تشكل عملية التوسع في نشر خدمات الإنترنت فائق السرعة " البرود باند" وزيادة قاعدة المستخدمين بمثابة حجر الأساس في عملية التحول الرقمي التي تنادي بها القيادة السياسية منذ سنوات في قفزة نوعية ايجابية نحو تحسين مستوى المعيشة للمواطن وانتقال مصر إلى صفوف الدول المتقدمة ووضعها على الخريطة العالمية للدول المساهمة في الإنتاج الإبداعي التكنولوجي .
ويبلغ إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت المحليين حاليا نحو 62 مليون مستخدم ويصل معدل انتشار الإنترنت كما أن 7.36 ساعة هو متوسط عدد الساعات التي يقضيها المصريون على الإنترنت عموماً، منها نحو 4.20 ساعة عبر الهاتف المحمول، فضلاً عن 68% نسبة استخدام الهواتف المحمولة في التصفح عبر الإنترنت في مصر "باستثناء استخدام التطبيقات" من إجمالي المتصفح .
من المهم أن نعلم أننا ما زلنا في خط البداية لنشر خدمات "البرود باند " إذ لا يتجاوز عدد المشتركين بهذه الخدمة نحو 9.5 مليون مشترك " رسمى " في 2021 ، بما يعادل 10 % من إجمالي عدد السكان بزيادة سنوية 1.51 مليون مشترك جديد وبمعدل نمو سنوي 18.9% ، وبالتالى فان الفرص المتاحة في هذا المجال تعادل تقريبا نفس الفرص التي حظي بها سوق الاتصالات المحمولة في بدايته منذ أكثر من نحو عشرين عاما تقريبا وتكاد تصل معدلات النمو السنوية إلى 45 % وهو بمثابة الكنز الذي لا نعرف لماذا لا نقوم بالاستفادة منه !!
ومؤخرا كشفت " المصرية للاتصالات " عن تقديم باقات الإنترنت المنزلي المجانية لجميع عملائها خلال شهر ديسمبر الحالي ، حيث تمنح جميع العملاء 20 جيجا بايت مجانية احتفالا بأعياد رأس السنة الميلادية، ورغبة منها للوصول لأعلى مستوى من رضا العملاء، وستواصل المصرية للاتصالات تقديم العديد من المفاجآت والهدايا للحفاظ على صدارتها في تقديم خدمات الاتصالات المميزة وزيادة مستوى رضا عملائها، وتقوم الشركة بإضافة الـ 20 جيجا بايت الهدية بمجرد تجديد الباقة لتكون صالحة لمدة ثلاثين يوماً حيث أكد المهندس عادل حامد العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمصرية للاتصالات أن الشركة تسعى بشكل مستمر لتلبية احتياجات عملائها المتطورة من خدمات الاتصالات المتميزة بما يتماشى مع استراتيجية الشركة في التحول إلى أول مشغل متكامل لخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر .
ويالطبع يمكن النظر إلى هذه الخطوة الإيجابية من جانب المصرية للاتصالات WE " انه محاولة جادة لتلبية طلبات الرأى العام من خدمات للإنترنت تضاهي ما نلمسه فى الكثير من الدول المتقدمه سواء على مستوى جودة متميز للإنترنت أو الأسعار وتنافسي وفقا لمستوى احتياج واستخدام الأفراد ومؤسسات أعمال حيث لم تعد الإنترنت أداة ترفيهية بل باتت العصب الرئيسي للكثير من الأعمال المرتبطة بها بصورة وثيقة جدا لاسيما مع إعلان الشركة ، مؤخرا ، زيادة بنسبة 60٪ في سعات الشبكة الدولية مع رفع كفاءة الشبكة الرئيسية بنسبة 40٪ والانتهاء من تركيب الالاف من كبائن الإنترنت بالإضافة لزيادة عدد وصلات" FTTH " بنسبة 11٪ وهو ما يشكل اسلوبا عمليا من اجل المعالجة الجذرية لمستوى الخدمة ورفع كفاءتها وهو ما انعكس في زيادة سرعة الإنترنت الأرضي بأكثر من 7 أضعاف، لتسجل45.9 ميجابت / ثانية في أكتوبر 2021 مقارنة بـ 6.5 ميجابت/ ثانية في يناير 2019 لتصبح مصر فى المركز الرابع على مستوى أفريقيا مقارنة بالمركز الأربعين في يناير 2019 كما حصلت الشركة المصرية للاتصالات على لقب أسرع شبكة إنترنت أرضي في شمال أفريقيا .
وبصرف النظر عن التغير الكبير الذي شهدته الشركة المصرية للاتصالات " WE” ، بعد حصولها على ترددات الجيل الرابع لتقديم خدمات المحمول " 4G " ودخولها لمشغل متكامل لخدمات الإنترنت والاتصالات ، ورغبتها في الاستحواذ على 15 % من إجمالي حجم سوق الهاتف المحمول ونحو 80% من سوق خدمات البرود باند ، فإن حديثنا هنا سيحول أن يركز عن مستقبل " المصرية للاتصالات " وكيفية مخاطبتها لعملائها الحاليين والجدد.
فالناظر للأنشطة المصرية للاتصالات فإننا نستطيع أن نحدد مجالين أساسيين للشركة أولهما مجال بناء البنية التحتية ، والتي تعد بمثابة العمود الفقري الرئيسي لقطاع الاتصالات والإنترنت وخدمات المعلومات ورغم الجهود التي قامت بها الشركة "المصرية للاتصالات" وضخ استثمارات مالية تناهز الـ 26 مليار جنيه خلال السنوات الخمسة الماضية إلا أننا نتطلع أن تستطيع الشركة ان توفر ضعف حجم هذه الاستثمارات المالية لمواجهة حجم الانفاق المطلوبة لتلبية الطلب المتنامي على البنية التحتية الأساسية لشبكة الاتصالات ، لكونها هى الجهة الوحيدة المرخصة لها حتى الان بحكم القانون ببناء البنية التحتية ، فحجم الاستثمارات ، التي حددتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منذ 5 سنوات كانت تناهز الـ 60 مليار جنيه كأستثمارات حكومية لتحسين البنية التحتية للانترنت ، ومن ثمة تاتى اهمية التركيز بقوة على دعم دور " المصرية للاتصالات " فى بناء البنية التحتية التى تعتمد على استبدالها بكوابل النحاس كوابل الالياف الضوئية.
وهنا يمكن أن تنمي الشركة أرباحها في ظل الطلب الكبير على البنية التحتية وسعات وسرعات أعلى للإنترنت فكل إنفاق في هذا المجال هو استثمار مضمون العائد وسينعكس بالتاكيد إيجابيا على العائدات المالية للشركة خاصة إذا نجحت في أن تكون نواة استراتيجية لتحول مصر إلى مركز إقليمي لصناعة كوابل الألياف الضوئية عبر مشروع تنمية محور قناة السويس لاسيما أنه ليس من مصلحة "المصرية للاتصالات" دخول مشغل جديد للبنية التحتية ، وإن كان هذا أمر يصعب تحققه على أرض الواقع في ظل البيروقراطية الحالة فى المحليات والجهات الحكومية المعنية ، ولذا عليها التركيز بقوة فى هذا المجال وبناء بنية تحتية رقمية حديثة لمصر على غرار الدور الذى تقوم به شركة " بريتش تيليكو " على سبيبل المثال فى بريطانيا .
كذلك فان المحور الثانى الذى تعمل به الشركة الان هو مجال التجزئه ،من خلال بيع خطوط الهواتف الثابته ، اذ لديها نحو 10.5 مليون مشترك ، بجانب 75 % من سوق خدمات البرود باند وما يقرب من 22 مليون خط محمول من حصتها فى شركة فودافون مصر ، بالإضافة لنحو 5 ملايين خط محمول، نجحت في تسويقها مؤخرا ، وهنا ربما الإشكالية غير واضحة للكثير من المتابعين إذ نستطيع أن نتفهم رغبة الشركة في تطوير وتحسين منتجاتها مع التحول إلى مشغل متكامل لخدمة عملائها ، بعد الحصول على رخصة " 4G "، ولكن في الحقيقة الشركة ما زالت تعتمد على الشبكات الحالية لمشغلي المحمول " التجوال المحلي ، ومن ثمة لن يمكننا الحديث عن تحسين مستوى الخدمة كمطلب رئيسي أو تخفيض الأسعار إلا بعد نجاح الشركة في استكمال بنيتها التحتية من شبكة محطات المحمول بصورة شبه كاملة وهو ما تعمل الشركة على الانتهاء من تنفيذه في أقرب وقت .
ومن ثمة أن التحرك الإيجابي من جانب " المصرية للاتصالات "نحو نشر خدمات الإنترنت فائق السرعة ، بمستويات جودة عالية هو فى الحقيقة أمر يتسق تماما مع الاحتياجات الحالية والمستقبلية من خدمات الإنترنت ، مع دخول أكثر من 1.5 مليون مستخدم جديد سنويا ، للانتقال إلى مفهوم " الاقتصاد الرقمي " ناهيك عن التوسع العمراني الكبير الذي شهدناه في السنوات الأخيرة والمتوقع تضاعفه في السنوات العشر القادمة بعد التخطيط الإقليمي الجديد للمجافظات واتساع رقعتها الجغرافية .