بقلم : د . حسام رفاعي
كلمة العروج والمعراج أي الصعود ...والله تبارك وتعالى تجاوز ذكر فعل الصعود إلى التركيز على الأهم وهو الأحداث التى أعقبت الصعود بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى ورأى بنور الفؤاد وبصيرة الفؤاد الملأ الأعلى الذى يصعب على الأفهام استيعاب وصفه لأنه لم يتسن لأحد قبل النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) أن يراه ويشهده..
وليس لمؤمن أن يمارى أو يشكك فيما أخبر به النبى محمد(صلى الله عليه وسلم) ...
ثم بعد أن غشى السدرة وتجاوزها وحده فقط إلى ما بعدها ليلج إلى الحضرة الإلهية...ثبت الله فؤاده وبصره فلم يرتجف الفؤاد ولم يزغ البصر ...أراه الله تعالى أكبر الآيات وهو فى حضرة الله خالق الآيات ...رأى العرش العظيم مكتوبا عليه كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله) وهى مفتاح الجنة... كما أخبر نبينا الأمة ...
سألوه :هل رأيت الله ؟فأجاب بثقة الفؤاد الواثق والبصر الذى لم يزغ "نور أنّى أراه" أى نور حيثما وجهت وجهى أرى أنوار الله تتجلى في كل الأرجاء ...ولما سألوه وهل نرى الله يوم القيامة ...فأجابهم "بلى ..وهل تضامون فى رؤية القمر ليلة البدر " تمثيل وتشبيه يوثق الخبر ويؤكد الرؤية ....
يقول إمام الدعاة وشيخ المفسرين الإمام الربانى سيدى محمد متولى الشعراوى..الله ذكر رحلة ومعجزة الإسراء وأقام الدليل عليها لأنها كانت رحلة أرضية من السهل إقامة الأدلة على شواهدها التى رآها ويعرفها ويقر بها الناس بدون أدني تشكك..ولذلك فمن أنكرها فقد كفر ..لأنه يكون قد أنكر معلوما من الدين بالحجة والضرورة...
أما رحلة المعراج فهى رحلة سماوية يكون الإيمان بها وتصديقها فرعا من الإيمان بالله وتصديق بلاغ رسوله عنه ...فمن أنكرها بزعم عدم وجود دليل مادى عليها كما فى الإسراء...فهو يدور فى حكم العلماء بين الكفر والفسق...
ونقول على قدر فهمنا القاصر...الله لم يذكر رحلة المعراج باسمها صراحة وركز فقط على ذكر أكبر وأهم أحداثها ...تماما مثلما أقول لك اننى زرت ميدانا فسيحا به مبنيا ضخما يسمى المجمع وبه جراجا كبيرا للسيارات تحت الأرض وبه المتحف المصرى ومسجد عمر مكرم ...فلن تحتاج أن أسميه لك باسمه وأنه ميدان التحرير ....
ثم ذكرت لنا السنة الصحيحة المتواترة تفاصيل الرحلتين....
هذا والله تعالى أعلى وأعلم...والله من وراء القصد..