يستعد المتخصصون وهواة الفلك من مصر والمنطقة العربية وعدد من دول العالم، لرصد ومتابعة ظاهرة خسوف قمر"الحصاد العملاق" الجزئي وهو الخسوف الأخير للقمر لعام 2024، ويتفق توقيت وسطه مع اكتمال بدر شهر ربيع الأول للعام الهجري الحالي 1446.
وقال الدكتور ياسر عبدالهادي رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إن هذا الخسوف ستشاهد مراحله الأولى في سماء مصر قبل غروبه مع بداية شروق الشمس، حيث سيتمكن الراصدون من رؤية الخسوف بدءا من مرحلة الخسوف شبه الظلي الذي سيحدث في الساعة الثالثة و41 دقيقة و 7 ثوان بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة، صباح الأربعاء، ثم بداية الخسوف الجزئي في الساعة الخامسة و12 دقيقة و58 ثانية صباحا. وأضاف أنه سيتم كذلك رصد ذروة الخسوف والتي ستحدث في الساعة الخامسة و44 دقيقة و18 ثانية صباحا، حيث سيظلم جزء صغير من الطرف الأيمن لقرص القمر كما نراه في مصر. وتابع " سيتمكن الراصدون في مصر من متابعة نهاية الخسوف الجزئي والتي ستحدث في الساعة السادسة و15 دقيقة و38 ثانية صباحا ، فيما لن تتم رؤية آخر مرحلة من مراحل الخسوف وهي نهاية الخسوف شبه الظلي والتي ستحدث في الساعة السابعة و47 دقيقة و27 ثانية صباحا " . وأشار عبد الهادي إلى أن هذا الخسوف الجزئي ستكون مدته الكلية منذ بداية دخول القمر منطقة شبه ظل الأرض إلى خروجه منها من الجهة المقابلة 4 ساعات و6 دقائق ، بينما ستكون مدة فترة الخسوف الجزئي فقط منذ بداية دخول القمر منطقة ظل الأرض إلى خروجه منها من الجهة المقابلة ساعة و3 دقائق. ونوه إلى أن هذا الخسوف الجزئي لن يرى بالعين المجردة بل باستخدام التليسكوبات المتخصصة ، خاصة وأن ظل الأرض سيقوم بحجب نسبة 3،5 % من مساحة قرص القمر (ما يقابل 0.085 من طول قطره) عند بلوغه نقطة الذروة.
وذكر عبدالهادى أن الخسوف الجزئي للقمر سيرى كذلك في الأمريكتين وأجزاء من القارة القطبية الجنوبية وغرب المحيط الهندي والشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا والمحيط الأطلسي وشرق بولينيزيا. وأكد ان ظاهرة خسوف القمر ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض ، لافتا الى أنه يمكن الاستفادة من ظاهرتي الكسوف الشمسي والخسوف القمري للتأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية حيث أن الظواهر تعكس بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس. وحول سبب تسميته بـ"قمر الحصاد العملاق"، أوضح الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد أن بدر شهر ربيع الأول للعام الهجري 1446 سيكتمل في الساعة الرابعة و37 دقيقة صباح يوم الأربعاء متفقا مع خسوف القمر الجزئي ، وستبلغ نسبة لمعانه 100% وهو القمر العملاق الأول من ثلاثة أقمار عملاقة لهذا العام . وأضاف أن القمر يكون عملاقا عندما يتواجد في منطقة الحضيض في مداره حول الأرض ، وهي المنطقة القريبة نسبيا إلى الأرض، لذلك يبدو حجمه أكبر قليلاk ولمعانه أكثر إشراقا من المعتاد. وأشار إلى أن القمر سيشرق في ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي ، لافتا إلى أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقي لقرص القمر ، لذلك يبدو لنا القمر كما لو كان بدرا في الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر. ونوه إلى أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية باسم (قمر الذرة أو قمر الحصاد) لأنه يتم حصاد الذرة في هذا الوقت من العام ، وهو البدر الذي يحدث قرب الاعتدال الخريفي أيضا. وحول ظاهرتي كسوف الشمس وخسوف القمر، أشار الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد إلى أن كسوف الشمس هو وقوع ظل القمر على الأرض ويحدث نهارا، وأن خسوف القمر هو وقوع ظل الأرض على القمر ويحدث ليلا. وأضاف أن كسوف الشمس (سواء كلي أو جزئي أو حلقي) لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر محاقا، أي عندما يكون القمر بين الشمس والأرض (ليسقط ظل القمر على الأرض)، وخسوف القمر لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر بدرا، أي عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر (ليسقط ظل الأرض على القمر) . وتابع " بناء على ذلك فإن كسوف الشمس وخسوف القمر تكون الفترة بينهما دائما حوالي أسبوعين، وهي الفترة التي تفصل بين المحاق والبدر".
يذكر أن الكرة الأرضية ستشهد آخر كسوف للشمس لعام 2024 يوم الأربعاء 2 أكتوبر القادم وهو من النوع الحلقي ولن يرى في مصر والمنطقة العربية، وتتفق ذروته مع اللحظة التي تسبق ميلاد هلال شهر ربيع الآخر لعام 1446ه. وحدث خسوف القمر الأول في العام الحالي 2024 يوم الاثنين 25 مارس الماضي، وكان من النوع "شبه ظلي" ،ولم يتم رؤيته في مصر والمنطقة العربية.
