بقلم : خالد حسن
منذ نحو 13 عاما لم تكن فكرة إطلاق جريدة مصرية متخصصة فقط في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تلقى رواجا عندما قمت باستطلاع آراء مجموعة من الخبراء العاملين في مجال التكنولوجيا في حين أشفق البعض علىّ من التجرية لعدم توافر الكوادر البشرية من الصحفيين المتخصصين فى هذا المجال في حين كان البعض يرى أن سوق التكنولوجيا المحلي ، وقتها ما زال صغيرا ، ولا يمكنه تحمل إطلاق جريدة أسبوعية متخصصة وأنه من الأفضل ان تكون مجلة شهرية على غرار ما كان موجودا بالفعل في عالم صاحبة الجلالة .
إلا أن تجربتي على مدار سنوات طويلة بجريدة " العالم اليوم " وإصدار صفحة أسبوعية ثم تحولت إلى أول صفحة يومية متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتأسيسي لاول قسم لتكنولوجيا المعلومات في الصحافة المصرية ، ولا أبالغ إذا قلت في الصحافة العربية ، ضم فريق عمل من الصحفيين المتميزين ، ما زالوا يتألقون فى عالم الصحافة ، شجعتنى إلى البحث عن تحد جديد وتطوير قدراتنا وبدأت في دراسة جدوى كيفية إطلاق صحيفة متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات وكما اعتبره البعض أنه بمثابة خطوة مبكرة جدا في طريق ريادة الأعمال .
ورغم الصعوبات التي واجهتنا في عملية التأسيس للجريدة واستخراج الأوراق والأعمال اللوجيستية إلا أن الفريق ، المؤسس ، للجريدة الوليدة كنا نمتلك الحماس والشغف للتغلب على كل التحديات وعدم التذرع بأي مشكلة ، مهما كانت كبيرة ، لوقف خروج هذه الفكرة إلى النور .
وحتى نكون منصفين فإن نسبة كبيرة من نجاح هذا المشروع الصحفي تعود إلى كمية التشجيع والدعم الذى حظى به من رجل صاحب خبرة متميزة ورؤية اسمه الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق ، والذي وافته المنية يوم الخميس الماضي ـ رحمة الله عليه ـ فعندما تجد كلمة ثناء مصحوبة بتوجيه إيجابي ونصيحة مخلصة ومشاركة فعالة لإنجاح فكرتك ورغبة حقيقية في توطين ما يعرف بالصحافة المصرية المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإعداد وتأهيل أجيال جديدة من الصحفيين فلا يمكنك إلا أن تؤمن أكثر بفكرتك وتزداد عزيمتك وإرادة فريقك على الاستمرار إذ كان بالفعل إنسانا محبا للنجاح ، بصورة عامة ، ونموذجا للعمل الجاد الاحترافي القائم على العلم والمعرفة .
وفي الحقيقة قبل الاستطراد في الحديث عن مرور 13 عاما على انطلاق مسيرة جريدة "عالم رقمي" أود أن أتحدث عن العلاقة مع الدكتور طارق كامل ودوره في هذه الرحلة إذ بدأت علاقتي مع الدكتور طارق في مطلع عام 1995 " كعلاقة صحفى بمصدر " حيث عرفته منذ كان قائما على إدارة الجمعية المصرية للإنترنت ، التابعة حينئذ لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار مع الدكتور أحمد نظيف برئاسة الدكتور هشام الشريف والدكتور رأفت رضوان ـ نائب رئيس المركز وقتها، وبحكم ترددي الكثير على المركز كان الجميع يشهد له بأنه شعلة من النشاط ، وكون حوله مجموعة من الشباب الذين أصبحوا فيما بعد نجوم قطاع الإنترنت والاتصالات وقادوا عملية إحداث طفرة في هذا المجال ولم أكن استغرب أن يكون الرجل النائب الأول لوزير الاتصالات د. أحمد نظيف ثم وزيرا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهو لم يتجاوز العقد الرابع من عمره نظرا لما يمتلكه من قدرات فنية على أعلى مستوى ومؤهلات شخصية ومهارات سياسيه وقدرة على التواصل مع الجميع بلا استثناء .
رحمة الله علي الإنسان الدكتور طارق كامل ، الذى لم تغيره المناصب ، وظل كما هو في تعاملاته وعلاقاته ولم يتنكر لأحد او يتعالى على من كانوا معه فى بدايته .. بل على العكس كان دائما ما يشعرك بأن لك مكانة متميزة لديه بحكم العلاقة الصحفية ، القائمة على الاحترام والتقدير المتبادل ؛ التي امتدت لسنوات قبل توليه الوزارة وما لمسه من رغبتي وشغفي الشخصي في أن تكون الصحافة شريكا فعالا في تنمية الوعي التكنولوجي لدى المجتمع ، والذى لم يكن موجودا إلا بدرجة محدودة جدا قبل إنشاء وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، وسأظل أتذكر مكالماته الهاتفية ، والتي كانت عادة بعد الساعة العاشرة مساء ، عندما كنت أتناول موضوعا ما في مقالي اليومي بجريدة " العالم اليوم " ليس بهدف التوجيه أو فرض الرأي وإنما لإيضاح المعلومات بصورة أكثر والرغبة في تعميم الفائدة فكان رحمة الله عليه قارئا ومحللا ومتابعا جيدا لكل ما يكتب في الصحافة المتخصصة .
عودة إلى انطلاق " عالم رقمي " في عام 2007 حيث كانت رؤيتنا لا نقتصر إلا على العمل الصحفي المعتاد فحسب وإنما لإعداد كوادر جديدة وتأهيلها بما يتناسب مع طبيعة هذا القطاع واستخدام أدواته حتى تكون قادرة على التعبير عن مزايا التكنولوجيا ، من خلال التجربة والممارسة العملية وليس بطريقة نظرية ، وبالفعل تم الاتفاق مع كلية الإعلام بجامعة القاهرة لاستقدام نحو 40 شابا وفتاة من خريجي نفس العام بهدف تدريبهم في مجال العمل بصحافة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتجهيز الجريدة بشبكة من أجهزة الكمبيوتر والانترنت ، وتدريبهم على الاستخدام الأمثل بحيث تمت ميكنة كل عمليات التشغيل بداية من إعداد وتسليم ومراجعة المادة الصحفية ووصولا الى إخراج الجريدة وإرسالها للطباعة وهو ما كان محل إشادة ودعم كبير من جانب الدكتور طارق كمال ورغبته في توسعة قاعدة الصحفيين المتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كأحد أهم ادوات نشر الوعي التكنولوجي وبناء مجتمع المعلومات .
ولايمكن ان ننسى الدور المهم الذي قام به الفريق المؤسس للجريدة تحت قيادة مدير التحرير فاتن الخولى ، الزميلة ورفيقة الدرب ، و كل من الاخ الاصغر الزميل محمد مختار والاصدقاء محمد سلامة " جريدة الاخبار " وعماد عمر " رويترز " فى عملية الاعداد لفريق العمل واصدار الاعداد التجريبية للجريدة على مدار اكثر من 4 شهور كنا نواصل فيها الليل بالنهار والاضطرار الى المبيت فى الجريدة دون ان نشعر بالتعب او الملل بل كان كل منا سندا لاخر للوصول بافضل تصور ممكن للجريدة بداية من وضع الاستيل بوك لطيقة كابة المحتوى الصحفى مرورا بتصنيف الابواب الجديدة و الاخراج الفنى والتصميم للوجو وفى نفس الوقت كنا حريصين ان يتواكب مع الجريدة اصدار موقع الكترونى وتطبيق للهواتف المحموله وهو ما كان لنا السبق فيه قبل الكثير من المؤسسات الصحفية ...,.
للحديث بقية