بقلم : خالد حسن
قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المحظوظ ..لا أتذكر ان هناك معرض تجارى فى أى قطاع اقتصادى أو خدمى حظى بهذا الدعم "اللامحدود" والاهتمام الكبير من اعلى قيادة سياسية فى الدولة والحرص على افتتاحه ورعايته من قبل مؤسسة الرئاسة .
اذ للمرة الرابعة على التوالى يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية على أفتتاح فاعليات الدورة الثانية والعشرين لمعرض ومؤتمر القاهرة الدولى للتكنولوجيا " كايروا اى سى تى 2018 " ، الذى يقام حاليا تحت شعار "قيادة التحوّل Driving Transformation" بمشاركة اكثر من 550 شركة تمثل نحو 21 دولة ، والتعرف على المشروعات والخدمات الالكترونية التى تقدمها مختلف الجهات الحكومية ، والتى تشكل 14 % فقط من اجمالى العارضين مقارنة بنحو 50 % فى بعض المعارض المماثلة على غرار جيتكس دبى ، او خططها المستقبلية التى تستعد لتقديمها فى الاعوام المقبلة كما حرص على الاستماع الى التقنيات التى تقدمها الشركات العالمية والمحلية وكيفية الاستفادة منها لتوطين صناعة تكنولوجيا المعلومات والالكترونيات فى مصر .
ولعل اللافت للانتباه هو تاكيد رئيس الجمهورية على ان قطاع التكنولوجيا هو قاطرة للتنمية المستدامة الشاملة وحجر الاساس لتحقيق التحول الرقمى للاقتصاد المصرى بمحاوره الثلاثة " تشجيع الانتقال للخدمات الحكومة الالكترونية ، تنمية الدفع الالكترونى ، دعم التجارة الالكترونية " وانه يمثل أهم اليات تحسين المعيشة وكسب رضا المواطن ومكافحة الفساد والبيروقراطية لمواكبة التطورات العالمية فى الاتجاه بقوة نحو العالم الرقمى ناهيك عن حرصة مؤسسة الرئاسة على اطلاق مبادرات جديدة من منصة " كايروا اى سى تى " وكان هذا العام من نصيب العقول البشرية والشركات الناشئه العاملة فى مجال الالعاب الرقمية وتطبيقات المحمول سواء فى مصر او الدول الافريقية حيث ستتولى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا تدريب 10 الاف شاب وتاهيل ودعم انشاء 100 شركة " مصرية وافريقية " متخصصة فى هذا المجال .
نتطلع ان تنجح القيادات بكافة الجهات و المؤسسات الحكومية فى ترجمة هذا الزخم والدعم الكبير من جانب القيادة السياسية ليتم دفع عمليات الميكنة لكافة عملياتها وخدماتها ، سواء التى تتم مباشرة مع المواطن أو مع مؤسسات الاعمال المختلفة المحلية والعالمية ، فلم يعد من المقبول ونحن كنا من أوائل الدول التى تبنت استراتيجية قومية لتطبيق الحكومة الالكترونية ، منذ اكثر من 20 عاما ، ان تظل غالبية الخدمات الحكومة تقدم بطريقة تقليدية وكأن هناك من يريد ان نظل محلك سر " الجرى فى المكان " بل ونرتد الى الوراء ويدعم المقاومة الذاتية للميكنة والتحول نحو مفهوم الرقمنة للخدمات الحكومية .
فى الحقيقة عانت مختلف شركات تكنولوجبا المعلومات بعد 25 يناير 2011 من ازمة عنيفة نتيحة تراجع كبير فى الطلب المحلى على التكنولوجيا ، لاسيما الطلب الحكومى والذى كان يمثل اكثر من 70 %من اجمالى الطلب المحلى ، حيث عصفت هذه الازمة بالكثير من الشركات وادت الى خروجها من السوق بجانب هجرة الكثير من امهر المبرميجين ولكن ظل العديد من شركات التكنولوجيا المحلية ، حاصة الصغيرة والمتوسطة ، تكافح بصعوبة للحفاظ على وجودها وربما حان الوقت ليتم استعادة و انتعاش الطلب الحكومى على الحلول التكنولوجية بما يمثل دفعة نوعية كبيرة لهذا القطاع خاصة ان الامر لم يعد اختبار بل ضرورة اذا كما نريد ان يكون لن مكان على الخريطة العالمية لجذب الاستثمارات الاجنية وتعزيز التنافسية والمزايا التى يمكن توفيرها للكيانات العالمية للاستثمار سواء فى مجال التكنولوجيا او مختلف القطاعات الاقتصادية .
فى تصورى ان دور معرض " Cairo ICT " تخطى كونه مجرد معرض تجارى فقط بل أصبح يشكل حدثا استراييجيا لصناة تكنولوجيا المعلومات يتم من خلال محاسبة الجهات الحكومية على التزامها بكافة الخطط التى تعلنها امام رئيس الجمهورية لتطوير خدماتها وهذا فى حد ذاته عنصر رقابى مهم جدا يدفع هذه الجهات على الاستمرار فى تنبى الحلول التكنولوجية لتحسين الانتاحية وزيادة كفاءة عملية التشغيل لتضاهى مع ما نشهده فى مختلف دول العالم المتقدم .