برنامج الصوايخ : سر الاختلاف بين مدير ناسا وإيلون ماسك

  • للوهلة الأولى يبدو أنّ كلًا من إيلون ماسك -الرئيس التنفيذي لسبيس إكس- وجيم برايدنستاين- مدير وكالة ناسا- صديقان عزيزان، فالوكالة تتعاون منذ سنوات عديدة مع شركة سبيس إكس على إنجاز كثير من المشاريع، وآخرها مشروع يَعد بإرسال البشر إلى الفضاء من الأراضي الأمريكيّة. لكن عوض الابتهاج بذلك، يهاجم الرجلان بعضهما على وسائل الإعلام.

     

    كانت البداية بتصريح لبرايدنستاين، سابقًا بيوم واحدٍ إعلان ماسك تحديثات برنامج ستارشيب، ليحتجّ برايدنستاين على بطء التقدم العملي الخاص بعقد كوميرشال كرو لإرسال رواد الفضاء إلى المدار بمركبات سبيس إكس. وبدا ذلك للمتابعين رسالةً ضمنيّة يدعو فيها مدير ناسا ماسك للتوقف عن التباهي ببرنامج ستارشيب والبدء بالعمل على الاتفاق المسبق.

     

    من جهته أعرب برايدنستاين عن إحباطه «أنا متشوُق لسماع تصريح سبيس إكس غدًا، لكن برنامج كوميرشال كرو ما زال متأخرًا العديد من السنوات عن الجدول المتفق عليه. نوّد في ناسا أن نلقى كمية الحماس ذاتها للاستثمارات التي يموّلها المواطن الأمريكيّ العادي. حان الوقت للحصول على ما طلبناه.»

     

    كانت تلك ضربةً موجعةً وغير متوقعة من الوكالة لسبيس إكس، فالشراكة بين الكيانين استمرت وثيقةً لأعوام عديدة، ما دفع موقع سي نت لنعت برايدنستاين بلقب «مخرب الحفلات.»

     

    وحققت كرو دراجون تقدمًا كبيرًا، فزارت -دون طاقم بشري- محطة الفضاء الدوليّة في مارس من العام الحالي، ونجحت بفحص نظام الهروب الاضطراري كاملًا في سبتمبر.

    لم يكن الوضع مكللًا بالنجاح دومًا، ففي أبريل حصل انفجار كبير في كرو دراجون أثناء تجربة لتشغيل المحرك، ما شكّل تراجعًا كبيرًا في مسير المركبة. حينها صرّح برايدنستاين لوكالة رويترز «سيؤثر هذا بشكل كبير على جدول العمل، ولن تكون هذه المركبة كما خططنا لها سابقًا.»

     

    وحسب التقارير فمن المقرر إطلاق سبيس إكس لمركبة ديمو-2 المحمّلة برواد الفضاء إلى المحطة الدوليّة في نوفمبر  ولم تُصرّح سبيس إكس رسميًا عن الموعد حتى الآن.

     

    ولم يترك إيلون ماسك برايدنستاين يفلت ببيانه الصحفي بسهولة، وعند سؤاله عن البيان قاطع ماسك المراسلة سائلًا إيّاها «هل قال برنامج كوميرشال كرو أم إس إل إس؟» في إشارة منه لبرنامج ناسا الخاص لإطلاق الصواريخ، والذي تأخر العديد من السنوات وكلّف الوكالة مبلغًا أكبر من الميزانيّة المخصصة له.

     

    وأخبر متحدث باسم ناسا مرصد المستقبل أنّ الوكالة تدعم سبيس إكس لتطوير ستارشيب، ليبقى بيان برايدنستاين وهدفه غير واضحًا.

    وتابع المتحدث باسم ناسا «يحاول برايدنستاين التأكيد على أولويّة مهمة إرسال رواد الفضاء الأمريكيين إلى المدار بوساطة مركبات وصواريخ أمريكيّة الصنع من أراضِ أمريكيّة. ونحن نعلم أنّ سبيس إكس استفادت من خبرات ناسا ومرافقها لاختبار النماذج والاختبارات الأيروديناميكيّة لستارشيب.

     

    ويرى إيرك بيرجر، محرر علوم الفضاء في موقع آرس تيكنيكا والمّطلع على صناعة الفضاء بشكل دقيق، أنّ البيان كان انعكاسًا لرغبة برايدنستاين بتقديم المتعاقدين مع الوكالة أفضل ما لديهم لتحقيق العقود في أوقاتها المحددة، وذلك اعتمادًا على تغريدة أعاد برايدنستاين نشرها على حسابه الشخصيّ.

    ويضيف بيرجر على تويتر «إنّ جيم متحمس بالتأكيد لفكرة سفر الشخص العادي إلى الفضاء، لكن علينا تذكر الضغط الذي يتعرض له من مجلس الشيوخ.»

    لم تكن علاقة ناسا مع الإدارة الأمريكية جيّدة خلال العام الحالي. فرغم توفير البيت الأبيض ميزانيّة إضافيّة لمشروع آرتميس للعودة إلى القمر في 2024، يُصرح بعض المسؤولين في البيت الأبيض أنّ ناسا ليست جاهزةً لوضع الأمريكيين على القمر مجددًا.

     

    وطلبت ناسا توفير 1.6 مليار دولار إضافي لمشروع آرتميس في مايو من هذا العام، وما زال برايدنستاين يحاول الضغط للحصول على هذا المبلغ، ما قد يفسّر إحباط مدير الوكالة.

     

    ولم يوفر مجلس الشيوخ الأمريكيّ سوى 1.2 مليون دولار لجميع مشاريع ناسا الاستكشافيّة، و744 مليون دولارًا من المليار دولار التي طلبتها ناسا للهبوط على سطح القمر مجددًا.

     

    ويستمر التقدم بشكل بطيء في برنامج كوميرشال كرو، فقد جرّب رواد الفضاء بدلات سبيس إكس الجديدة وأجروا اختبارات فحص نظام الهروب الطارئ في مركز كيندي للفضاء.

     

    وهكذا يُظهر لنا الخلاف بين ماسك وبرايدنستاين جزءًا من المشكلات في صناعة الفضاء الخاصة والعامّة، الأولى تصنّع صواريخ برّاقة لغزو المريخ، والأخرى تحاول الضغط على الكونجرس للحصول على أموال دافعي الضرائب.

     

     

     

     

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن