تقنيه جديده لكشف السرطانات في مهدها

  •  

    يعرف بعض العلماء السرطانات بأنها أمراض وراثية تنشأ بسبب طفرات وراثية تدفع الخلايا إلى الانقسام والنمو بصورة غير متحكم فيها. وعلى الرغم من تطوير بعض العلاجات التي تستهدف هذه الطفرات، مثل مادة هيرسيبتين التي تعالج بعض حالات سرطان الثدي، لكنها تظل نادرة، إذ يعتمد الأطباء في علاج السرطانات حاليًا بصورة أساسية على العلاجات الكيميائية والإشعاعية ذات التأثيرات الجانبية العديدة التي تضر خلايا الحسم السليمة، بالإضافة إلى أن بعض المرضى لا يستجيبون لهذه العلاجات.

    وشارك في الدراسة أكثر من 1300 باحث من جميع أنحاء العالم، وحللوا 2658 جينوم لنحو 38 نوعًا من السرطانات، ومن أهمها سرطان الكبد وسرطان الثدي. وقال مارسين سيسليك، العالم في مجال مورثات للسرطان أن الدراسة الجديدة تمتاز بضخامتها وشمولها ودقتها الكبيرة.

    وتتفوق الدراسة الجديدة على الدراسات السابقة التي درست الإكسوم فحسب، وهو جزء من الحمض النووي المشفر ولا يمثل سوى 2% من جينوم الأورام السرطانية. واقتصرت الدراسات السابقة على خطوة دراسة الإكسوم بسبب سهولتها وانخفاض تكلفتها لكنها أغفلت طفرات أخرى عديدة في الحمض النووي غير المشفر تؤثر بصورة كبيرة على نمو الخلايا السرطانية، ولذا اهتمت الدراسة الجديدة به.

    واكتشفت الدراسة آلاف الطفرات المحركة الجديدة في جينوم السرطانات وخاصةً في الجزء غير المشفر من الحمض النووي بالإضافة إلى أكثر من 80 عملية تؤدي إلى تكوين هذه الطفرات، وترتبط هذه العمليات بظروفٍ مختلفة بعضها موروث وبعضها مكتسب نتيجةً لظروف مرتبطة بأسلوب المعيشة مثل التدخين. ويساعد نمط هذه الطفرات وموقعها في تشخيص بعض السرطانات التي لا تستطيع وسائل التشخيص التقليدية اكتشافها.

    وأضافت الدراسة أن بعض السرطانات تبدأ في التكوّن قبل عقودٍ من اكتشافها، حتى أن بعضها يبدأ في التكون في مرحلة الطفولة ولا يستطيع الأطباء تشخيصها سوى في مرحلة متأخرة. وأوضحت أيضًا أن السرطانات تختلف فيما بينها في عدد الطفرات المسببة لها، فتتضمن بعض السرطانات في الأطفال عدد قليل جدًا من الطفرات، بينما تتضمن بعض سرطانات الرئة أكثر من 100 ألف طفرة.

    وتنوعت الطفرات المحركة الجديدة التي اكتشفت الدراسة، إذ كان بعضها عبارة عن تغيير قاعدة واحدة من الثلاث قواعد المكونة للشفرة الوراثية، وبعضها نشأ بسبب إضافة جزء جديد إلى شريط الحمض النووي والبعض الآخر نشأ بسبب حذف جزءٍ منه. وقال خواكيم ويشينفيلدت، الأستاذ في جامعة كوبنهاجن، أن الدراسة أوضحت أن بعض السرطانات التي تنشأ في أماكن مختلفة في الجسم تتشابه في الطفرات المحركة المسببة لها. ويعني ذلك إمكانية استخدام علاج موحد لهذه السرطانات المتشابهة.

    وقال لينكولين شتين، العالم في معهد أونتاريو لأبحاث السرطان «الدراسة الجديدة تساعد في تشخيص بعض السرطانات التي يصعب تشخيصها بالوسائل التقليدية والتشخيص المبكر للسرطانات خلال مراحل تكوّنها قبل ظهور أي أعراض وتطوير علاجات دقيقة وفعالة استنادًا إلى الطفرات المحركة المسؤولة عن كل سرطان.»



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن