بقيمة مليار دولار : 36 مشروعا في مجالات الابتكار والتحول الرقمي وريادة الأعمال
- المشاط : المبادرة أولى ثمار التعاون بين الحكومة والأمم المتحدة لتعزيز جهود التحول الرقمي
- طلعت : المبادرة تهدف لتشجيع الشـراكة مع الحكومة والقطاع الخاص لتعزيز محور التكنولوجيا والابتكار
كتب : وائل الحسينى - باكينام خالد
أطلقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، والدكتورعمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، اليوم، مبادرة فريق العمل الأممى المشترك حول التكنولوجيا والابتكار بالتعاون مع الأمم المتحدة، وذلك ضمن مشاركتهما فى ورشة العمل الأولى لبلورة الأفكار بين الحكومة المصرية والأمم المتحدة حول التكنولوجيا والأبتكار، بحضور ألينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر، والدكتور عادل درويش، مدير المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وبمشاركة ممثلي 18 وكالة تابعة للأمم المتحدة و9 وزارات .
وتهدف المبادرة لتعزيز مشاركة ممثلي الجهات الوطنية والمؤسسات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في مصر، من صياغة مشروعات حكومية غير نمطية ومبتكرة تكون قائمة على التكنولوجيا، وذلك في إطار الشراكة الممتدة والتعاون الوثيق بين الجانبين، والجهود المبذولة لتعزيز علاقات التعاون الإنمائي مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين.
أهداف التنمية المستدامة
من جهتها قالت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، إن التكنولوجيا والابتكار ركيزتان أساسيتان لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، وتلعب التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والواقع الافتراضي والبلوكتشين دورا حيويا في كافة الأصعدة التنموية من قضاء على الفقر؛ وتعزيز الاستدامة الزراعية وضمان الأمن الغذائي؛ ومحاربة انتشار الأمراض والأوبئة؛ وتحسين جودة التعليم؛ وتسريع الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر؛ وزيادة الإنتاجية ورفع القدرة التنافسية للقطاع الخاص وتطوير المدن الذكية وغيرها.
أشارت ورشة العمل تعد أولى ثمار التعاون بين الحكومة ممثلة في وزارة التعاون الدولي والفريق الأممي المُشترك المعني بالتحول الرقمي والابتكار، بهدف تعزيز آليات التنسيق والحوار بين الأطراف ذات الصلة كافة من الحكومة وشركاء التنمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لبلورة إطار تعاون في مجال التحول الرقمي بين الجانبين، وذلك في إطار تكليفات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإعداد للإطار الاستراتيجي للشراكة مع الأمم المتحدة من أجل التنمية المستدامة للفترة من 2023 إلى 2027 والذي يمثل حجر الزاوية للتعاون الإنمائي بين الأمم المتحدة وجمهورية مصر العربية.
أوضحت قدرة الاقتصاديات على مواجهة التحديات وتحقيق النمو الشامل والمستدام ترتبط بشكل وثيق بقدرته على دمج مفهوم الابتكار وتسخير التكنولوجيا لخدمة المشاريع التنموية، وتطبيق نماذج مشروعات غير نمطية تقوم على مبادئ التشارك والمرونة والابداع، مضيفة أن وزارة التعاون الدولي تعمل في إطار برنامج عمل الحكومة ومع كافة شركاء التنمية على تعزيز التكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال كعناصر تمكين للتنمية، وذلك تماشيًا مع الدور الحيوي الذي توليه الدولة للتحول الرقمي والاستفادة منه في شتى مناحي الحياة.
36 مشروعا في مجالات الابتكار
قالت أن محفظة التعاون الإنمائي تضم 36 مشروعا في مجالات الابتكار والتحول الرقمي وريادة الأعمال، تسهم في تحقيق أحدَ عشرَ هدفا من أهداف التنمية المستدامة السبعةَ عشرَ بتمويل إنمائي قدره مليار دولار يمثل حوالي 4٪ من محفظة التمويل الإنمائي في مصر.
وتابعت أن وزارة التعاون الدولي، تعمل على إعداد الاستراتيجيات القطرية المستقبلية مع كافة شركاء التنمية مع الحرص على أن يتم دمج ثلاثة محاور رئيسية في هذه الاستراتيجيات أولها تحقيق اقتصاد شامل وكذلك رقمي وأخضر، مؤكدة أن ورشة العمل الحالية تعد هي أولى خطوات العمل بين الحكومة والفريق الأممي المشترك المعني بالتكنولوجيا والابتكار في مصر لدفع جهود التحول الرقمي في مصر.
وأكد الدكتور عمرو طلعت، إن هذه المبادرة تهدف إلى تشجيع الشـراكة مع الحكومة المصـرية والقطاع الخاص لتعزيز محور التكنولوجيا والابتكار بوصفه أحد محاور العمل الأساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية .
الاستثمار الجرىء
مشيرا إلى أن محور الابتكار وريادة الأعمال يأتى خادماً لمحورى التحول الرقمى وبناء القدرات البشـرية في استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إذ تسعى الوزارة إلى تشجيع البحث والتطوير والإبداع وريادة الأعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فمنذ عام 2010 تسعى لإطلاق حلول إبداعية وأفكار مبتكرة ذات تأثير ملموس على المستوى الوطني لتكون مركزًا إقليميًا وعالميًا رائدًا لريادة الأعمال والابتكار، وهو ما ساهم فى حصول مصر على المركز الأول على مستوى القارة الأفريقية من حيث عدد الصفقات الاستثمارية والتمويلية في الشـركات الناشئة المصـرية خلال عام 2021، وذلك وفقًا لتقرير "الاستثمار الجريء فى مصـر" الصادر حديثًا عن منصة "ماجنيت" المتخصصة في بيانات تمويل المشروعات الناشئة.
أوضح أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى الصناعات التحويلية والزراعة من القطاعات التي تم اختيارها لتحقيق نجاح المرحلة الثانية من الإصلاحات الهيكلية والتى تم الإعلان عنها في مايو 2021.
14 مركزًا جديدًا
أكد الدكتورعمرو طلعت، أنه تم إنشاء سبعة مراكز إبداع فى المرحلة الأولى، ويتم حاليًا إنشاء 14 (أربعة عشـر) مركزًا جديدًا في المرحلة الثانية بهدف دعم ومساعدة الطلاب ورجال الأعمال والشـركات الصغيرة والمتوسطة والشـركات الناشئة، كما تم إنشاء مركز الابتكار التطبيقى بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة بهدف إتاحة الفرص لشـراكات ناجحة تجمع المتخصصين والأكاديميين والجهات المستفيدة والشـركات الرائدة في تكنولوجيات بعينها للعمل معًا على ابتكار حلول فعالة لتحديات المجتمع المصـرى.
أشار إلى عدد من المشروعات التى تعكس التوظيف الخلاق للتكنولوجيات البازغة في الارتقاء بحياة المواطن بشكل فاعل ونافع، والتى تمت من خلال مركز الابتكار التطبيقي مثل مشـروع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية الناتج عن مرض السكرى لتجنب الإصابة بفقدان البصـر فى مجال الصحة، ومشروع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى للتصوير الفضائي للحص الزراعى للمحاصيل المختلفة باستخدام البصمة الطيفية فى مجال الزراعة، ذلك فضلًا عن تطوير مساعد ذكى مدعوم باللغة العربية لتقديم خدمة الإرشاد الزراعى للمزارعين بشكل مباشر عبر تطبيق على الهاتف المحمول.
أفريقيا لإبداع التطبيقات والألعاب الرقمية
أكد أنه على المستوى الأقليمى تم إطلاق مبادرة رئاسية بعنوان "أفريقيا لإبداع التطبيقات والألعاب الرقمية" خلال الحفل الختامي لمنتدى شباب العالم في نوفمبر 2018 فى شرم الشيخ، وقد شهدت المبادرة ثلاث سنوات من الجهود الدؤوبة بهدف مشاركة برامج بناء القدرات في التطبيقات وتقنيات الألعاب المطلوبة مع اثنتين وعشـرين دولة أفريقية، وساهمت المبادرة فى خلق فرص عمل للشباب من خلال دعم إنشاء الشـركات الناشئة، فضلًا عن إنشاء شبكات تعليمية على مستوى أفريقيا في التقنيات الرائدة لتكون بمثابة منصات للابتكار التكنولوجى وريادة الأعمال، إلى جانب تدريب ما يقرب من 10 آلاف طالبٍ من خلال27377 دورةً تدريبيةً فضلًا عن تمكين أكثر من 100 شركة ناشئة، وقد بلغت مشاركة النساء 23% من إجمالي المتدربين.
أوضح الدكتور عمرو طلعت، أنه على المستوى الدولي حرصت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن يكون محور الابتكار وريادة الأعمال إحدى أولويات العمل المشترك بين مصـر والأمم المتحدة بإطار الشراكة الاستراتيجية بين جمهورية مصر العربية والأمم المتحدة من أجل التنمية المستدامة للفترة 2023 – 2027 وذلك دعمًا للجهود الوطنية لدعم الشباب والشـركات الناشئة للمشاركة.
ودعا وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى تشجيع الابتكار وريادة الأعمال خاصة في مجالات الاهتمام الدولى والتي يأتى في صدارتها استقطاب حلول ابتكارية تكنولوجية للتصدى للاحتياجات والتحديات التي يفرضها تغير المناخ العالمي.
الرقمنة والابتكار
من ناحيتها قالت إيلينا بانوفا، الممثل المقيم لمكتب الأمم المتحدة في مصر، إن تعزيز التحول الرقمي يأتي واحدًا من بين أهم أولويات الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة في مصر، ومن خلال فريق العمل الأممي المعني بالرقمنة والابتكار JTDI في مصر نعمل على تعزيز التكنولوجيا والتحزل الرقمي بهدف تعزيز النمو الشامل والمستدام وتحقيق هدف الأمم المتحدة بعدم تخلف أحد عن ركب التنمية.
أضافت بانوفا، أن أول ورشة العمل الأول لفريق الأمم المتحدة المشترك المعني بالرقمنة والابتكار تعد محاولة لدفع التقدم في إطار التعاون المشترك بين الأطراف ذات الصلة لتقوية التعاون في مجال الرقمنة والابتكار مع شركائنا في الحكومة المصرية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمؤسسات الدولية، لتسريع وتيرة العمل نحو إنجاز أجندة التنمية المستدامة 2030.
وناقشت الورشة، أفكار ومشروعات مشتركة ما بين الحكومة المصرية ووكلات الأمم المتحدة العاملة في مصر، من خلال فريق الأمم المتحدة المشترك المعني بالرقمنة والابتكار، تتسم بالابتكار وتكون قائمة على أحدث التكنولوجيات وقادرة على جذب تمويلات من شركاء التنمية بهدف إنشاء شراكات وثيقة بين الجهات الوطنية ووكالات الأمم المتحدة من أجل تحقيق أهداف إطار الشراكة مع الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة للفترة ٢٠٢٣-٢٠٢٧، بالإضافة إلى تبادل أفضل الممارسات الدولية من أجل البناء عليها.