الأزواج الذين يعانون من العقم الثانوي بسبب المشاكل الوراثية يلدون أطفالًا أصحاء بمساعدة عيادة اي في اي
كتب : شيماء حسن
كثير من الأزواج يعانون من حالة طبية يطلق عليها "العقم الثانوي" والذي يعني صعوبة حدوث حمل ثان بعد إنجاب الطفل الأول، فتتكرر محاولات الأزواج لحدوث حمل جديد بشكل طبيعي دون فائدة، حيث تنشأ هذه الحالة لعدة أسباب مختلفة بعضها يخص الجانب الذكوري للزوج، وفي حالات أخرى يرتبط بالجانب الأنثوي للزوجة، وتعد العوامل الوراثية أحد هذه الأسباب وفقاً لما ذكرته عيادة اي في اي ميدل ايست للخصوبة.
وهذا ما واجهته امرأتان متزوجتان في الثلاثينيات من العمر، واللتان توجهتا لطلب الاستشارة والمساعدة من اي في اي ميدل ايست بهدف الحصول وإنجاب طفل يتمتع بصحة جيدة، أحدهما تبلغ من العمر 35 عاماً والأخرى في الـ 31 من العمر.
بدأت عيادة اي في اي ميدل ايست، والتي تدير أحدث العيادات في كل من أبوظبي ودبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي مسقط في سلطنة عمان، البحث في التاريخ العائلي لكلا الزوجتان على حدة، وبالبحث وأخذ التاريخ العائلي وجد أن الزوجة التي تبلغ من العمر 35 عامًا متزوجة من ابن عمها من الدرجة الثانية. مع تقارب الوالدين من الدرجة الأولى من ناحية الزوجة، وقد حملت ثلاث مرات في الماضي وكانت النتيجة ولادة اثنان من الثلاثة (الأول والثالث) بإعاقة ذهنية. وبالنسبة للطفل الثاني فقد انتهى الحمل قبل الأوان بموت الجنين داخل الرحم. تلى ذلك خضوع الزوجان لعدة علاجات من تلقيح صناعي وحقن الحيوانات المنوية داخل الرحم والتي أفضت جميعها للفشل.
أما بالنسبة للزوجة الثانية والتي تبلغ من العمر 31 عامًا، وبأخذ التاريخ العائلي وجد أنها متزوجة أيضا من ابن عمها من الدرجة الثانية، ولديها صلة قرابة ثنائية من الوالدين من الدرجة الأولى، فقد واجهت عدة حالات من الإجهاض المتكرر وحدوث حمل خارج الرحم بعد حصولهم على الحمل الأخير بالرغم من خضوعهم لعمليات التلقيح الصناعي في عيادة أخرى.
وقالت الدكتورة لورا ميلادو أخصائية التلقيح الاصطناعي في اي في اي ميدل ايست أبوظبي: "جاءت الزوجة الأولى إلى عيادتنا في أبوظبي والتي ترغب في الحمل مرة أخرى. وبعد إجراء التحاليل والفحوصات الطبية واستنادًا إلى التحليل الوراثي الشامل على الأطفال، أوصينا لها بالخضوع لعلاج التلقيح الاصطناعي من خلال الاختبار الوراثي قبل الزرع (PGT-A) لتفادي اختلال الصيغة الصبغية وعمل PGT-M للاضطراب أحادي المنشأ لطفرات الجينات".
أضافت الدكتورة لورا: "أما بالنسبة للزوجة الثانية فقد قمنا بإجراء اختبارًا جينيًا لمعرفة مدى التوافق بسبب زواج الأقارب. وجاءت النتائج المجمعة إيجابية بالنسبة لطفرة (اعتلال الدماغ الجليسيني للجينGLDC مما يعني أن كلا الزوجين يحملان هذه الطفرة الوراثية. لهذا أوصينا بالخضوع لعلاج التلقيح الاصطناعي باستخدام PGT-A لعلاج اختلال الصيغة الصبغية و PGT-M للاضطراب أحادي المنشأ للجين GLDC".
لقد تم تطوير فحصPGT وتصميمه للكشف ومنع انتقال الأمراض الخطيرة إلى الأجنة الناجم عن التعديلات الجينية والكروموسومية في الأجنة وذلك قبل زرعها للتأكد من ولادة أطفال أصحاء خاليين من الأمراض الوراثية.
وبالفعل تم إجراء عملية نقل الأجنة المجمدة إلى الأم البالغة من العمر 35 عامًا في عيادة اي في اي ميدل ايست في أكتوبر 2018 بعد خضوعها لعلاج IVF / ICSI من خلال التشخيص الوراثي قبل الزرع (PGD) للاضطرابات الوراثية وهي الآن أم لابن بصحة جيدة وُلد في يونيو 2019.
وخضعت الأم البالغة من العمر 31 عامًا لدورتين من علاجات التلقيح الاصطناعي باستخدام PGT-A و PGT-M في أبريل 2016 ويونيو 2018. وأنجبت ابنة سليمة في عام 2016 وابنًا سليمًا في عام 2019 .
وختمت الدكتورة لورا قائلة: "الحقيقة أننا فخورين بنجاح تلك الحالتين وسعداء أننا كنا جزءا في رحلة تحقيق حلمهم. حيث تظهر من خلال حالاتهم أنه لا يجب على الأزواج الذين يعانون من ظروف العقم الصعبة، سواء الابتدائية أو الثانوية فقد الأمل أبدا ويتمسكوا بحلمهم، حيث لايزال حلمهم بإنجاب طفل سليم في متناول اليد. فنظرًا للتطورات الحاصلة في مجال الطب الإنجابي، فلقد بات باستطاعتنا تقديم المزيد من المساعدة للأزواج لبدء رحلة الأبوة والأمومة، وهذا هو هدفنا في عيادة اي في اي ميدل ايست باعتبارها واحدة من العيادات الرائدة في المنطقة المتخصصة في مجال الطب الإنجابي، ونحن ملتزمون تمامًا بتحقيق نتائج إيجابية في صميم ما يرغب فيه الأزواج".