كتب: بيتر نبيل
شهدت صناعة التكنولوجيا خلال العامين الماضيين تحولاً جذرياً مع دخول الذكاء الاصطناعي التوليدي الى صميم خدمات البحث والمحتوى. وبينما تواصل Google تطوير وضع AI Mode داخل محرك البحث، يتأثر عالم SEO بشكل مباشر، في وقت يفرض فيه ChatGPT نفسه كمنصة تقدم محتوى واجابات تتفوق احياناً على نتائج البحث التقليدية.
جوجل: البحث لم يعد قائماً على الروابط فقط
مع اطلاق Google لوضع AI Mode، اصبح محرك البحث يعتمد على تحليل السؤال وتقديم اجابات جاهزة وملخصات مع دعم اسئلة المتابعة.
هذه الخطوة تعني ان صفحة النتائج تتحول تدريجياً من قائمة روابط الى منصة معلومات جاهزة، وهو ما يقلل اعتماد المستخدم على المواقع الخارجية في بعض السيناريوهات.
وتقول Google ان هدفها هو تقديم "تجربة تعتمد على الفهم العميق للسياق وليس الكلمات المفتاحية فقط"، وهو ما يعكس انتقالاً واضحاً من نموذج SEO القديم الى نموذج يعتمد على جودة المحتوى، المصداقية، وتنوع المصادر.
SEO: قواعد اللعبة تتغير
المؤشرات الحالية توضح ان معايير SEO التقليدية — مثل الكلمات المفتاحية، الطول، وعدد الروابط — لم تعد كافية لضمان الظهور.
اصبح على اصحاب المواقع التركيز على:
تقديم محتوى موثق ومباشر
استخدام مصادر واضحة
تبسيط المعلومات
تقديم اجابات حقيقية للسؤال
محركات البحث، خصوصاً مع AI Mode، باتت تقرأ المحتوى كفكرة كاملة وليس كمجموعة كلمات.
وهذا التحول يعني ان المواقع التي تعتمد على "حشو الكلمات" او اعادة صياغة محتوى موجود ستتراجع بشكل كبير.
ChatGPT: المنافس غير المباشر للبحث
في المقابل، اصبح ChatGPT منصة رئيسية للمستخدمين الذين يبحثون عن اجابات سريعة او تحليل كامل.
النموذج يقدم اجابات بدون اعلانات، وبدون اربع صفحات نتائج، ويتيح توليد محتوى فوري قد يغني المستخدم عن فتح مواقع متعددة.
هذا الدور جعل صناع المحتوى يعيدون التفكير في طريقة كتابة المعلومات، حيث اصبح عليهم تقديم ما لا يستطيع الذكاء الاصطناعي توليده بسهولة:
التحقيقات، التحليلات العميقة، البيانات الحصرية، وتجارب المستخدم المباشرة.
من يربح في النهاية؟
السباق بين Google وChatGPT لا يبدو انه سيتوقف قريباً.
Google تمتلك اكبر قاعدة بيانات وبنية بحث، بينما ChatGPT يتفوق في التفاعل وصياغة الاجابات.
اما SEO فهو في مرحلة انتقالية، يتحول فيها من قواعد ثابتة الى منظومة ترتكز على القيمة الحقيقية للمحتوى.
وفي النهاية، المستفيد الاكبر هو المستخدم الذي يحصل على تجارب بحث ومحتوى اكثر ذكاءً، بينما يظل التحدي الحقيقي امام المواقع هو القدرة على التكيف مع هذا التغيير السريع.








