بقلم / خالد حسن
ووفقا لدراسة حديثة صدرت عن المنظمة العربية للتنمية الإدارية فأن هناك أكثر من 500 معهد لتأهيل الكوادر البشرية فى مجال التكنولوجيا بالدول العربية وإذا كنا نرى أن تنامى هذه الظاهرة يكشف عن تزايد الوعى بأهمية دور التكنولوجيا فى التأهيل المستقبلى للطلبة والأيدى العاملة بما يتواكب مع احتياجات السوق إلا أن ما يؤسفنا حقنا أن تحاول الكثير من تلك المعاهد استخدام لفظ " التكنولوجيا " كنوع من الجذب للطلبة ليلتحق بالمعهد ودفع الرسوم المالية المقررة فقط ومع بدء الدراسة يجد نفسه بعيدا كليا عن التكنولوجيا وإذا كانت بعض تلك المعاهد تهتم بالتكنولوجيا فأن هذا لا يتجاوز مجرد التعليم النظرى بسبب عدم وجود مراكز تدريبية متخصصة أو مدربين قادرين على تأهيل الطلبه بالمستوى المطلوب .
وفى ظل الاهتمام الكبير الذى توليه القيادة السياسية وعلى راسها الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية واطلاقه ، منذ عامين ، المبادرة التدريبية رواد تكنولوجيا المستقيل لتاهيل 5 الاف شاب سنويا على احدث التقنيات فى مجال تكنولوجيا المعلومات واطلاقه ، مؤخرا ، مبادرة تدريب وتاهيل 10 الاف شاب مصرى وافريقى فى مجال صناعة الالعاب الالكترونية وتطبيقات المحمول فانه من المهم ان نتوقف قليل لقراءة وتحليل ما تتضمن التقرير السنوى العاشر للاتحاد الدولى للاتصالات " ITU " بشأن قياس مجتمع المعلومات وتسليط الضووء على اتساع الفجوة فى نقص الكوادر التكنولوجية بالدولة النامية مقارنة بنظيرتها المتقدمة .
فى البداية يؤكد التقرير انه اصبح لدي الكثير من الناس وسيلة للنفاذ إلى الإنترنت، بل ويستعملونها ومع ذلك، فإن هناك حاجة إلى مهارات أفضل في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتوصيل الناس في كل مكان، وفي نفس الوقت، انخفضت أسعار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على الصعيد العالمي في العقد الأخير وكان لتحسين التنظيم وعملية وضع السياسات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دوراً محورياً في تهيئة الظروف لتحقيق هذا الانخفاض في الأسعار، بما يضمن وصول جزء من المكاسب المتعلقة بالكفاءة من جراء زيادة اعتماد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى المستهلكين.
يبين التقرير أن هناك استمراراً في الاتجاه التصاعدي العام في النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستعمالها. والأمر الأكثر أهمية هو أن العالم تجاوز خط المنتصف بالنسبة لاستعمال الإنترنت حيث أصبحت نسبة مستعملي الإنترنت 51,2 % من سكان العالم بحلول نهاية عام 2018.
وعن مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل المستقبل اكد التقرير ان الافتقار إلى مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أو عدم كفايتها يعد من العوائق الرئيسية أمام الأفراد للنفاذ إلى الإنترنت. وتبين بيانات الاتحاد وغيرها من مصادر البيانات القُطرية القابلة للمقارنة أن هناك فجوات كبيرة بشكل عام في المهارات اللازمة. ويفتقر ثلث الأفراد إلى المهارات الرقمية الأساسية، مثل نسخ الملفات أو المجلدات أو استعمال أدوات النسخ واللصق؛ وتبلغ نسبة من يملكون المهارات العادية مثل تثبيت البرمجيات أو تشكيلها أو استعمال المعادلات الأساسية في جداول البيانات 41 % فقط؛ وتبلغ نسبة من يستعملون لغة متخصصة في كتابة البرامج الحاسوبية 4 % فحسب.
ويبدو أن مستعملي أجهزة الحاسوب في البلدان المتقدمة يمتلكون مهارات أكبر في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أقرانهم في البلدان النامية. ويمكن للافتقار إلى مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أو عدم كفايتها أن يقيد بشدة عملية التنمية الاجتماعية الاقتصادية في البلدان النامية وأقل البلدان نمواً (LDC).
ويشير التقرير إلى أن عدم التكافؤ في استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يعكس أوجه التكافؤ الأخرى، مثل تلك المتعلقة بالتعليم والثروة والمساواة بين الجنسين بين مختلف مناطق العالم.
اتجاهات الإيرادات والاستثمارات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات
يظهر التقرير أن إيرادات الاتصالات العالمية بالتجزئة وصلت إلى 1,7 تريليون دولار في عام 2016، وهو ما يمثل 2,3 % من الناتج المحلي الإجمالي (GDP) العالمي. وعلى الصعيد الإقليمي، تلحظ بوضوح أهمية القطاع في رفع النمو الاقتصادي، خاصةً في العالم النامي. فقد مثلت إيرادات الاتصالات في عام 2016 في منطقة إفريقيا والدول العربية 3 % في المتوسط من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنةً بنسبة 2 % في آسيا والمحيط الهادئ والأمريكتين (باستثناء الولايات المتحدة وكندا) وأقل من 2 % في كومنولث الدول المستقلة وأوروبا.
ومثّلت إيرادات الاتصالات الثابتة نصف إيرادات الاتصالات المتحققة في عام 2016 في جميع أنحاء العالم. وانخفضت إيرادات الاتصالات المتنقلة عالمياً بمقدار 7 % في الفترة بين 2014 و2016 من 924 مليار دولار في 2014 إلى 859 مليار دولار في 2016. ويبين التقرير أن النمو في إيرادات الاتصالات المتنقلة تأثر بانتشار الخدمات المتاحة بحرية على الإنترنت (OTT) التي تعمل على البنية التحتية القائمة للاتصالات وأن نجاح تطبيقات المراسلة القائمة على بروتوكول الإنترنت يضر في الغالب الاستعمال التقليدي للنصوص وما يرتبط به من إيرادات. ولوحظ أيضاً أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يتسم بالاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، إلى جانب زيادة في النفقات الرأسمالية للاتصالات مدفوعة بشكل كبير بالطلب على خدمات البيانات واستعمالها في الاقتصادات النامية.
وبالنسبة لاتجاهات أسعار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يبرز التقرير أن أسعار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات انخفضت عالمياً في العقد الأخير بالتوازي مع الزيادة في النفاذ إلى خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستعمالها. وسجلت خدمات النطاق العريض الثابت الانخفاض الأكبر في الأسعار بين كل خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
واستمرت أسعار الاتصالات الخلوية المتنقلة في اتجاه الانخفاض المستمر في الفترة 2017‑2008، جنباً إلى جنب مع الزيادة المستمرة في معدل انتشار هذا النوع من الاتصالات. وكان لتحسن التنظيم وعملية وضع السياسات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دور محوري في تهيئة الظروف للانخفاض في الأسعار الذي لوحظ في الفترة 2017‑2008 مما يضمن أن المكاسب المتعلقة بالكفاءة المتحققة من جراء زيادة اعتماد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد انسحبت جزئياً على العملاء.
وحققت بعض البلدان الأكثر اكتظاظاً بالسكان مثل بنغلاديش والصين والهند سلال أسعار للاتصالات الخلوية المتنقلة تقل عن 3 دولارات أمريكية شهرياً وتأتي ضمن البلدان العشرين الأقل أسعاراً في العالم. وهناك أيضاً عدد من أقل البلدان نمواً من بينها بوتان وإثيوبيا وميانمار ونيبال وجنوب السودان تقدم أسعاراً تقل عن 3 دولارات شهرياً.
وجميع البلدان المتقدمة تقريباً لديها أسعار لاتصالات النطاق العريض القائمة على استعمال أجهزة الحاسوب تعادل ما يقل عن 2 % من الدخل القومي الإجمالي (GNI) للفردو انخفضت كثيراً أسعار خطة النطاق العريض الثابت الأساسية في العالم أجمع في العقد الأخير، من أكثر من 40 دولاراً شهرياً في المتوسط في عام 2008 إلى 25 دولاراً شهرياً في عام 2017.