منذ توقيف مؤسس تطبيق تليجرام بافيل دوروف الذي يحمل الجنسية الروسية، مساء أمس السبت في مطار لوبورجيه قرب باريس، لم يهدأ مالك منصة إكس إيلون ماسك في الدفاع عن زميله بمجال مواقع التواصل الاجتماعية.
فقد شن حملة انتقادات عبر عدة تغريدات وإعادة تغريد، منتقداً قرار السلطات الفرنسية، ومعتبراً أن حرية التعبير لا يجب أن تكون محل نقاش في عصرنا الحالي.
وفي إحدى التغريدات، اعتبر ماسك أن دور "إكس" آت أيضاً، بعد تليغرام ومحاولات حظر تيك توك في الولايات المتحدة.
كما سخر من ملاحقات الدول الأوروبية لأي صورة أو تعليق على مواقع التواصل، كاتبا "إنه عام 2030 في أوروبا وتُعدم لإعجابك بمادة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي".
"احتجوا عند السفارات"
كذلك، دعا عدد من المدونين الروس إلى الاحتجاج عند السفارات الفرنسية في جميع أنحاء العالم عند ظهر اليوم.
إلى ذلك، شارك ماسك مقتطفات من مقابلات سابقة لمؤسس تليغرام الشاب، كشف فيه عن تلقيه العديد من المضايقات من قبل مكتب الـ "إف بي آي"
Play Video
"لا تعاون"
في حين اتهمت السفارة الروسية في فرنسا السلطات المحلية بـ"رفض التعاون" معها بعد توقيف دوروف. وقالت في بيان اليوم الأحد إنها طلبت "على الفور من السلطات الفرنسية شرح أسباب هذا الاحتجاز وحماية حقوقه والسماح له بزيارة القنصلية، لكن الجانب الفرنسي رفض التعاون".
وسارع ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف وعدد من السياسيين الروس الآخرين إلى اتهام فرنسا بارتكاب ممارسات دكتاتورية، وهي نفس الانتقادات التي واجهتها موسكو عندما فرضت مطالب على دوروف في 2014 وحاولت حظر تليغرام في عام 2018.
بدوره، اعتبر رئيس لجنة سياسة المعلومات بمجلس الاتحاد الروسي، أليكسي بوشكوف، أن ما حدث يعكس عدم تسامح الأنظمة الليبرالية مع الأفراد الذين يرفضون اتباع قواعدها.
مذكرة تفتيش
وكان دوروف وقف بموجب مذكرة تفتيش أصدرها بحقه محققون فرنسيون على خلفية انتهاكات مختلفة منسوبة لتطبيق المراسلة المشفرة، من بينها عدم اتخاذ إجراءات ضد الاستعمال المسيء للتطبيق، وفق ما أفادت مصادر مطلعة.
وقال مصدر مطلع على الملف إن دوروف كان آتيا من باكو (أذربيجان) وأنه كان سيقضي المساء على الأقل في باريس حيث كان مقررا أن يتناول العشاء، حسب رويترز.
يذكر أن المحادثات على تليغرام الذي يستخدمه ما يقرب من مليار شخص، تخضع للتشفير. ويشيع استخدام هذا التطبيق في روسيا وأوكرانيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة.
كما أنه مصنف واحدا من منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية بعد فيسبوك ويوتيوب وواتساب وإنستغرام وتيك توك ووي تشات.
أسسه مع شقيقه
وأسس دوروف، المولود في روسيا ويحمل الجنسية الفرنسية، تطبيق تليغرام مع شقيقه في 2013.
ثم غادر الرجل الذي تقدِّر مجلة فوربس ثروته بنحو 15.5 مليار دولار ، روسيا في 2014 بعد رفضه الامتثال لمطالب بإغلاق مجموعات المعارضة على منصته (في.كيه) للتواصل الاجتماعي والتي باعها لاحقا.
فيما عمدت السلطات الروسية إلى حجب تليغرام في 2018 بعد أن رفض التطبيق الامتثال لأمر قضائي بمنح أجهزة أمن الدولة إمكانية الوصول إلى المحادثات المشفرة لمستخدميه.
وتسبب هذا الإجراء في انقطاع العديد من خدمات الطرف الثالث، لكن لم يكن له تأثير يذكر على توافر خدمات تليغرام هناك.
مع ذلك، أثار أمر الحظر احتجاجات حاشدة في موسكو وانتقادات من المنظمات غير الحكومية.
مؤسس تيليغرام بافيل دوروف (أرشيفية- أسوشييتد برس)
ثم تحول تليغرام بعدما شنت روسيا غزوها لأوكرانيا في 2022، إلى المصدر الرئيسي للمحتوى الذي لا يخضع لرقابة، وفي بعض الأحيان المضلل، من كلا الجانبين بشأن الحرب والسياسات المحيطة بالصراع.
كما أضحت المنصة وفق ما يسميه بعض المحللين "ساحة معركة افتراضية" للحرب، ويستخدمها بكثافة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمسؤولون في بلده، وكذلك الحكومة الروسية.
كذلك أصبح تليغرام، الذي يسمح للمستخدمين بالتهرب من التدقيق الحكومي، أيضا أحد المنافذ القليلة التي يمكن للروس من خلالها الوصول إلى الأخبار المستقلة حول الحرب بعد أن زاد الكرملين القيود المفروضة على وسائل الإعلام المستقلة في أعقاب غزوه لأوكرانيا.
لكن تنامي شعبية هذا التطبيق دفعت عدة دول في أوروبا منها فرنسا للتدقيق بشأنه بسبب مخاوف أمنية وقلق من اختراق البيانات.