يعج الكون حاليًا بالكربون، إذ يوجد في النجوم والكواكب والنباتات والبشر، لكن عندما حدث الانفجار العظيم (وفق النظرية السائدة حاليًا لنشوء الكون) لم تكن جزيئات الكربون موجودة، وظلت كذلك حتى بدأت تفاعلات الاندماج النووي تحدث في النجوم ما أدى إلى ظهورها.
ويتساءل علماء الفلك منذ فترة طويلة عن كيفية انتشار الكربون في جميع أرجاء الكون، وقد تساعد شرانق الكربون الغازي التي اُكتشِفت مؤخرًا حول بعض المجرات الشابة في حل هذا اللغز.
نشر فريقٌ من الباحثين دراسةً جديدة يوم 10 ديسمبر/كانون الأول في دورية أستروفيزكال جورنال. وكشف الفريق فيها استخدامه لمصفوفة مرصد أتاكاما المليمتري/تحت المليمتري الكبير لرصد شرانق الكربون حول هذه المجرات البعيدة التي نشأت بعد الانفجار الكبير بمليار عام.
ويبلغ قطر هذه الشرانق 30 ألف سنة ضوئية، وتمثل أول تأكيد على أن النجوم أنتجت الكربون في المراحل المبكرة من نشأة الكون، وانتشر بعد ذلك خارج مجراتها.
لا تفسر النماذج النظرية الحالية للكون كيفية نشأة هذه الشرانق، لكن الفريق ذكر بعض الفرضيات، إذ قال الباحث روب إيفسون في بيانٍ صحافي «تطرد المستعرات العظمى التي تحدث في نهاية حياة النجوم العناصر الثقيلة التي تكونت داخلها. وقد تساعد الطاقة والإشعاعات الناتجة عن الثقوب السوداء الضخمة الموجودة في مراكز المجرات في نقل الكربون خارجها وانتشاره بعد ذلك في جميع أرجاء الكون.»