وزير هندي ينتقد بشدة تعثر الشركات الوطنية امام الصين

  • تسعى الهند جاهدة للحاق بركب الابتكار التكنولوجي العالمي، إلا أن الطريق يبدو محفوفًا بالتحديات، في وقت تواصل فيه الصين توسيع هيمنتها في هذا المجال الحيوي.

    خلال فعالية اقتصادية مؤخرًا، انتقد وزير التجارة الهندي، بيوش غويال، أداء رواد الأعمال في بلاده، معتبرًا أن ابتكاراتهم تقتصر على تطبيقات توصيل الطعام، في حين تسير الشركات الصينية الناشئة بخطى سريعة نحو تطوير تقنيات حيوية مثل بطاريات التنقل الكهربائي، بحسب تقرير نشره موقع "restofworld" واطلعت عليه "العربية Business".

    وجّه غويال انتقادات لاذعة، مشيرًا إلى أن الشباب الهندي يُوظف في أعمال بسيطة لخدمة الأثرياء بدلاً من التوجه نحو الابتكار الحقيقي، وهو ما أثار موجة من الجدل بين أوساط رواد الأعمال والمستثمرين الذين ألقوا باللوم على البيروقراطية والقيود التنظيمية، خاصة ما يتعلق باستيراد معدات التكنولوجيا.

    "أبل" تسعى لتجميع معظم هواتف آيفون في الهند بحلول نهاية 2026هواتف ذكيةأبل"أبل" تسعى لتجميع معظم هواتف آيفون في الهند بحلول نهاية 2026

    ويرى خبراء أن جذور المشكلة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، عندما اختارت الصين الاستثمار المكثف في التصنيع، فيما ركزت الهند على قطاع الخدمات.

    واليوم، تسيطر الصين على نحو 30% من الناتج الصناعي العالمي، مقارنة بـ3% فقط للهند.

    ابتكار محدود واستثمارات ضئيلة

    ورغم أن الهند تُعتبر من بين أكبر مصادر تمويل الشركات الناشئة في العالم، إلا أن إنتاجها في مجالات التصنيع المتقدم والذكاء الاصطناعي لا يزال محدودًا.

    ويقول براناي كوتاستان، من مؤسسة "تاكشاشيلا" البحثية، إن الهند تفتقر إلى البراعة التصنيعية المتراكمة لدى الصين، ما يجعل تحويل الأفكار إلى منتجات قابلة للتسويق أمرًا أكثر صعوبة.

    وتعتمد الحكومة الهندية حاليًا على القطاع الخاص لتولي زمام الابتكار، في إطار مبادرات مثل مشروع "IndiaAI" لتحفيز تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.

    إلا أن هناك تحديات حقيقية تتعلق بضعف الاستثمارات في البحث والتطوير، إذ لا يتجاوز إنفاق الهند على هذا القطاع 0.64% من ناتجها المحلي الإجمالي، مقارنة بـ2.4% في الصين و3.5% في أميركا.

    فرص قائمة رغم التأخر

    الهند، رغم كل العوائق، لا تزال بيئة غنية بالمواهب التقنية.

    وتشير التقارير إلى أن أكثر من 20% من مهندسي تصميم أشباه الموصلات في العالم هم من الهنود.

    كما أن شركات عالمية كبرى مثل "إنتل" و"إنفيديا" و"كوالكوم" تستثمر في مراكز الأبحاث والتطوير بالهند.

    لكن التحدي الأكبر يتمثل في احتفاظ الصين بمعظم كفاءاتها العلمية محليًا، بينما تخسر الهند نخبتها لصالح الولايات المتحدة وأوروبا.

    ومع تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، بدأت الهند تحصد بعض المكاسب، مع إعلان شركات مثل "مايكروسوفت" و"أمازون" عن ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي داخل البلاد.

    رهان جديد على تصنيع الرقائق

    تحاول الهند الدخول بقوة إلى قطاع أشباه الموصلات، وهو مجال استراتيجي حاسم، عبر استثمارات تتجاوز 11 مليار دولار في مشاريع ضخمة، من بينها منشآت لصناعة الرقائق الإلكترونية بقيادة مجموعة "تاتا" وشركة "ميكرون" الأميركية.

    لكن رغم هذه الجهود، يرى محللون أن الهند بحاجة إلى مضاعفة استثماراتها في البحث العلمي وتقديم دعم حكومي أوسع للقطاع الخاص، على غرار ما فعلته الصين قبل سنوات، إذا كانت تطمح بالفعل لمنافسة العملاق الآسيوي.

    في ختام قمة تكنولوجية مؤخراً، أبدى ناندان نيلكاني، رئيس مجلس إدارة شركة إنفوسيس، تفاؤله بإمكانات الهند، مشيرًا إلى أن التحول الرقمي خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية يشكل قاعدة صلبة للانطلاق.

    وقال نيلكاني: "بناء النماذج ممكن للجميع، لكن الفارق الحقيقي يكمن في جودة البيانات وكيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال".

     

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن