وتفيد مجلة Morbidity and Mortality Weekly Report الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، بأن المشكلات الصحية التي تعاني منها امرأة عمرها 47 سنة من سكان مدينة سكرامينتو، بدأت في الصيف الماضي، وخلال أسبوعين زاد مرضها تدريجيا وأصبح كلامها غير واضح. كما ضعف بصرها ولم تعد تتمكن من السير بثبات وظهرت الآلام في مختلف أنحاء جسمها. لذلك نقلت إلى المستشفى دون أن يتمكن الأطباء من تشخيص مرضها و تدهور حالتها الصحية أكثر فأكثر.
وتسببت الاضطرابات النفسية والقلق التي كانت تعاني منها عند وجودها في المستشفى بفقدان الوعي.
وفقط بعد إجراء فحوص شاملة بمساعدة خبراء السموم اكتشف ارتفاع تركيز مركب ميثيل الزئبق في بول المرأة ودمها. وهذا مركب عضوي كيميائي أكثر سمية من الزئبق نفسه. ومصدر هذا المركب الأكثر انتشارا هو الأسماك والمأكولات البحرية.
وقد بينت التحاليل أن تركيز هذا المركب في بول المرأة ودمها بلغ 2620 ميكروغراما في الليتر، في حين الحد المسموح به هو 5 ميكروغرامات زئبق في الليتر. أي أن تركيزه أعلى بأكثر من 500 مرة من الحد المسموح به، لذلك لم يتمكن الأطباء من اكتشافه بالأجهزة المتوفرة في المستشفى.
وفور ظهور هذه النتائج، بدأ الأطباء بعلاج المريضة بأقوى دواء يستخدم في علاج حالات التسمم بالزئبق، لإخراج المعادن الثقيلة من جسمها. ولكن لسوء حظها كانت حالتها صعبة جدا، ولا رجعة بالأضرار التي لحقت بها لذلك بقيت على قيد الحياة ولكنها لن تتمكن من خدمة نفسها والتحدث بل وحتى تناول الطعام بنفسها. بحسب الخبراء.
ولكن يبقى السؤال المطروح، ما سبب بقاء ارتفاع تركيز هذا المركب السام في جسمها مفتوحا. وبعد الاستفسار من أفراد عائلتها، اتضح أنها تستخدم كريما لتبييض البشرة.
وفعلا اكتشف الخبراء وجود مركب ميثيل الزئبق في الكريم الذي كانت تستخدمه. مع العلم أنها كانت تعلم بأنه كان مزورا، إلا أنه حسب اعتقادها كان مفعوله أفضل من الكريمات المماثلة.
ووفقا للخبراء، هذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها ميثيل الزئبق في مستحضرات التجميل، لذلك لا يزالون يبحثون عن سبب وجوده في الكريم، ويخشون من وجود حالات مماثلة.