طور العالِم الأمريكي جون بي جوديناف، الحائز على جائزة نوبل للكيمياء للعام 2019، وفريقه البحثي، نوعًا جديدًا من البطاريات الكهربائية، باستخدام الزجاج، ما يبشر بحل مشكلات البطاريات التقليدية وقد يسرع حلول الاستغناء عن المحركات العاملة بمشتقات الوقود الأحفوري المضر بالبيئة.
وتعاني البطاريات الكهربائية التقليدية من جملة مشكلات تقف عائقًا أمام الاعتماد عليها في صناعة السيارات؛ ومنها قدرتها المحدودة، وضعف مدى التخزين، ووتأثرها بالعوامل الخارجية، وتسريب الحرارة، فضلًا عن مشكلة الحجم، إذ تشغل مساحة كبيرة في السيارات الكهربائية.
وتوفر البطارية الجديدة، التي تستخدم الزجاج عنصرًا رئيسًا، زيادة كبيرة في سعة التخزين، من خلال حقن الزجاج إما بالصوديوم أو الليثيوم لتشكيل قطب كهربائي داخل البطارية، ما يوفر 3 أضعاف سعة تخزين طاقة بطاريات أيون الليثيوم المماثلة.
ولا تحتوي البطارية الجديدة على مواد متطايرة أو قابلة للاشتعال، ولا تعاني من مشكلات تجعد الليثيوم التي تصيب بطاريات الليثيوم، وتؤدي إلى حدوث قصرٍ في الدارات وتشكل مخاطر على السلامة؛ وفقًا لما نقله موقع ذا درايفن الأسترالي المتخصص بالمركبات المستدامة.
وطرح جوديناف الفكرة للمرة الأولى في ورقة بحثية نشرتها مجلة علوم الطاقة البيئية العام 2016، وتقدم جوديناف، بطلب للحصول على براءة اختراع، يوم الأحد 5 أبريل/نيسان 2020.
وقال جوديناف، الأستاذ الفخري في كلية كوكريل للهندسة في جامعة تكساس «أرى أننا أصبحنا قادرين على القيام بما كنا نحاول القيام به منذ 20 عامًا» في إشارة إلى تطوير سيارة كهربائية قادرة على منافسة السيارات العاملة بمحركات الوقود الأحفوري.
وأضاف «نستطيع استعمال البطارية الزجاجية لتخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتقطعة على الشبكة الكهربائية» وفقًا لمجلة سبيكتروم الأمريكية.
وقالت الباحثة ماريا هيلينا براغا، من جامعة تكساس (غير مشاركة في البحث) إن «الاختبارات المبكرة تشير أيضًا إلى قدرة البطارية الزجاجية المُحتمَلة على تحمل الآلاف من دورات الشحن والتفريغ، أي أكثر بكثير من البطاريات التقليدية التي لا تحقق أكثر من متوسط 1000 إلى 2000 دورة، فضلًا عن قدرة قطب البطارية الزجاجي على تحمل نطاق أوسع من درجات الحرارة؛ بين 20 إلى 60 درجة مئوية.»