بقلم : خالد حسن

يحتفل معرض ومؤتمر القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات" Cairo ICT " بمرور 22 عاما على انطلاقه لأول مرة على أرض مصر، ليصبح واحدا من أهم المعارض في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ولعله من المهم هنا التنويه لأهم المحطات التي مر بها، بدءاً من انطلاق أول هاتف محمول في مصر، مرورا بإطلاق مبادرات قومية متعددة في مجال بناء مجتمع المعلومات بجانب مشروعات التأهيل التكنولوجي وتدريب الكوادر المصرية مع إطلاق مشروعات الحكومة الإلكترونية  والمدن الذكية وصولاً إلى أحدث المفاهيم والتقنيات اليوم مثل التحول الرقمي والشمول المالي واستراتيجية توطين صناعة الإلكترونيات  وكلها تستهدف تغيير شكل الحياة في مصر من خلال ابتكارات لتسهيل وتحسين نمط المعيشة اليومي للمواطن .

لا يحتاج زائر" Cairo ICT " أن يكون خبيراً في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ليقوم بزيارة المعرض وحضور جلسات المؤتمر المختلفة لأن هذا الحدث السنوي المهم يفتح الباب للمهتمين بمجالات متعددة ليجد ما يهمه من أفكار وتقنيات وحلول لكل ما يمس عمله، وحياته، وكلها مقسمة في عدد من القاعات المتصلة ببعضها البعض، ولكن تم ترتيبها حسب اهتمامات أي شخص.. على سبيل المثال لو كنت مهتما بالقطاع المالي وتكنولوجيا الدفع الالكتروني والشمول المالي وتجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية، فهناك قاعة كاملة لهذا المجال.. ولو كنت مهتما بقطاع المنازل الذكية والمشروعات السكنية صاحبة أعلى مستوى من الخدمات، فهناك قاعة مقتصرة عليها.. ولو كنت من المهتمين بقطاع الأمن والسلامة، فبعدد غير مسبوق من الشركات العالمية ستجد قاعة مخصصة لها.. ولمن يريد أن يعرف ما الذي تعده الحكومة المصرية من خدمات متطورة للمواطنين في كل الوزارات والهيئات، فجناح الحكومة يعرضها جميعا.

بالإضافة إلى ما سبق، فهناك قاعة كاملة لكل عمالقة الاتصالات في مصر، وقاعة أخرى للكبار فقط من شركات تكنولوجيا المعلومات في العالم بأحدث تكنولوجيات لن تراها إلا في فترة المعرض ثم عليك الانتظار حتى تصل بين يديك بعدها بفترات زمنية قد تطول أو تقصر.. وفوق ذلك كله واقتناعا من منظمي "Cairo ICT " بأهمية دعم الابتكار للشركات الناشئة والصغيرة التي غيرت شكل العالم في مجالات عديدة، فالباب مفتوح لتلك الشركات وحتى الأفراد ليعرضوا ما لديهم منها مع إتاحة الفرصة لهم لكي تتبناهم شركات أكبر لتغير من حياتنا إلى الأفضل بشك كبير من خلال ملتقى الابتكار " Innovation Arena" ، الذى يقام للعام الثالث على التوالي داخل المعرض، ومخصصة لشباب المبدعين ورواد الأعمال لاستعراض مشروعاتهم المبتكرة .

"Cairo ICT" معرض ومؤتمر متخصص، وهذا هو الواقع، ولكن تخصصه الرئيسي هو تغيير شكل الحياة في أي مجال وكل مجال، لذا فهو يغطي قطاعات عريضة من المجتمع لا يمكن إغفالها... سواء كان الزائر فلاحا جاء ليعرف كيف تتيح له التكنولوجيا مما يسمح له بتغيير اسلوبه في الزراعة وفي الحصول على مستلزماته، أو كان من كبار المتخصصين في الأمن والدفاع جاء ليعرف الجيل القادم من التكنولوجيا المستخدم للقضاء على الإرهاب كيف يبدو، كلاهما أمامه الفرصة ليعرف ويتعلم ويشارك بالرأي والخبرة فيما هو مطروح داخل أجنحة أكثر العشرات من شركة عالمية وعربية ومصرية مشاركة في معرض ومؤتمر  " Cairo ICT 2019 " .

ويولي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت دورة هذا العام اهتماماً كبيراً ويقدم لها كل الدعم سواء من خلال الرسائل الـ 7 التي كشف عنها ، مؤخرا ، بجانب مشاركة مختلف الجهات التابعة للوزارة ومنها على سبيل المثل لا الحصر، هيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات " إيتيدا " والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وهيئة البريد المصري والإعلان عن مجموعة من المبادرات الجديدة والمشروعات الكبرى فى مجال تكنولوجيا المعلومات حيث يتم الإعلان عن آليات جديدة لنشر وتوطين صناعة التكنولوجيا بالمحافظات .

على مدار الـ 22  عاما الماضية حظى " Cairo ICT " باهتمام رسمي وإعلامي رفيع المستوى حيث قام بافتتاح المعرض وزيارته العديد من الرؤساء والوزراء والشخصيات العالمية، الأمر الذي توج برعاية وافتتاح رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لعدد من الدورات الأخيرة للمعرض ، كما حظي " كايروا اى سى تى " على اهتمام الزائرين من مصر وخارجها، حيث تجاوز عدد زواره خلال الدورات السابقة أكثر من مليون زائر وكان ذلك في الدورة العشرين للمعرض .

اتطلع أن الدورة الثالثة والعشرين من " Cairo ICT " أن تضع أجندة عمل متكاملة أو رؤية شاملة للمشروعات التكنولوجية التي سيتم تنفيذها في العام القادم بالمشاركة بين كل الأطراف المعنية في السوق واستغلال الفرص المتاحة أمامنا وذلك من خلال مقترحات وتصورات الخبراء المشاركين في الأحداث والفعاليات والجلسات التي يتناولها المؤتمر ، لاسيما مع زيادة مساحة العرض وتتجاوز 40 ألف متر مربع ، فمع حلقات النقاش في المؤتمر التي يشارك فيها مسئولون في الدولة والمؤسسات الحكومية ومسئولون دوليون وكبار رجال البنوك والصناعة والتسويق والقائمون على مشروعات الاستثمار العقاري بجانب خبراء وممثلى كبرى شركات تكنولوجيا الدفاع والأمن وأمن المعلومات والسلامة .