. وقد أوضح “كيتانو” أن الهدف هو تطوير روبوت ذكي كفاية ليفكر ويكتشف أمورا جديدة كليًا، وليس فقط أن يفهم ما اكتشفه البشر بالفعل.
كما أوضح أن قيمة هذا المشروع تكمن في قدرة الذكاء الاصطناعي على أن يتوصل لاكتشافات عديدة بمرور الوقت وبشكل دائم. حيث إن “العلماء الآليين” سيكونون قادرين على التوصل للأفكار المبدئية، وتكوين الفرضيات، ومن ثم التجربة والاستنتاج. وذلك بشكل تلقائي دون تدخل.
وبالفعل تطورت تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل رهيب منذ أن وضع العالم آلان تورنج أساسها سابقًا في 1950. وأصبحت الآن تقدم قدرة علاجية رهيبة وتستخدم للتحليل والمراجعة. سواء كانت على شكل برمجيات للحاسب، أو روبوتات متكاملة.
إلا أن “كيتانو” يريد أن يأخذ الذكاء الاصطناعي والروبوتات لمستوى جديد كليًا. بتطوير عتاد وبرمجيات مخصصة قادرة على جعله قادرا على التفاعل، والتفكير، والاستنتاج وفي مراحل التطوير الأولى، “العلماء الآليون” سيساعدون الباحثين في أجزاء بسيطة من عملية البحث العلمي. وذلك نظرًا لاعتماد تلك العمليات على الأتمتة بشكل كبير. ومثال على ذلك كان الروبوت العلمي Adam-Eve والذي تم تطويره على يد الأستاذ الجامعي روس كينج.