كتب : نهله مقلد
أصدرت شركة "جينيتك" (Genetec Inc.)، المتخصصة في توفير تكنولوجيا الحلول الأمنية الموحدة والسلامة العامة وعمليات استقصاء الأعمال التجارية، أفضل خمس توقعات لقطاع الأمن المادي في عام 2020.
الذكاء الاصطناعي: فصل الحقائق عن الخيال
أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) مُصطلحاً منزلياً، لكنه بعيد عن كونه حقيقة منزلية. بينما تقوم الآلات بخطوات هائلة إلى الأمام، فإنها غير قادرة على التفكير أو التصرف مثل البشر. إن ما يجيدونه حقاً هو البحث عبر كميات هائلة من البيانات لتوفير رؤى أعمق لمساعدة البشر على اتخاذ قرارات بناءة بسرعة وكفاءة أكبر. يمكننا التوقع في عام 2020 بأن يستمر التعلم الآلي في تحقيق خطوات كبيرة في قطاع الأمن، وذلك عن طريق مساعدة المدن ومنفذي القانون على نشر مواردهم المادية بشكل أكثر كفاءة استناداً إلى الاتجاهات المتوقعة في الجريمة. سيكون التعلم الآلي أيضاً عاملاً في مساعدة أنظمة التعرف على لوحات السيارات بأن تصبح أفضل من أي وقت مضى عند التعرف على الأشخاص، ورفض القراءات السيئة، والتعرف على حالة أصل اللوحة وأكثر من ذلك.
التعرف على الوجه والخصوصية
يرى بعض الأشخاص بأن نشر تقنية التعرف على الوجه أو التحليلات الأخرى التي تمكننا من تحديد الأفراد وتتبع تحركاتهم وسيلة قوية لتعزيز الكفاءة والأمان، بينما يرى آخرون هذا الأمر على أنه انتهاك لخصوصية الأفراد. ومع انتقالنا إلى عام 2020، سيحتاج المطورون والباحثون إلى العمل جنباً إلى جنب مع الهيئات المُنَظِمة، مع الاستمرار في تحسين التكنولوجيا للقضاء على التحيزات. ستساعد الحلول المطورة باستخدام نهج الخصوصية حسب التصميم على تقليل المخاوف وزيادة الحماية.
إدارة الهوية الشخصية
تحتاج المنظمات ذات الأحجام المختلفة إلى التحكم في الوصول لمنشأتها ومرافقها. حيث يتعين على الشركات التي لا تملك ميزانية للاستثمار في التطبيقات المخصصة المُكلفة إلى الاعتماد على العمليات التي لا يمكن تعقبها وتؤدي إلى الكثير من التفاعلات البشرية لمنح وإلغاء الوصول للمرافق والمنشآت الآمنة الخاصة بهم. يتطلب تتبع الوصول على الأساس الفردي قدراً كبيراً من الوقت والطاقة من عناصر الأمن والموظفين والزوار.
لحسن الحظ، في عام 2020، سينتج عن التفكير خارج الصندوق إيجاد حلول لانتقال مزيد من المنظمات الصغيرة والمتوسطة الحجم إلى أنظمة إدارة الهوية المعتمدة على السحابة والتي يمكن تنفيذها بسهولة. بينما ستساعد حلول إدارة الهوية والوصول المادية (PIAM) الأكثر تكلفة المؤسسات على تأمين وحماية أنظمتها ومنشآتها من خلال إدارة طلبات الوصول بشكل فعال المعتمدة على هوية الفرد والسياسات الأمنية للمؤسسة. كما يمكنهم أيضاً التأكد من أن هؤلاء الأفراد فقط لديهم أحقية الوصول إلى منطقة آمنة، ويمكنهم القيام بذلك عن طريق إدارة وأتمتة العملية.
تحسين حماية البيانات عن طريق البلوك تشين (Block Chain)
ترتبط البلوك تشين عادةً بالعُملة المشفرة، إلا أنها تُستخدم بشكل متزايد في القطاعات الأخرى. في الواقع، إنها طريقة غير مدمرة لتتبع تغييرات البيانات مع مرور الوقت. وعند استخدامها كتقنية أمنية، يمكن أن يمنع البلوك تشين العبث بالفيديو وأدلة التحكم في الوصول بالإضافة إلى أنظمة إدارة الهوية. وذلك بسبب قدرتها على تتبع مسار التفاعلات في الملفات الرقمية، كما يمكنها تحديد ما إذا كان قد تم العبث بالملف، ثم تقديم معلومات حول مكان وزمن حدوث التلاعب. وهذا أمر قوي بشكل لا يصدق عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على السلسة وضمان عدم التلاعب بالبيانات الأمنية.
نشهد بالفعل استخدام البلوك تشين من قبل المؤسسات العالمية التي تبحث عن تقنية تدعم أنظمتها الأمنية. ومع زيادة التعرف على فوائد البلوك تشين على نطاق واسع، سيبدأ آخرون باستخدامها لحماية والحفاظ على سلامة كل من بيانات التشغيل والأمان الخاصة بهم.
استمرار التركيز على الأمن الإلكتروني
سيبقى الأمن الإلكتروني يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لصناعة الأمن المادي في عام 2020. ومع قيام الشركات بجمع المزيد من البيانات، سيكون لديها المزيد من هذه البيانات لحمايتها. وفي يومنا هذا، تعمل الهيئات الإدارية والمصنعون المسؤولون بشراكة حقيقية مع الباحثين الأكاديميين وخبراء التكنولوجيا والمدافعين عن الحقوق المدنية وقادة الصناعة لتنظيم استخدام التكنولوجيا، والتي من المحتمل أن تكون متدخلة أو منتهكة للأمور الشخصية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية البيانات من الاختراق. ولن تتعزز هذه الشراكات إلا في عام 2020.
بالإضافة إلى مساعدتهم في توجيه التشريعات والضوابط القانونية، سيحتاج المصنِّعون إلى الاستثمار بكثافة في الأمن الإلكتروني من خلال بناء وسائل حماية في منتجاتهم. أما بالنسبة لجميع المعنيين، سيكون الهدف هو تعزيز الأمن مع حماية الخصوصية الفردية والحريات المدنية. وإذا تم تنفيذ هذه الأمور بشكل صحيح، سنكون قادرين بالحصول على كليهما في نفس الوقت.