سلوكيات مقبوحة وأنماط مفضوحة فى السماوات المفتوحة

  • بقلم ايمن صلاح

     

    لم يكن يتصور أحد مع بدايات بث القنوات الفضائية فى ثمانينيات القرن الماضى أن ينتهى بنا الحال الى ما هو نحن عليه الآن، فلقد ظننا فى بداية الأمر أن القنوات الفضائية ستمثل لنا سماوات مفتوحة نستطيع من خلالها تحويل العالم الى قرية صغيرة ينتشر فيها العلم والمعرفة ونشر الأخبار بصدق وشفافية وتبادل الثقافات والتعرف على الأخر ونشر قيم الأخلاق والفضيلة ولكن مع مرور السنين والانتشار الوبائى لبعض هذه القنوات تحولت هذه الظاهرة الى آفه تهدد الأمن العام والسلم الاجتماعى، فاليوم يستطيع أى انسان أو جماعة يمتلكون قدر ضئيل من الثروة ان يستثمروا أموالهم بفتح قناة فضائية دونما شروط حقيقية تضمن الأداء الاعلامى لهذه القناة.

     

     

     

    فلونظرنا اليوم لعدد القنوات التى تبث برامجها فضائيا فوق سماء مصر المحروسة لوجدناها بالآلاف أما عن المضمون فلا تسل، فكم من قناة أنشئت لبث الكراهية للدولة المصرية ونشر الأكاذيب والضلالات والمحاولات الدائمة والدؤوب لهذه القنوات المعادية لهدم المجتمع المصرى، ومع الأسف فان مثل هذه القنوات الضالة تجد أحيانا صدى عند قليلى الثقافة والمعرفة فى المجتمع فتتحول أكاذيبهم وضلالاتهم الى مسلمات فى العقول بما يمثل تلوث فكرى يهدد بنيان المجتمع بأسره وقد يؤدى الى شق الصف فى المجتمع المصري، وكم من قنوات أخرى تحض علي الفسق والفجور والتلاعب بعقول ومشاعر الشباب لتحويلهم عن الدور المنوط بهم فى بناء مستقبل أفضل الى طريق الرذيلة والادمان.

     

     

     

    ثم نأتى الى مثال صارخ من تلك القنوات الفضائية التى ابتدعت طريقة جديدة لجلب الأموال وهى بيع الهواء أى بيع جزء من البث خلال اليوم لأى شخص أوجهة يستطيع من خلالها ومن خلال فريق عمله بث كل ما يريد من أفكار وتوجهات، حتى أصبحنا نرى من خلال تلك الشاشات كل ما ينافى الآداب العامة من سباب ولعن وطعن فى الشرف والذمم دونما واعز من ضمير ودون رقيب أوحسيب.

     

     

     

    لقد تحولت بعض الفضائيات فى الفتره  الأخيرة الى سلوكيات وأخلاقيات مقبوحة يقوم عليها مجموعة من أشباه الأعلاميين باعوا ضمائرهم من أجل المال فظهروا بسلوكيات مفضوحة وآراء مأجورة بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع.

     

     

     

    ... ولعل التحرك الأخير  بايقاف بعض الأشخاص والبرامج والقنوات يكون بداية حقيقية لتعديل المسار المنحرف لبعض القنوات، والتحقيق مع بعض المتجاوزين وعقابهم العقاب اللائق لجرم الفعل قد يكون نقطة بداية لضبط الأداء الاعلامي بالفعل.

     

     

     

    تحيا مصر.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن