كتب : مصطفى ابراهيم
ستشهد صناعة السيارات قريباً ثورة تغير من طريقة القيادة وأسلوب التفاعل مع السيارات بشكل أساسي، وذلك بفضل دمج روبوت الدردشة ChatGPT في الموديلات الحديثة.
ولا تقتصر مزايا هذا التقنية المطورة من قبل شركة OpenAI على تحسين تجربة القيادة فحسب، بل إنها توفر أيضاً قدراً أكبر من السلامة على الطريق والمزيد من كفاءة القيادة.
ويتفوق روبوت الدردشة ChatGPT على تطبيقات المساعد الصوتي بدرجة كبيرة، فبينما تقوم الأنظمة الحالية بمعالجة الأوامر البسيطة فقط، يعمل روبوت الدردشة ChatGPT بشكل أكثر طبيعية وتنوعاً، وهو ما يعني إمكانية طرح الكثير من الأسئلة المعقدة وتلقي التعليمات التفصيلية وإجراء محادثات حقيقية تشبه الحوارات البشرية تقريباً.
وتظهر ميزة هذه الوظيفة بشكل خاص عند الرغبة في الحصول على المزيد من المعلومات عن السيارة أو خط السير أو المعالم السياحية القريبة من موقع السيارة.
ويعد تحسين جوانب السلامة على الطريق من أكبر مزايا روبوت الدردشة ChatGPT في السيارة من خلال الحد من تشتيت انتباه السائق، نظراً لأن عدم الانتباه أثناء القيادة يعتبر من الأسباب الرئيسية لوقوع الحوادث.
ومن خلال استخدام المساعد الصوتي الحديث فإن السائق يمكنه إبقاء يديه على المقود وينصب اهتمامه على متابعة حالة الطريق من حوله، كما يمكن استدعاء المعلومات المهمة مباشرة عن طريق الأوامر الصوتية، علاوة على تنفيذ المهام المختلفة، مثل احتساب خط سير جديد أو إرسال رسالة دون تشتيت انتباه السائق.
يمكن أن يتمتع السائق بتجربة قيادة خاصة بفضل الاعتماد على روبوت الدردشة ChatGPT، والذي يتعرف على التفضيلات والعادات الشخصية للسائق ويقدم النصائح والتوصيات بناءً على ذلك.
ويتضمن ذلك التعرف على الموسيقى المفضلة أو مسارات السير المحببة أو محطات التوقف المنتظمة في مواقع معينة، وبهذه الطريقة يتعزز الشعور لدى السائق بأن السيارة أصبحت "الرفيق الذكي".
تعد الصيانة وتشخيص الأعطال في السيارة من الجوانب، التي تظهر فيها أهمية روبوت الدردشة ChatGPT، حيث يمكن الإشارة إلى أعمال الصيانة القادمة أو حتى القيام ببعض أعمال التشخيص البسيطة وتقديم إرشادات الإصلاح خطوة خطوة في حالة المشكلات البسيطة، وتساعد كل هذه الإجراءات في إطالة العمر الافتراضي للسيارة وخفض تكاليف الإصلاحات غير المتوقعة.
دمج روبوت الدردشة ChatGPT يعتبر خطوة مهمة على طريق القيادة الآلية؛ حيث يمكن لهذه التقنية أن تلعب دوراً مهماً في الاتصالات بين السيارات والركاب في خضم تطوير السيارات ذات القيادة الآلية.
ويمكن استخدام روبوت الدردشة ChatGPT كواجهة لإدخال وجهة الرحلة وضبط أوضاع القيادة والحصول على المعلومات حول الرحلة، علاوة على أنه يمكن استعمال هذه التقنية في خدمات التوصيل أو وسائل النقل العالم من أجل تحسين عمليات التشغيل.
وبطبيعة الحال فإن دمج روبوت الدردشة ChatGPT في السيارات قد يجلب معه بعض المخاطر والتحديات مثله في ذلك مثل أي تقنية جديدة، نظراً لأن جوانب الخصوصية وحماية البيانات تعتبر من الهواجس الرئيسية، لأن روبوت الدردشة يقوم بجمع البيانات باستمرار حتى يعمل، ولذلك يجب تنفيذ معايير صارمة لحماية البيانات الشخصية.
بالإضافة إلى أن الاعتماد على هذه التقنية قد يمثل خطراً في حد ذاته، حيث يمكن للسائق التعويل عليها وإهمال مهارته في قيادة السيارة، كما يجب توضيح بعض الموضوعات الأخلاقية لضمان عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي بشفافية ونزاهة، ومع استعمال روبوت الدردشة فإن السيارة تصبح أكثر عرضة لهجمات القرصنة الإلكترونية.
