أعلنت الحكومة المصرية إنشاء مجلس وطني للذكاء الاصطناعي يرأسه وزير الاتصالات وتقنية المعلومات.
وتتركز اختصاصات المجلس على وضع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي والإشراف على تنفيذها بالتنسيق مع المؤسسات المختلفة، وتوفير فرص التدريب للفرق البشرية المسؤولة عن تنفيذ هذه الاستراتيجية.
ويتولى المجلس أيضًا اقتراح التشريعات والسياسات المتعلقة بالجوانب الاقتصادية والقانونية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويسعى إلى التعاون مع المؤسسات الدولية الحكومية وغير الحكومية للاستفادة من خبراتها، ويراجع الاتفاقات التي تبرمها الدولة في مجال الذكاء الاصطناعي.
يشكّل المجلس مكتبًا تنفيذيًا يضم مجموعة من خبراء الذكاء الاصطناعي للإشراف على تنفيذ قراراته وإجراء الدراسات التي يحتاجها المجلس وعقد الندوات وبرامج التدريب لنشر الوعي بالذكاء الاصطناعي بين أفراد المجتمع.
وقال أسامة مصطفى، الخبير المعروف في تقنية المعلومات إن إنشاء المجلس وما سيتبعه من خطوات سيساعد في تنفيذ سياسات الحكومة في مجال الذكاء الاصطناعي مثل تحويل المعاملات الحكومية الورقية إلى معاملات إلكترونية وأتمتة الخدمات الحكومية للتيسير على المواطنين.
وقال حمدي الليثي، نائب رئيس غرفة تقنية المعلومات والاتصالات، أن الذكاء الاصطناعي سبيل مصر نحو الثورة الصناعية الرابعة وتقليل الفجوة مع الدول المتقدمة، ولذا علينا زيادة ساعات تدريس تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المدارس والجامعات.
وقال الخبير الاقتصادي مصطفى أبوزيد إن إنشاء هذا المجلس يواكب التطورات التقنية التي تسود العالم، فالذكاء الاصطناعي سيساعد في نمو الاقتصاد المصري وخفض النفقات الحكومية وزيادة معدلات الإنتاج.
ويندرج إنشاء المجلس تحت جهود مصر للاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، إذ وقعت هيئة تنمية صناعة تقنيات المعلومات التابعة لوزارة الاتصالات المصرية مؤخرًا اتفاقية مع تحالف من شركتي هيولت باكارد إنتربرايز وإنجرام مايكرو لإنشاء مركز لتدريب الكوادر المصرية على تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل تقنية التعلم العميق والشبكات العصبية لمواكبة التقدم في سوق العمل محليًا وإقليميًا، وذلك بالتعاون مع مكاتب الشركتين في منطقة الشرق الأوسط وخاصةً مكتبها في الإمارات العربية المتحدة.
وتتضمن الاتفاقية أيضًا التزام الشركتين بتقديم منح إضافية للكوادر المصرية التي تظهر تميزًا خلال البرنامج التدريبي.
وتخطط وزارة الاتصالات لإنشاء مركز لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القرية الذكية، وسيبدأ عمله خلال الربع الأول من العام 2020.
وأنشأت مصر في وقتٍ سابق من العام الجاري أول كلية للذكاء الاصطناعي في تاريخها في جامعة كفر الشيخ، وتضمن الكلية مختبرات لتصميم الروبوتات وتصنيعها ومختبرات لتحليل البيانات والأمن السيبراني والبرمجة والتعلم العميق. وتستخدم الكلية أنماط تعليم متطورة وقاعات تدريس مزودة بأجهزة تفاعلية.
وتهدف الكلية إلى تجهيز خريجيها لمواجهة سوق العمل الذي يتجه نحو الأتمتة باضطراد ما سيؤدي إلى اختفاء الكثير من الوظائف التقليدية.
ووافق المجلس الأعلى للجامعات أيضًا يوم الأحد 24 نوفمبر/تشرين الثاني على إنشاء كليتين جديدتين للحاسبات والذكاء الاصطناعي في جامعة مدينة السادات وجامعة جنوب الوادي تنفيذًا لاستراتيجية مصر 2030.
وأنشأت مصر أيضًا أول كلية للتقنيات النانوية في الشرق الأوسط في جامعة القاهرة في شهر يوليو/تموز 2019، وتتضمن الكلية عدة برامج تخاطب احتياجات سوق العمل محليًا وإقليميًا مثل برنامج هندسة التقنيات النانوية وبرنامج علوم النانو الحيوية وبرنامج للطاقة الشمسية وبرنامج لاستخدام التقنيات النانوية في ترميم الآثار. وقال محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة إن التدريس في الكلية يعتمد على نظام الساعات المعتمدة ويستخدم أحدث الوسائل التعليمية وبرامج التعلم الإلكتروني والمختبرات الافتراضية والعلوم البينية المتعددة وتضم هيئة التدريس خبراء في مختلف التخصصات مثل الطب والعلوم والزراعة والصيدلة وعلوم الليزر.
ووقعت الكلية بروتوكول تعاون مع المركز المصري لتقنيات النانو للاستفادة من علاقاته مع الجامعات والمراكز الدولية.
وتخطط مصر لإنشاء جامعة متكاملة للذكاء الاصطناعي وتقنية المعلومات في مدينة المعرفة التي يجرى إنشائها حاليًا في العاصمة الإدارية الجديدة.