عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لدى وصوله بكين اليوم، اجتماعًا مع السيد/ تشاو له جي، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أعقبه عشاء عمل رسمي، حضره السفير/ عاصم حنفي، سفير مصر لدى الصين، والسفير/ لياو ليتشيانغ، سفير الصين لدى مصر، والسفير محمد أبو الوفا، نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات والتجمعات الأفريقية، وعدد من كبار المسئولين الصينيين.
يأتي ذلك قُبيل بدء أعمال منتدى التعاون الصيني-الأفريقي “فوكاك” الذي تستضيفه الصين خلال الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر الجاري، ويشارك فيه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وفي مستهل اللقاء، رحّب رئيس الوزراء بالسيد/ تشاو له جي، مُعربًا عن تقديره للحفاوة وحسن الاستقبال للوفد المصرى من قِبل القيادة الصينية.
كما عبّر الدكتور مصطفى مدبولي عن تقديره لحرص رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني على مقابلته للمرة الثانية بعد اللقاء السابق الذي جمعهما خلال زيارة رئيس الوزراء إلى الصين خلال شهر أكتوبر العام الماضي، مُعربًا عن تطلعه لاستقبال السيد/ تشاو له جي في مصر في أقرب فرصة.
وفي غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء حرص فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على مشاركة مصر في مختلف الفعاليات الكبرى التي تستضيفها الصين، مشيرًا إلى أنه يشارك نيابة عن فخامته في أعمال قمة منتدى التعاون الصيني- الأفريقي.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، في الوقت نفسه، إلى “زيارة الدولة” التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الصين خلال الفترة من ٢٨ إلى ٣١ مايو ۲٠٢٤، ومُشاركته كضيف شرف في الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي-الصيني، والتفاهمات المشتركة مع الرئيس “شي جينبينج” للتوافق على مشروعات وبرامج تعاون بما يُسهم في تعزيز الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين ويعود بالنفع على شعبيهما الصديقين.
وتقدّم رئيس الوزراء، خلال اللقاء، بالتهنئة للسيد/ تشاو له جي، بمناسبة نجاح انعقاد الجلستين التشريعيتين لمجلس نواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في مارس 2024، وكذا انعقاد الدورة الثالثة الكاملة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مؤخرًا، والتي أكدت مخرجاتها على مواصلة الصين لسياسة الانفتاح والإصلاح بما يُلبي طموحات وآمال الشعب الصيني.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي حرص مصر على أهمية تعزيز التعاون والتبادل البرلماني بين البلدين الصديقين بشكل منتظم باعتبارها أحد أهم ركائز العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، مشيرًا في هذا السياق، إلى حرص المستشار الدكتور حنفي جبالى، رئيس مجلس النواب، على زيارة الصين خلال الفترة من ۱۹ إلى ۲۹ أغسطس ۲۰۲٤ للمشاركة في الدورة السادسة للبرلمانيين من الدول النامية والاحتفال بمرور ٤٠ عامًا على انضمام المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لعضوية الإتحاد البرلماني الدولي.
وأكد رئيس الوزراء أن مصر تنظر إلى الصين بوصفها مثالًا يُحتذى به في مجال البناء والنهضة العمرانية، وأن بكين تُعد شريكًا استراتيجيًا لمصر في مواجهة الأزمات الدولية الراهنة.
كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي دعم الحكومة المصرية للشركات الصينية العاملة في مصر، حيث يحرص على زيارة مشروعاتها بمصر، ومتابعة سير العمل بها وتذليل العقبات أمامها في رسالة واضحة لدعم مصر لتلك المشروعات.
ولفت إلى أنه تم إنشاء وحدة الصين بمجلس الوزراء تحت رئاسة المهندسة راندة المنشاوي مساعد أول رئيس الوزراء، مع إشراف مباشر من رئيس الوزراء، لمتابعة مختلف المشروعات الصينية، وهو ما يؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة المصرية لتعزيز التعاون الاستثماري والتجاري مع الصين.
وأوضح رئيس الوزراء أن مصر تمثل فرصة واعدة للشركات الصينية، وجاذبة للاستثمار من أجل التصدير للدول المجاورة لاسيما في القارة الأفريقية التي تعد مصر بوابة مثالية للنفاذ إليها، منوهاً إلى اعتزامه مقابلة العديد من الشركات الصينية خلال هذه الزيارة، لبحث فرص تعزيز التعاون في المجالات ذات الأولوية.
وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تطلعه لدعم رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني للتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين، وقيامه بتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في مصر، خاصة في ضوء اهتمام الدولة المصرية بقطاع الصناعة وتوطين عدد من الصناعات ذات الأولوية مثل صناعة السيارات الكهربائية، والطاقة الجديدة والمتجددة خاصة الهيدروجين الأخضر.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى توافق كل من مصر والصين حول التسوية السلمية للأزمات الدولية عبر الحوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، مؤكدًا دعم مصر لمبدأ “الصين الواحدة”، ومُعربًا في الوقت نفسه عن أن الدولة المصرية تتطلع للتعاون مع الصين في إطار التجمعات الدولية لاسيما تجمع “البريكس”.
وخلال اللقاء، أكد رئيس الوزراء موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية ودعمها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مُشيرًا إلى الجهود المصرية لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة.
بدوره، رحّب السيد/ تشاو له جي، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، بالدكتور مصطفى مدبولي، وهنأه بتجديد الثقة فيه وتوليه منصب رئيس الوزراء، وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة من قِبل فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وأكد “له جي” عُمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والصين، مُشيرًا في هذا الصدد إلى الذكرى العاشرة للشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وبكين، وما حققته هذه الشراكة من نتائج إيجابية بفضل الدعم المستمر من قيادتي البلدين، مُضيفًا في هذا السياق أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلى الصين كانت زيارة ناجحة للغاية، وهو ما يؤكد أهمية استمرار التعاون المُثمر بين البلدين.
كما أعرب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني عن تقديره للعلاقات المصرية الصينية المُتنامية على مختلف الأصعدة، مؤكدًا أن هذه العلاقات أساسها هو الاحترام المتُبادل، مشيرًا في هذا الصدد إلى سعادته البالغة باستقبال رئيس مجلس النواب المصري في بكين مؤخرًا.
وأكد السيد/ تشاو له جي دعم الصين لمصر في تنفيذ خططها للتنمية المُستدامة بما في ذلك “رؤية مصر 2030″، وتَطلُع بكين لتعزيز تعاونها مع القاهرة في مختلف القطاعات وعلى رأسها قطاع البنية التحتية. وأعلن “له جي” عن تقديم منحة لمصر بقيمة 100 مليون يوان لتنفيذ مشروعات تنموية مشتركة.
وأعرب عن دعمه لعمل الشركات الصينية في مصر، وحرصه على دفع مشاركتها في العديد من المشروعات خلال الفترة المقبلة، في إطار من تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
وتناول “له جي” جهود الصين في تعزيز الإصلاح الداخلي والانفتاح وما حققته بكين من نجاحات في هذا الصدد، مُشيرًا إلى المؤشرات الإيجابية التي حققها الاقتصاد الصيني وعلى رأسها تحقيق معدل نمو بلغ ٥٪ سنوياً.
وإلى ذلك، تحدث رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني عن موقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بضرورة وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات وتنفيذ حل الدولتين، مؤكدًا خطورة انعكاس الصراع في قطاع غزة على السلم والأمن الإقليمي.
وفي هذا السياق، نوّه إلى استضافة الصين للحوار بين الفصائل الفلسطينية بما يُساعد في إحلال السلام والعمل على توحيد الصف الفلسطيني، والتوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.