تستقبل إمارة دبي فعاليات الدورة الثالثة لبطولة العالم للروبوت والذكاء الاصطناعي (فيرست جلوبال) التي تتنافس فيها على مدى 4 أيام، فرق شبابية من 190 دولة، للمرة الأولى في العالم العربي، بتنظيم من مؤسسة دبي للمستقبل، ما يدعم التوجه الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة واستراتيجيتها الطموحة للذكاء الاصطناعي.
ويتنافس في البطولة، التي تقام في فستيفال أرينا، أكثر من 1500 متسابق من العقول الشابة المبدعة من مختلف دول العالم، في مجالات العلوم والتقنية والرياضيات والابتكار والتصميم والروبوتات والذكاء الاصطناعي، في سبيل معالجة المشكلات العالمية الأكثر إلحاحًا في قطاعات حيوية؛ مثل المياه النظيفة والطاقة وغيرهما، لتكون بذلك أكبر بطولة عالمية من نوعها.
وتهدف البطولة أيضًا إلى التفاعل بين المبدعين الشباب على اختلاف ألسنتهم وخلفياتهم الاجتماعية والثقافية، وتمثل رديفًا لجهود الحكومات والمنظمات والمؤسسات العالمية لمواكبة اقتصاد المعرفة والتغيرات المتسارعة ورفد أجيال المستقبل بالأفكار المبتكرة الخلاقة، إذ تحدد البطولة في كل دورة من دوراتها تحديًا جديدًا، وتدعو المشاركين إلى توظيف تقنيات الروبوتات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق للآلات، في إيجاد حلول تسهم في التغلب على أبرز التحديات التي تواجه البشرية.
واختارت اللجنة المُنظِّمة، الفرق المشاركة، في البطولة بناء على نتائجها في سلسلة من الفعاليات، استمرت طوال العام، في مختلف دول العالم، وُزِّعت خلالها صناديق احتوت على أجزاء وقطع إلكترونية لتصميم روبوت وتجميعه لإيجاد حلول ناجحة لتحديات ومهام متنوعة وضعتها هيئات ومؤسسات أكاديمية عالمية.
وتركز البطولة في دورتها الحالية، أيضًا، على توظيف الذكاء الاصطناعي والروبوتات في مجال حماية المحيطات وتنظيفها من ملايين الأطنان من الملوِّثات، الناتجة عن الأنشطة الصناعية غير المنضبطة وغير الملتزمة بالحفاظ على البيئة؛ ومنها سوء إدارة أنظمة الصرف الصحي والممارسات البحرية الخاطئة التي تؤثر سلبًا على الحياة البحرية وتهدد الثروة السمكية؛ إحدى أهم مصادر الغذاء في العالم، فضلًا عن التهديد الصارخ للتنوع البيئي، وتعريض أصناف عديدة من الكائنات البحرية لخطر الانقراض.
وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، إن «استضافة هذا الحدث في دبي لأول مرة في المنطقة، بل للمرة الأولى التي يُقام فيها خارج الأميركتين، أمر يؤكد مكانة دولة الإمارات وريادتها في مجال استقطاب واحتضان المبتكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم، لاسيما الشباب منهم، ويبرز حرصنا على التعاون مع المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة كافة، في مجالات توظيف وتطوير وتبني التقنيات الحديثة، وتنظيم الأحداث العالمية المتخصصة في استشراف المستقبل والتقنية الحديثة.»
ونقلت وكالة أنباء الإمارات، عن سارة بنت يوسف الأميري، وزير دولة الإمارات المسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة، أن «مخرجات العلوم المتقدمة والتقنيات التي نشهد تطورها ودخولها في جميع تفاصيل الحياة مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي، تشكل أحد أهم مجالات اهتمام الشباب في الإمارات والعالم. يؤكد ذلك على أهمية توفير منصات محلية وعالمية تتيح لهم توسيع معارفهم وإبراز أفكارهم المبتكرة باستخدام التقنيات المتقدمة.»
وقالت الأميري إن «تنظيم بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي (فيرست جلوبال) في دولة الإمارات، يشكل إضافة جديدة لجهودها الرامية إلى ترسيخ ثقافة الابتكار وتحفيز تطبيق المفاهيم العلمية لتعزيز مهاراتهم في قطاعات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات. وتتيح للمشاركين فرصة للتعرف على تجارب ملهمة وقصص ناجحة من حول العالم وإظهار قدراتهم الإبداعية في مجال تطوير الروبوتات. ما يشكل فرصة للشباب لخوض تحديات عديدة وإيجاد حلول لها تضمن تنافسيتها على المستوى العالمي، وستوفر فرصًا فريدة وتجارب جديدة تسمح بصقل مهاراتهم وتعزز من معرفتهم وتتيح لهم الابتكار في تصميم الروبوتات.»
وقال عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي نائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، إن «دولة الإمارات أسهمت بتعزيز المكانة العالمية لهذه البطولة العالمية التي ستسجل مشاركة غير مسبوقة لأكثر من 190 دولة في هذه الدورة، ما يعزز فرص تبادل الأفكار والخبرات والتجارب الناجحة مع مختلف العقول المبدعة والمهتمة بالذكاء الاصطناعي من جميع أنحاء العالم.»
وكانت دولة الإمارات فازت بتنظيم البطولة، خلال فعاليات الدورة السابعة للقمة العالمية للحكومات، التي نظمتها دبي في فبراير/شباط الماضي؛ وقال محمد عبد الله القرقاوي، وزير الإمارات لشؤون مجلس الوزراء والمستقبل نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، إن «تنظيم هذا الحدث العالمي يشكل إضافة لمسيرة صناعة المستقبل، ويعكس موقع دولة الإمارات الريادي في دعم وتطوير قطاعات العلوم والتقنية والابتكار، لما فيه خير للمجتمعات.»