البيتكوين وخطة الهجوم

  • بقلم / محمد النواوى

    مجموعة من الجنرالات في نقاط متفرقة يحاصرون قلعة محصنة حيث الطريق الوحيد لاختراق هذه القلعة هو الهجوم عليها في وقت متزامن لذلك يتم ارسال رسائل بين القادة للاتفاق على ميعاد الهجوم.

    ماذا إذا اعترضت هذه الرسائل أو تم تغييرها سواء من عدو أو من قائد خائن؟ لذلك تم فرض إيجاد حل لمسألة معقدة لإثبات أحقية الإعلان عن ميعاد الهجوم حيث تتطلب هذه المسألة لحلها موارد حسابية وقوة معالجة كبيرة وأيضاً بعض الوقت وما أن يتحقق ذلك ويتم الإعلان عن الميعاد يبدأ كل من الآخرين في حل مسألة جديدة مرتبطة بما قبلها ليتمكنوا من إعادة ارسال الميعاد.

    هذه السلسلة من الرسائل أدت الي تراكم في الطاقة الحسابية المبذولة لإعلان هذا الميعاد مما يعد إثبات لصحته حيث أن كمية هذه الطاقة المبذولة تعبر عن أغلبية في عدد القادة مما يشكل اتفاق على هذا الميعاد.

    في حال أراد أحد القادة تغيير الميعاد يجب عليه إثبات أحقيته لإعلان هذا الميعاد عن طريق حل مسألة توازي في صعوبتها صعوبة المسائل الخاصة بالرسائل السابقة مجتمعة وفي وقت أسرع من إعلان أي رسالة جديدة وهو شبه مستحيل نظراً لكم الموارد الحسابية الكبير المطلوب لإتمام هذه العملية. في النهاية لن تستطيع قلة تحاول تغيير ميعاد الهجوم من تنفيذ خطتها نظراً لصعوبة التغلب علي الكم الكبير للموارد الحسابية للجيش.

    هذا هو الحل الذي اقترحه ساتوشي ناكاماتو عام ٢٠٠٨ ل “The Byzantine Generals Problem” الذي يعبر عن مفهوم الاتفاق أو ال consensus في شبكة البيتكوين حيث تستغل الطاقة الحسابية في ما يسمي Proof of Work للتحقق من أي عملية حسابية قبل أن يتم الاتفاق عليها من قبل أجهزة الشبكة.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن